قيادة الأركان تهنئ ضباط صف وجنود القوات المسلحة والقوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح    الخارجية السودانية: نستغرب أن يصمت مجلس الأمن الدولي عن إدانة الدول التي تأكد أنها السبب الرئيسي لاستمرار الحرب    علي يعقوب قائد التمرد بولاية وسط دارفور    حلمًا يدفع منة شلبي للتصدق على روح نور الشريف.. ما القصة؟    الحكم ينهي مباراة المريخ والنصر الليبي بعد الاحداث المؤسفة    في مدينة دنقلا اعتقلت الأجهزة الأمنية وكيل جامعة القران الكريم هناك!    بالصورة.. مقتل أبرز قادة الدعم السريع في دارفور على يد القوات المشتركة خلال معارك اليوم بالفاشر    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر الأسافير وتستعرض جمالها الملفت على أنغام أغنية (طريق حبك) ومتابعون: (اللهم الثبات)    بالأرقام والتفاصيل.. بعد ارتفاع سعر الجنيه المصري مقابل السوداني تعرف على سعر "خروف" الأضحية السوداني في مصر وإقبال كبير من المواطنين السودانيين بالقاهرة على شرائه    شاهد بالصورة.. نظرات رجل سوداني في الستين من عمره للراقصة آية أفرو أثناء جلوسها معه على "طاولة" واحدة تثير سخرية جمهور مواقع التواصل ومتابعون: (الله يعينك يا عمك وما تركز شديد يا حاج)    بالفيديو.. تعرف على أسعار الأضحية في مدينة بورتسودان ومتابعون: (أسعار في حدود المعقول مقارنة بالأرقام الفلكية التي نسمع عنها على السوشيال ميديا)    رئيس وأعضاء مجلس السيادة يهنئون المنتخب القومي لكرة القدم    برئاسة كابو بعثة المريخ إلى تنزانيا مساء الغد    مدير شرطة إقليم النيل الأزرق يدشن مشروع خراف الأضاحي لمنسوبي مستشفي الشرطة بالدمازين    المريخ يوالي التدريبات وابراهومة يصحح الأخطاء    شركة كهرباء السودان القابضة: اعطال لتعرض محطة مارنجان التحويلية لحريق    مدرب ليفربول الجديد يرسم خطة "إبعاد" صلاح عن الفريق    بالصورة.. المريخ يواصل تدعيم صفوفه بالصفقات الأجنبية ويتعاقد مع الظهير الأيسر العاجي    صالون لتدليك البقر في إندونيسيا قبل تقديمها أضحية في العيد    غوغل تختبر ميزات جديدة لمكافحة سرقة الهواتف    "أشعر ببعض الخوف".. ميسي يكشف آخر فريق سيلعب لصالحه قبل اعتزاله    امرأة تطلب 100 ألف درهم تعويضاً عن رسالة «واتس أب»    ناشط جنوب سوداني يكتب عن فوز صقور الجديان على منتخب بلاده: (قاعدين نشجع والسودانيين يهتفوا "دبل ليهو" ولعيبة السودان بدل يطنشوا قاموا دبلوا لينا..ليه ياخ؟ رحمة مافي؟مبروك تاني وثالث للسودان لأنهم استحقوا الفوز)    القصور بعد الثكنات.. هل يستطيع انقلابيو الساحل الأفريقي الاحتفاظ بالسلطة؟    "فخور به".. أول تعليق لبايدن بعد إدانة نجله رسميا ..!    الهروب من الموت إلى الموت    ترامب معلقاً على إدانة هانتر: سينتهي عهد بايدن المحتال    شرطة مرور كسلا تنفذ برنامجا توعوية بدار اليتيم    تُقلل الوفاة المبكرة بنسبة الثلث.. ما هي الأغذية الصديقة للأرض؟    