عندما يتزوج اثنان ويتعاهدان على البقاء سويا ً في "الغنى" و"الفقر" ويقسمان على المشاركة في كل شيء، فإن الكثيرين لا يلتزمون بالعهد الذي قطعوه، حيث أظهر استبيان حديث أن ثلاثة من أصل عشرة أزواج يغشون ماديا على شريك حياتهم بما يتضمن صرف مبالغ كبيرة دون علمه أو تخبئة الأموال عنه. وتشكل المسائل المالية المصدر الأكثر شيوعا للخلاف بين الأزواج، حيث أن 36% من المتزوجين بين 55 و64 من العمر قالوا أن الأمور المالية أثارت جدالاً بينهم بينما كانت النسبة حوالي 20% لدى الأعمار الأصغر. وكانت هذه الجدالات تحدث بما يقارب الثلاث إلى أربع مرات في الشهر. مما يجعل الموضوع المادي أكثر المواضيع إثارة للجدل في العائلة يليها الأطفال والأعمال المنزلية والعمل والأصدقاء. وتدور الخلافات المادية في 58 % معظم الأحيان حول الاختلاف بين ما "الحاجات" مقابل "الرغبات"، و49% يتجادلون حول النفقات غير المتوقعة و32% حول عدم التوفير بالشكل الكافي. ويمكن إرجاع جزء كبير من الخلافات المادية إلى فشل في التواصل حول الشؤون المالية وفقاً للاستبيان، حيث أن أكثر من نصف المتزوجين أو الذين يعيشون مع شريك قالوا أنهم لا يخصصون وقتا ً منتظما ً للحديث والتواصل حول الأمور المالية. وقد أظهرت النتائج كذلك الأمر أن ثلاثة من عشر متزوجين قد قاموا بسلوك يعدّ خداعا ً ماليا ً والسلوك الأكثر شيوعا ً يتضمن تخبئة المال وشراء أمور ثمينة دون استشارة الطرف الآخر. حيث أن 7% منهم قد خبأ عن شريكه زيادة في راتبه أو ربحا ً ماليا ً ما، و4% منهم كان لديه حساب توفير لا يعرف شريكه بخصوصه. ويقول رئيس اللجنة الوطنية لمحو الأمية المالية "إن المال هو مانعة الصواعق للصراعات في العلاقات لأنه موضوع حساس جدا ً، وكل طرف يجلب وجهة نظر مختلفة استنادا إلى تجاربه السابقة". ويضيف "من المهم جدا للأزواج التواصل بصراحة وبشكل منتظم حول المسائل المالية من أجل وضع لغة مشتركة حول المال والتحرك معاً نحو الأهداف المشتركة". وقد قدمت اللجنة الوطنية لمحو الأمية المالية عددا ً نصائح للأزواج حول التعامل مع المشاكل المالية منها المشاركة بكل التفاصيل المالية لكل طرف قبل الزواج واستمرار هذه المشاركة عبر الزواج لضمان الانفتاح الكامل بين الزوجين ، وكذلك نصحت اللجنة بوضع موعد محدد على الأقل مرة في الشهر لمناقشة الوضع المادي للعائلة ، كما على الزوجين المشاركة في تقسيم الأدوار بحيث يستلم أحدهم أمور إدارة الحسابات وشراء احتياجات المنزل في حين يستلم الآخر مثلا ً دفع الفواتير.