أعلن في ماناغوا عاصمة نيكاراغوا عن وفاة توماس بورج، آخر من تبقى على قيد الحياة من الرعيل المؤسس لحركة ساندينيستا اليسارية. وكان بورج الذي توفي عن 81 عاما ضمن الحلقة التي اسست الحركة اليسارية عام 1961. وكان بورج قد تولى حقيبة الداخلية في الحكومة التي شكلتها الحركة بقيادة دانيال اورتيغا عقب اطاحتها بنظام الدكتاتور اناستاسيو سوموزا في عام 1979. وكان الرئيس الامريكي آنذاك رونالد ريغان قد قرر محاربة حكومة ساندينيستا - التي كان يعتبرها تسللا شيوعيا في نصف الكرة الغربي - عن طريق دعم حركة كونترا اليمينية مما ادى الى اندلاع حرب اهلية في نيكاراغوا استمرت عشر سنوات وفتكت باكثر من ثلاثين الف نيكاراغوي. ولد بورج لاسرة فقيرة، وكرس حياته للنضال ضد اسرة سوموزا التي حكمت نيكاراغوا لاربعين عاما. وتلقى بورج تدريبا عسكريا في كوبا، قبل ان يشارك في تأسيس حركة ساندينيستا التي حملت اسم اوغستو سيزار ساندينو الذي قاتل التدخل الامريكي في نيكاراغوا في ثلاثينات القرن الماضي. ويتهم بورج بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان عندما كان وزيرا للداخلية في حكومة اورتيغا في الثمانينيات، ولكنه نفى هذه الاتهامات كما نفى ما قيل بأنه كان يلاحق ويضايق رجال الدين اثناء الحرب الاهلية. وفي عام 1990، ازيحت حركة ساندينيستا عن الحكم في انتخابات عامة. ونقلت وكالة اسوشييتيدبريس عن عضو الكونغرس في نيكاراغوا جاسينتو سواريز قوله إن بورج كان "شخصية فريدة في تاريخ نيكاراغوا." الا ان الوكالة نقلت ايضا عن الكاتبة النيكاراغوية جيوكوندا بيلا قولها "بعد 1990، اشعر انه فقد افكاره الثورية وانتهى به الامر كشحصية هزلية ومأساوية." وقد شهد بورج في اواخر ايامه عودة اورتيغا الى الحكم، حيث فاز في دورتي الانتخابات الرئاسية عامي 2006 و2011. وكان بورج قد خضع لعملية جراحية في وقت سابق من الشهر الجاري لعلاج التهاب رئوي اصيب به.