غزة 'القدس العربي' من أشرف الهور: بابتسامة صغيرة سعت من خلالها التستر على ألمها، وللتعبير عن الشكر لضيوفها قابلت الأسيرة هناء شلبي عددا قليلا ممن سمح لهم من المواطنين الوصول لمرقدها في مشفى الشفاء، وحاولت بعبارات بسيطة طمأنة إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس الذي قدم هو الآخر لعيادتها. لم تضجر هناء شلبي رغم الضوضاء التي خلقها الصحافيين الذين قدموا لتغطية زيارة هنية لها، بعد أن سنحت لهم فرصة الوصول إلى سرير علاجها في وحدة العناية المكثفة لقسم القلب بمجمع الشفاء الطبي، وظلت محافظة على ابتسامتها، في رسالة لسجانها الذي ظل حتى يوم أمس ممسكا بمصيرها، تؤكد أنه رغم البعد عن مسقط رأسها في مدينة جنين في الضفة الغربية، إلا أنها تمكنت من الانتصار في نهاية المطاف. وكانت الأسيرة المحررة شلبي وصلت أول أمس قطاع غزة منفاها لثلاث سنوات قادمة، بعد عملية اعتقال من سلطات الاحتلال تخللها إضراب مفتوح عن الطعام دام ل 44 يوما، انتهى بصفقة الإبعاد مقابل إطلاق سراحها. وبدا واضحاً الإرهاق والتعب الشديدين على جسد الأسيرة المحررة شلبي التي فقدت نحو 20 كيلو من وزنها، رغم الخدمات الطبية التي شرع فريق طبي متخصص بتقديمها لها فور وصولها إلى قطاع غزة. ولم تتمكن 'القدس العربي' من طرح أسئلتها على شلبي بسبب التعب، سوى أنها سألتها عن حالتها، فقالت 'أنا بخير، وهنا (في غزة) بين أهلي'، وقالت أيضاً انها انتصرت على الاحتلال، قبل أن يؤكد دكتور مختص كان في غرفة علاجها أن الحديث سيضر بصحتها في الوقت الحالي. وأشار الدكتور إلى أن شلبي لا تزال تعاني من هبوط في دورتها الدموية، وأن حالة الإرهاق والتعب تصيب كل جسمها، وقال ل 'القدس العربي' أنها قد تحتاج حتى نهاية الأسبوع الجاري لتتعافى من المرض. وذكر أنه تم إعطاء الأسيرة بعض سوائل لتناولها، وقال ان مرحلة تناولها للطعام قد تحتاج لأيام، على اعتبار أن الأمر سيضرها بسبب طول مدة إضرابها عن الطعام، وأوضح أن الحالة الصحية العامة للأسيرة المحررة شلبي مستقرة. وعقب زيارته للأسيرة شلبي حمل هنية الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تردي الوضع الصحي لها، وقال انه 'يتحمل كافة المسؤولية عن حياة الأسرى'. وأكد أن إبعاد الأسيرة شلبي 'قرار جائر ويعد من ضمن جرائم الحرب واعتداء على حقوق الإنسان'، مشيراً إلى أنه لا يمكن القبول باستمراره. وأشار هنية إلى أن الأسيرة شلبي 'تمكنت من كسر إرادة السجان'، وأنها الآن تحظى بالحرية على جزء من الوطن. وتطرق إلى وضع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وأكد أن الأخبار التي ترد من المعتقلات 'تثير القلق'، بسبب عمليات القمع التي تمارسها إسرائيل بحق الأسرى. وأشار إلى أنه سيتم التوجه لمحكمة العدل الدولية ل'محاسبة الاحتلال على جرائمه بسبب سياسات الاعتقال والحصار'، مشيراً إلى أنه سيتم التوجه إلى مصر بصفتها راعي اتفاق صفقة تبادل الأسرى الأخيرة. ونص اتفاق صفقة تبادل الأسرى مقابل إطلاق حماس سراح الجندي الإسرائيلي غلعاد شليط على قيام إسرائيل بتحسين وضع الأسرى في المعتقلات، غير أن الأسرى يشتكون من زيادة سوء أوضاعهم ومعاملاتهم عقب الصفقة، ويهددون بإضراب مفتوح عن الطعام.