أكيك توت هي واحدة من 110,000 مدني فروا من أبيي عندما احتلت القوات السودانية تلك المنطقة المتنازع عليها على الحدود بين السودان وجنوب السودان في مايو 2011. وبسبب خوفها الشديد من العودة إلى ديارها مع أطفالها الخمسة، تعيش توت منذ ذلك الحين في نيينتار، وهي قرية في جنوب السودان تبعد عن أبيي حوالى ساعة في السيارة باتجاه الجنوب. وكانت دولة جنوب السودان قد حصلت على استقلالها في يوليو 2011، ولكنها لا تنتج سوى نصف الكمية من المواد الغذائية التي تحتاج إليها هذا العام بسبب الصراعات المسلحة الداخلية اللا متناهية، وقلّة المحاصيل وإغلاق الحدود مع السودان. وتتحدث توت عن تجربتها قائلة: "لقد قامت القوات المسلحة السودانية بغزو أبيي، لذا رحلت عنها. فقد سمعت صوت طلقات نارية في وقت مبكر من صباح ذلك اليوم، ثم شاهدت أعيرة نارية تتطاير في ضوء الفجر الأحمر عند حوالى الساعة الخامسة صباحاً، ورأيت المحاصيل التي أُضرمت فيها النيران والمنازل التي أُحرقت. "إذا حلّ السلام في أبيي، لا أجد أية مشكلة في الإقامة هناك، وسوف أعود إليها. فالحياة هنا في نيينتار صعبة للغاية بعد رحيلنا عن أبيي. إننا نتدبر أمورنا عن طريق بيع بعض ما نملكه من أجل شراء الطعام. "عندما يأتي بعض التجار لبيع الذرة البيضاء أو الصفراء، نذهب لشرائها، وهذا ما نعتمد عليه في طعامنا. أمّا إذا كان لديك أقارب فتذهب لتتسوّل منهم لأنهم قد يعطونك القليل من المال لشراء بعض الحبوب. لهذا ذهب زوجي إلى أغوك، ليطلب المساعدة من بعض الأقارب. فنظامنا الغذائي قائم على ما نحصل عليه من الطعام من حين إلى آخر. وتضيف توت: "إذا حصلتُ على البذور، ستصبح حياتي أفضل لأنني سأتمكّن من زراعتها، وحين أحصل على محصول، يمكنني أن أبيع ما يبقى منه وأغيّر نظامي الغذائي، إن كان ذلك ممكناً. ولكن في الوقت الحالي، نحن نقتات من أوراق الأشجار وثمار شجرة اللالوب".