رام الله 'القدس العربي' شرع اسير فلسطيني محكوم بالسجن 5200 عام الخميس بالاضراب المفتوح عن الطعام، مطالبا باخراجه من العزل الانفرادي الذي وضع فيه منذ لحظة اعتقاله عام 2003 ، وذلك في ظل اوضاع ملتهبة تعيشها سجون الاحتلال الاسرائيلي واستعداد الاف الاسرى للشروع بالاضراب المفتوح عن الطعام للمطالبة بتحسين اوضاعهم. وقرر الأسير عبد الله البرغوثي البالغ من العمر 41 عاما وهو مسؤول الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة والمعتقل منذ 2003 خوض الإضراب المفتوح عن الطعام بدءا من الخميس. واكد الاسير لمحامي نادي الأسير الذي زاره صباح الخميس في سجن 'عزل الرملة' بانه لن يتوقف عن الاضراب الا لحين تحقيق مطالبه، مؤكدا بأنه لن يفك إضرابه تحت أي ظرف من الظروف إلا بعد إخراجه من العزل الانفرادي، والسماح لأهله في الأردن بزيارته وكذلك السماح لزوجته وأولاده بزيارته. وشدد البرغوثي على إنه مستمر في الإضراب المفتوح عن الطعام لحين تحقيق مطالبه أو الاسشهاد. ومن الجدير ذكره أن الأسير البرغوثي محكوم بالسجن المؤبد 67 مرة و5200 سنة، وهو صاحب أطول حكم عسكري في تاريخ الاحتلال الاسرائيلي، وهو معزول انفراديا منذ اعتقاله، وتتهمه سلطات الاحتلال بالمسؤولية عن العديد من العمليات الاستشهادية، التي أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الاسرائيليين.' ونقل 'نادي الأسير' الفلسطيني عن البرغوثي دعوته إلى 'تنظيم الفعاليات الجماهيرية لدعم الأسرى ومطالبهم العادلة'، وأنه يخوض إضرابه تحت شعار 'الإضراب حتى إلغاء العزل أو الشهادة'. من جهته؛ اعتبر الباحث المختص في شؤون الأسرى رياض الأشقر أن دخول الأسير البرغوثي صاحب اعلى حكم في العالم بالإضراب عن الطعام 'سيعطي زخما ودفعة جديدة وقوية لمعنويات الأسرى وخاصة المضربين عن الطعام منذ عشرات الأيام . وأشار الأشقر إلى أن عدد الأسرى الذين يخوضون اضراباً مفتوحاً عن الطعام بطريقة فردية يزداد 'بشكل متدرج، وان بعض المضربين قد تجاوز اضرابهم 40 يوماً ، كالأسيرين ثائر حلاحله والأسير بلال ذياب، وذلك احتجاجاً على اعتقالهم ادراياً، بينما الأسيران حسن الصفدي وعمر أبو شلال دخلا يومهما ال38 في الإضراب، والأسير احمد نبهان صقر، مضرب منذ 28 يوما، والأسير جعفر إبراهيم عز الدين يخوض الإضراب المفتوح عن الطعام والمتواصل منذ 23يوما. هذا وحذرت منظمة 'أدمير'لحقوق الإنسان والتي تعنى بمتابعة أوضاع الأسرى الفلسطينيين الخميس من خطورة الوضع الصحي لثمانية أسرى فلسطينيين مضربين عن الطعام منذ أكثر من شهر، احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري بحقهم. وبحسب المنظمة فإن أربعة من السجناء الفلسطينيين يقبعون في عيادة سجن الرملة لتردي أحوالهم الصحية، وهم الأسير طاهر حلاحله من مدينة الخليل، وبلال دياب من منطقة كفر الراعي واللذان يضربان عن الطعام منذ 43 يوماً، والأسير حسن سفيدي من نابلس وعمر أبو شلال واللذان يضربان عن الطعام منذ أكثر من 35 يوماً، احتجاجاً على اعتقالهم إداريا. وأشارت المنظمة إلى أن الأربعة الآخرين يقبعون في سجون مختلفة، وهم الأسير أحمد سكر من سجن شطة، والذي يضرب عن الطعام من 23 يوماً، والأسير أحمد أطاج والذي يضرب منذ 24 يوماً، بالإضافة عن معتقلين من مدينة جنين ونابلس، واللذان يضربان من 19 يوماً. وفي المقابل لم تعترف إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية سوى بوجود سبعة أسرى مضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية. ويعتبر الإضراب عن الطعام أحد أشكال الاحتجاج السلمي الذي يقوم به الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، احتجاجاً على السياسات العنصرية والتعسفية التي تمارسها سلطات مصلحة السجون بحقهم، بالإضافة إلى وسيلة برزت في الآونة الأخيرة للاحتجاج على سياسة الاعتقال الإداري بحق الأسرى الفلسطينيين. وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد قررت في شهر أبريل 2012إطلاق سراح الأسير خضر عدنان في بعد تدهور حالة الأسير الصحية جراء إضرابه عن الطعام والذي استمر أكثر من شهرين، وتبعته الأسير هناء شلبي في الإضراب عن الطعام لمدة 43 يوماً إلى أن قررت المحكمة العليا الإفراج عنها مقابل إبعادها إلى