واشنطن - ستيفن كولينسون - يتنافس الرئيس الاميركي باراك اوباما والجمهوري ميت رومني الأوفر حظا لتمثيل حزبه في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر، على اظهار التعاطف والتفهم حيال الاميركيين الذين يعانون من الازمة الاقتصادية. ويسعى كل من اوباما ورومني المتهمين بالنخبوية والمتخرجين من هارفرد في تصريحاتهما العلنية لاقناع الناخبين بانه يولي اهتماما لصعوباتهم خلافا لخصمه، ما يولد أحيانا مواقف خارجة عن المالوف. ويصف فريق اوباما منذ بدء حملة الانتخابات التمهيدية الجمهورية رجل الاعمال السابق ميت رومني بانه منقطع عن الوقائع. وقال ديفيد اكسلرود رئيس استراتيجية حملة اوباما هذا الاسبوع متحدثا لشبكة سي بي ان ان حاكم ماساتشوستس السابق "يعيش في ثقب في الزمان والمكان" مضيفا "اعتقد انه يشاهد +ماد مان+ ظنا منه أنها نشرة اخبار الثامنة مساء"، في اشارة الى المسلسلة التلفزيوني الرائج الذي تدور وقائعه في وكالة اعلانات نيويوركية في الستينيات. صحيح ان رومني هو الذي جلب لنفسه هذه الانتقادات، وهو الذي يملك ثروة شخصية تقدر ب250 مليون دولار. فقد قال في شباط/فبراير انه "غير مهتم بالاشد فقرا" قبل ان يعود ويقر بارتكاب هفوة. وقبل شهر، اعلن بمنتهى السذاجة "يروقني ان يكون بوسعي تسريح الذين يعملون لحسابي"، وهي هفوات سارع فريق اوباما الى الانقضاض عليها. لكن رومني الذي عزز هذا الاسبوع تفوقه للفوز بالترشيح الجمهوري بفوزه في ثلاث انتخابات تمهيدية، يستخدم بدوره التهمة ذاتها ضد اوباما مؤكدا انه نخبوي "منقطع عن الوقائع"، قبل سبعة اشهر فقط من موعد الانتخابات في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر. واثنى رومني الذي نشأ في كنف والد من كبار الصناعيين الاثرياء ولم يعرف العوز يوما في حياته، على "سعة قلب" مواطنيه من الطبقات الوسطى المقيمين في بلدات الداخل الاميركي، وسخر من اوباما منتقدا "السنوات التي قضاها يستقل الطائرة الرئاسية، محاطا بفريق من المعجبين" واضاف "هذا كفيل بان يفقدك الحس بالواقع". اما اوباما الذي تغلب عليه خصمه الجمهوري جون ماكين في انتخابات العام 2008 بفارق كبير في فئة ناخبي الطبقات الوسطى البيضاء، وهي شريحة مهمة من الناخبين للفوز في ولايات اساسية مثل اوهايو وبنسيلفانيا، فيدافع منذ اشهر عن اقتصاد "مبني من اجل ان يدوم" معتمدا من اجل ذلك نبرة شعبوية. ويستفيض الرئيس في المقابلات في التعبير عن اعجابه بالرياضات الجماعية سواء على الصعيد الاحترافي او الجامعي، ولا يفوت فرصة للتوقف في مطاعم في البلدات الاميركية اثناء جولاته خارج واشنطن، فيطلب سندويشات ويشرب مرطبات من الصنف الذي لا توافق عليه زوجته ميشال الداعية الى اعتماد حمية غذائية صحية. وفي يوم عيد سانت باتريك توجه في موكب الى حانة ايرلندية في واشنطن لاحتساء كوب من بيرة غينيس. ويذكر في خطاباته بانه يقرا كل مساء عشرة من الرسائل التي يوجهها اليه اميركيون يوميا، حتى انه روى انه يلم احيانا براز كلبه بنفسه. من جهتها التقطت صور للسيدة الاولى تتبضع مثل اي اميركية عادية في سوبرماركت بضاحية واشنطن الجنوبية. وحرص رومني ايضا على التقرب من الناخبين الشعبيين فنشر على موقع تويتر صورا له يقضم سندويشا في احدى سلسلات مطاعم الوجبات السريعة. وعمد في ظهوره العلني الى التخلي عن البدلات التي لم تجلب له الحظ في حملة الانتخابات التمهيدية في 2008 متبنيا سراول الجينز والقمصان التي يفتح ازرار ياقتها.