دخلت التمثيل من بوابة الغناء فحققت نجاحاً موازياً، لكن موهبتها التمثيلية فرضت نفسها أمام الشاشة، وتبوأت مكانة خاصة وسط جيلها من النجمات. مقابلة مع الممثلة مي كساب التي يُعرض لها راهناً فيلم «حظ سعيد» في دور بعيد عن الكوميديا. ألم يقلقك أن فيلمك «حظ سعيد» يتناول الثورة في أحداثه، خصوصاً أنك معروفة بمعاداتك لها؟ لماذا أقلق؟ عرض عليّ عمل فني قرأته وأعجبت به وقررت أن أؤدي الدور. أما بالنسبة إلى رفضي الثورة، فلا أريد الحديث في السياسة بل عن الفيلم، فحينما قرأته لم أتناوله من منظور سياسي ولكن فني لأن هذا هو المعيار الفيصل في مدى جودة الفيلم والشخصية وما تقدمه لي. لكن مساحة دورك في الفيلم أصغر من أدوارك السابقة؟ العبرة ليست في مساحة الدور بل في التأثير الذي تتركه الشخصية التي يقدمها الفنان، فهل سيتذكرها المشاهد أم أنه سينساها بمجرد الخروج من دار العرض؟ الحمد لله أرى أن شخصية سماح تركت انطباعات إيجابية للغاية لدى المشاهد، ولم ينساها أو يشعر أنها عبء على الفيلم. حتى إن البعض يناديني ب{سماح» بدلاً من مي، ما يجعلني سعيدة للغاية ويؤكد لي أن دوري كان موفقاً للغاية، وأن مساحته لم تشكل عائقاً بالنسبة إلي. تقدمين دور الفتاة الشعبية مجدداً، هل واجهت انتقادات جديدة بعدم التنويع في أدوارك؟ سماح ليست فتاة شعبية، لكنها شخصية من الطبقة المتوسطة تتمتع بمواصفات فتاة نشأت في طبقة شعبية. حاولت كثيراً أن أصل إلى هذه التفاصيل، فشعرت أن سماح فتاة نعرفها جميعاً وتعيش داخل كل بيت مصري. لماذا ابتعدت عن الكوميديا في هذا الفيلم؟ الفيلم في مجمله كوميدي، من ثم ليس من المستحب أن يكون جميع أبطاله كوميديين، لذا سعدت باختيارهم لي لتجسيد دور شخصية تراجيدية إنما في إطار كوميدي. بناء عليه، لا نستطيع القول إنني أسير خارج السياق، بل أؤدي شخصيتي في الإطار الذي يخدم الفيلم. لكن ماذا عنك، ألا تودين الابتعاد عن الكوميديا؟ لا أريد أن أظهر كوميديانة دائماً. أتوخى التنويع في أدواري من كوميدية وتراجيدية وأشكال التمثيل كافة. هكذا، أثبت أنني ممثله متمكنة، بينما حصري في زاوية معينة وهي الكوميديا يظلم موهبتي. فضلاً عن أن المشاهد سيملّ مني، وهو أمر أرفضه كي لا أتهم بعدم تدقيق اختياراتي أو الاستسهال فيها. لماذا ابتعدت عن الغناء في الفيلم؟ ليس شرطاً أن أغني في جميع الأفلام أو المسلسلات التي أشارك فيها، خصوصاً إذا كان الغناء لن يخدم الفيلم كما «حظ سعيد»، وإلا لكان صناع الفيلم أسندوا إليَّ هذه المهمة لتكون ضمن الأحداث. عموماً، الأهمية ليست لغنائي في الفيلم بل لمدى ضرورة الأغنية التي سأقدمها فيه. لن أشارك في عمل أندم عليه لاحقاً، لذا أنظر جيداً في النصوص المعروضة عليّ، لأن المشاهد سيحاسبني عليها وهو العنصر الأهم بالنسبة إلي. لماذا ابتعدت عن الغناء منذ فترة طويلة؟ يحزنني هذا الواقع بشدة. لم تساعدني الظروف على دعم مشروعي الغنائي، وأتمنى أن تعرض عليّ فرصة جيدة أقدم من خلالها تجربة غنائية تعيدني بقوة إلى جمهوري. ما المشكلة إذاً؟ المشكلة إنتاجية في المقام الأول وأتمنى أن تنتهي في الفترة المقبلة كي أقدم ألبوماً جديداً. أعتقد أن الظروف السيئة الخاصة بي وبسوق الغناء أيضاً ستحل قريباً إن شاء الله. لماذا ارتبط اسمك بعدد من المشاكل أخيراً، تحديدا مع نيكول سابا وشذى وغادة عادل وإيمي؟ لا خلافات بيني وبين نيكول سابا. أما في ما يتعلق بشذى، فقد قرأت لها تصريحات صحافية تهاجمني فيها فأغضبتني للغاية، ثم اكتشفت أنها لم تدل بها. بالنسبة إلى غادة عادل، فقد شاركنا معاً في فيلم «خليج نعمة» وقد ظهرت آنذاك أقاويل تشيع أن ثمة خلافات بيننا، لكن هذا الكلام لم يكن له أي أساس من الصحة ولم أعلم من أطلقه. علاقاتي بزملائي في الوسط جيدة للغاية وليس فيها ما يعكر صفوها.