سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ثلاثة عوامل ستدعم الانفصال..هل ينجح البشير في إنقاذ الوحدة..؟..خبراء ومحللون سياسيون : دعوة البشير محاولة لإبراء الذمة ..هي مجرد حوار مع الذات ولن تجد صدى
قبل أشهر من الاستفتاء المقرر على تقرير مصير جنوب السودان، أعلن الرئيس عمر البشير عن حملة لدعم خيار الوحدة وسط الجنوبيين وتبصيرهم بمضار الانفصال، غير أن مراقبين تساءلوا عن مدى نجاح الخطة في ظل المدة القصيرة المتبقية من جهة، ومقبولية الشعار وسط القاعدة الجنوبية من جهة أخرى. فرغم ما وصفوه بصدق الحملة وما يمكن أن يوفر لها من إمكانات للانطلاق قد تنجح في كسب الجولة النهائية، فإن الشارع الجنوبي يبدو غير متسق في وقته الراهن مع مثل هذه الدعوات خاصة بين مثقفيه ومصادر قراره، كما يقول محللون سياسيون. وبينما تأتي الحملة في وقت قصير قبل الاستفتاء، اعتبر خبراء ومحللون سياسيون دعوة البشير أمنيات ربما تنجح أو تكون محاولة لإبراء ذمة من وعد قطعه إبان حملته الانتخابية بدعم خيار الوحدة. واستبعد هؤلاء جدوى ما سموه التحرك الأخير "بعدما اتضحت مؤشرات الانفصال وأصبح المثقف الجنوبي الموجه للتصويت للانفصال". خطوة أخيرة ولم يستبعدوا أن تكون الحملة محاولة أو خطوة أخيرة لربما تشفع في إقناع الانفصاليين الجنوبيين بضرورة وحدة السودان، رغم "أن الحركة الشعبية لتحرير السودان (الحزب الحاكم بالجنوب) حسمت أمرها بالاتجاه نحو تعزيز فرص الانفصال بين عامة الشعب الجنوبي". فقد شبه أستاذ العلوم السياسية بجامعة جوبا حامد عمر حاوي ما يقوم به حزب المؤتمر الوطني (الحاكم بالشمال) بالأمنيات وحوار الذات لأنه لن يكون مع المثقف الجنوبي. وأكد في حديثه للجزيرة نت إمكانية أن تؤسس الحملة لمستقبل "لكن لن تأتي بالوحدة الآن، خاصة أن معظم دول الجوار الإقليمي للجنوب تدعم انفصاله رغم أن المواطن العادي ليس من دعاة الانفصال على الإطلاق". سيطرة الانفصاليين وأشار الحاوي إلي ثلاثة عوامل قال إنها ستدعم الانفصال، مجملا إياها في "التغيير المفاجئ للموقف الأميركي نحو الانفصال، وسيطرة تيار الانفصاليين على صناعة القرار في الجنوب، بجانب الحملات والتظاهرات الأسبوعية في غالب مدن الجنوب للمطالبة بإجراء الاستفتاء في موعده الذي يعني لكثير منهم الاستقلال". أما الخبير السياسي الطيب زين العابدين فاعتبر الحملة المزمعة محاولة أخيرة للدعوة إلى الوحدة، مذكرا بتصويت المواطن الجنوبي في انتخابات الرئاسة الماضية لمرشح الحركة الشعبية المنسحب ياسر عرمان رغم الاستقبالات الهائلة التي وجدها البشير في غالب مدن الجنوب قبيل إجراء الانتخابات. واعتبر في حديثه للجزيرة نت أن ذلك مؤشر على اتجاه الجنوبيين نحو التصويت للانفصال، مشيرا إلى أن حزب المؤتمر الوطني يسعى لإبراء ذمته أمام التاريخ إذا ما اختار الجنوبيون الذهاب إلى دولتهم الجديدة بدلا من السودان الموحد. ومن جهته اتفق أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم مجدي عبد الله مع الآخرين بشأن تأخر الحملة وبروز مؤشرات المفارقة بين الشعبين الشمالي والجنوبي. حملات توجيه وقال عبد الله للجزيرة نت إن إعلان البشير لن يجد صدى واسعا في الشارع الجنوبي بسبب حملات التوجيه التي مورست عليه، "حتى أصبح الانفصال قناعة لدى الكثيرين الذين لا يرغبون في الاستماع لحديث غيره". واعتبر في حديثه للجزيرة نت أن الإعلان "جاء وسط أجواء غير مواتية، لأن كثيرا من القضايا بين الطرفين لم تحسم بعد". وأشار عبد الله إلى صعوبة دخول الجنوب لوجود قيود من قبل الجيش الشعبي (الذراع العسكري للحركة الشعبية) واستخباراته، بجانب حلول فصل الخريف الذي يقطع كثيرا من الطرق، منبها إلى عدم رغبة المجتمع الدولي نفسه في الوحدة، مما يجعل من دولة الجنوب أمرا واقعا"، إلا إذا نجحت الحكومة في وقف الحملات الدعائية التي تنتشر في الجنوب حاليا. عماد عبد الهادي-الخرطوم