قطاع غزة. هذا واكدت مصادر حقوقية فلسطينية الخميس بان الاوضاع في سجون الاحتلال ملتهبة جراء التضييق الاسرائيلي المتواصل على الاسرى وحرمانهم من ابسط الحقوق الانسانية الامر الذي دفع بالاف الاسرى للتهديد بالشروع بالاضراب المفتوح عن الطعام في جميع السجون. وذكرت جمعية الأسرى والمحررين 'حسام' بأن المفاوضات التي جرت على مدى الأيام القليلة الماضية بين اسرى السجون الجنوبية وإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية لبحث مطالب الأسرى قد باءت بالفشل الذريع بسبب التعنت الشديد الذي أبدته إدارة السجون تجاه مطالب الأسرى . وفي رسالة تلقتها جمعية 'حسام' من ممثلي الأسرى داخل سجون ' نفحة وعسقلان والنقب وإيشل وريمون 'والمعروفة بالسجون الجنوبية أكد الأسرى أنهم قرروا وقف المفاوضات العبثية وعديمة الجدوى مع إدارات السجون والتي تستخدم من قبلها لتضليل الرأي العام من خلال إظهار حرصها على مناقشة مطالب الأسرى وتجاوز الأزمة ، إضافة إلى ممارستها أسلوب المماطلة والتسويف الهادف إلى الالتفاف على مطالبهم وثنيهم عن خوض معركتهم لاستعادة حقوقهم . وذكر الأسرى في رسالتهم أنهم وفور قرارهم بوقف المفاوضات مع إدارة السجون باشروا بتوقيع ميثاق شرف بين كافة الفصائل داخل السجون بهدف إلزام الجميع بخوض معركة الأمعاء الخاوية بشكل موحد دون تردد أو تراجع . وطالب الأسرى كافة القوى والفصائل الفلسطينية خارج السجون بتوقيع ميثاق شرف مماثل فيما بينها يتضمن إلتزاما من قبل هذه الفصائل بتوحيد الجهود ومضاعفتها دعما وإسنادا لهم في معركتهم إلى أن تتكلل خطواتهم النضالية بالنجاح في انتزاع حقوقهم من بين أنياب جلاديهم بما يمكنهم من العيش بكرامة داخل أسوار السجون . كما أهاب الأسرى بكافة أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات بإظهار المزيد من الدعم والمؤازرة لقضيتهم العادلة معلنين أن ساعة الصفر ستبدأ يوم السابع عشر من نيسان وهو ذكرى يوم الأسير الفلسطيني . وأكد الأسرى فى السجون الإسرائيلية لمركز الأسرى للدراسات أنهم بصدد البلورة النهائية للدخول فى معركة جماعية وحاسمة احتجاجاً على انتهاكات إدارة مصلحة بحقهم في كل تفاصيل الحياة. ومن جهته ، دعا رئيس نادي الأسير قدورة فارس الحركة الأسيرة في سجون إسرائيل إلى التريث والانتظار لموعد أقصاه العاشر من شهر أيار/مايو المقبل وذلك للتمكن من بلورة موقف جماعي من قبل الحركة لخوض الإضراب المفتوح عن الطعام. وقال فارس ، للاذاعة الفلسطينية الرسمية ، إن لجنة من إدارة السجون تلتقي بالحركة الأسيرة وتدرس مطالبها ، مشيرا إلى أنه إذا كانت هذه اللجنة شكلية ولم تحقق مطالب الأسرى فإن جميع الأسرى مستعدون للدخول في الإضراب العام عن الطعام. ومن ناحيته أكد الأسير المحرر رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات وعضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في بيان صحفي: أن الأسرى يستعدون لخطوة استراتيجية لتحصيل حقوقهم فى ظل الجرائم التى ترتكب بحقهم فى السجون ، وعلى رأس تلك الجرائم الأحكام الادراية غير المنطقية ومنع زيارات أهالي أسرى قطاع غزة منذ حزيران 2007 ، وإجبار المعتقلين على التفتيش العاري والعزل الانفرادي ومنع المحامين والتعليم ، وتخريب ممتلكات الأسرى ومصادرتها عند مداهمة الغرف، والاعتداء على الأسرى لحد فقدانهم الحركة وضربهم على رؤوسهم بالهراوات ورشهم بغاز الأعصاب ، ومنع إدخال الملابس والأغطية وسوء الطعام كماً ونوعاً وغيرها وسياسة الإبعاد والأحكام الادارية والاقتحامات والغرامات والعزل الانفرادي وعشرات الانتهاكات اللحظية واليومية' . وطالب حمدونة المؤسسات الفلسطينية الرسمية والأهلية الحقوقية منها والإنسانية والجمعيات والمراكز المعنية بالأسرى بالمشاركة فى إحياء يوم الأسير الفلسطيني 17/ نيسان والمتزامن مع اضراب الأسرى فى السجون لانقاذ حياتهم من الموت البطيء التي تمارسه سلطات الاحتلال الاسرائيلي . ودعا حمدونة المجتمع الدولي بالتدخل لحماية الاتفاقيات الدولية التي تنتهكها اسرائيل بحق الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجونها ، مناشدا المؤسسات والمراكز التي تهتم بقضية الأسرى والمتضامنة معهم أن تقوم بوظيفتها وواجبها اتجاه تلك القضية .