واشنطن - ايمانويل باريس - تمكن رجل الاعمال الثري ميت رومني المنافس المحتمل لباراك اوباما في الانتخابات الرئاسية الاميركية، من السيطرة بفضل تصميمه على منافسه المحافظين اللذين انتقدا موقفه المعتدل في حملة الحزب الجمهوري التي طغا فيها اليمين. وخاص رومني (64 عاما) ابن الحاكم الجمهوري السابق لميشيغن (شمال)، الحياة السياسية في وقت متاخر. وبعد ان حاز شهادة جامعية من هارفرد، جمع ثروة على راس شركة للاستثمار تدعى "باين كابيتال". ولم تكن تجربته الاولى في السياسة ناجحة حيث حاول بدون جدوى عام 1994 الفوز بمقعد ادوارد كينيدي في مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس (شمال شرق). وتولى رومني منصب حاكم ماساتشوستس بين 2002 و2006 غير انه واجه فشلا سياسيا ثانيا كبيرا عام 2008 عندما هزمه جون ماكين في معركة الفوز بالترشيح الجمهوري للانتخابات الرئاسية. غير ان هاتين الهزيمتين السياسيتين لم تنالا من تصميم هذا السياسي المورموني. عرف رومني بالمثابرة منذ 1966 عندما توجه الى فرنسا كمبشر لكنيسته. وقد قضى هناك ثلاثين شهرا درس خلالها الكتاب المقدس والفرنسية وجال على المنازل مع شركائه في المعتقد محاولا اقناع الفرنسيين باعتناق ديانته ولم تضعف عزيمته حين لم يلق اي تجاوب بل تعلم الاصرار والمتابعة. وبعد اربعة عقود ترتب عليه اقناع الناخبين الاميركيين ولا سيما خصومه المحافظين الذين اخذوا عليه اقراره نظام ضمان صحي في ماساتشوستس يشبه تماما الاصلاح الذي فرضه باراك اوباما عام 2009 على الصعيد الوطني. ودافع ميت رومني عن نفسه موضحا ان ما يناسب ولاية معينة لا ينطبق بالضرورة على مجمل البلاد، وان اول قرار يتخذه في حال وصوله الى سدة الرئاسة سيكون الغاء اصلاح اوباما. ويعتبر وصفه بالمعتدل عائقا امامه في حملة جمهورية تجنح الى اليمين. كما ان ايمانه المورموني لا يقنع المسيحيين الانجيليين الذين يشكلون شريحة كبيرة من الناخبين المحافظين. ويتمتع رومني بمظهر جذاب بقامته الطويلة وقسماته المتناسقة وشعره الاشيب عند الصدغين، الا انه غالبا ما يواجه انتقادات لافتقاره الى العفوية في الكلام ما يجعله يظهر وكأنه يردد درسا حين يتكلم الى الناخبين. وتعرض رومني الذي ينظر اليه ايضا كمرشح للقوى المالية، لانتقادات على موقفه البعيد عن الناخبين كما حصل عندما اقترح على منافسه ريك سانتوروم خلال مناظرة تلفزيونية رهانا بقيمة عشرة الاف دولار. واطلق رومني آلة انتخابية قوية تملك احتياطيا وافرا من الاموال وهو يتسلح بنجاحه كرجل اعمال بقي مساره المهني بعيدا عن اروقة السلطة في واشنطن التي يمقتها الناخبون الجمهوريون. وكان رومني حسن صورته بانقاذه دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سولت لايك سيتي (اوتا، غرب) بعدما كانت مهددة بالفشل نتيجة سلسلة من الاخطاء الادارية. وحوله نجاح هذه الالعاب الى بطل سواء في اوتا حيث مقر الكنيسة المورمونية او في ولايات اخرى مثل ماساتشوستس.