4 عيوب بالأضحية لا تجيز ذبحها    قصة عصابة سودانية بالقاهرة تقودها فتاة ونجل طبيب شرعي شهير تنصب كمين لشاب سوداني بحي المهندسين.. اعتدوا عليه تحت تهديد السلاح ونهبوا أمواله والشرطة المصرية تلقي القبض عليهم    نداء مهم لجميع مرضى الكلى في السودان .. سارع بالتسجيل    شاهد بالفيديو.. الراقصة آية أفرو تهاجم شباب سودانيون تحرشوا بها أثناء تقديمها برنامج على الهواء بالسعودية وتطالب مصور البرنامج بتوجيه الكاميرا نحوهم: (صورهم كلهم ديل خرفان الترند)    الإمارات.. الإجراءات والضوابط المتعلقة بالحالات التي يسمح فيها بالإجهاض    إسرائيل: «تجسد الوهم»    الإعدام شنقاً حتى الموت لشرطى بإدارة الأمن والمعلومات    اللعب مع الكبار آخر قفزات الجنرال في الظلام    نصائح مهمة لنوم أفضل    إغلاق مطعم مخالف لقانون الأغذية بالوكرة    شرطة بلدية القضارف تنظم حملات مشتركة لإزالة الظواهر السالبة    التضخم في مصر.. ارتفاع متوقع تحت تأثير زيادات الخبز والوقود والكهرباء    إجتماع بين وزير الصحة الإتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    أمسية شعرية للشاعر البحريني قاسم حداد في "شومان"    عودة قطاع شبيه الموصلات في الولايات المتحدة    داخل غرفتها.. شاهد أول صورة ل بطلة إعلان دقوا الشماسي من شهر العسل    محمد صبحي: مهموم بالفن واستعد لعمل مسرحي جديد    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    من هو الأعمى؟!    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القيادي بقبيلة المسيرية عبد الرسول النور حول هجليج وأبيي وخارطة الطريق : خارطة الطريق ليست قرآناً ولن نعترف بها

قطع القيادي بقبيلة المسيرية عبد الرسول النور برفض قبيلته أيما مقترحات لتضمين منطقة هجليج ضمن منظومة المناطق المتنازع عليها بين الشمال والجنوب, معتبرا أن إدارج المنطقة في التفاوض استنادا إلى مقترح خارطة الطريق التي أعدها الاتحاد الافريقي وتبناها مجلس الأمن, شأن يخص الحكومة, وقال النور في حواره مع «الأحداث» أن قبيلة المسيرية لا تعترف بخارطة الطريق لجهة أنها ليست قرآنا منزلا, منوها إلى أن قبيلته غير معنية بقبول الحكومة السودانية بخارطة الطريق. ورأى أن تحفُّظ الحكومة من عدمه على إدراج هجليج ضمن المناطق التي يجب التحاور حولها, أمر لا يشغل بال المسيرية. وقال إنهم كمواطنين موجودون على الأرض يعترفون بحدود الأول من يناير 1956م على الرغم من أنها سلبتهم حدودهم القبلية المعروفة. وشدد عبد الرسول على أن قبيلته ستتحاور فقط مع الحيوانات المتوحشة، ويمكن أن تذهب معها إلى لاهاي لجهة أنها الوحيدة التي سبقتهم في المنطقة. وأردف يقول «أي زول يجينا في حدودنا نعتبره غازٍ ومعتدٍ, ولنا خياران للتعامل معه, إما أن نستسلم له وإما نقاومه, ونحن لا نستسلم أبدا.. نموت أو ننتصر», لافتا إلى أن قبيلة المسيرية لا يمكن أن تساوم بين هجليج وأبيي. وقال إذا خيرنا بين الاثنين سنختارهما معا؛ لأنهما بالنسبة للقبيلة عينان في رأس واحد, ولا يمكن لاحد أن يتخلى عن إحدى عينيه, وبدأ قيادي المسيرية واثقا من أن الحكومة لن تتخلى عن أي من المنطقتين, حتى وإن تكاثرت الضغوط. وفي سياق مختلف انتقد عبد الرسول قانون الطوارئ الذي فرضته الحكومة مؤخرا في بعض المناطق, وعده بمثابة ذريعة جديدة لإلهاء المواطنين والتضييق عليهم.
طالبت خارطة الطريق التي أعدها الاتحاد الافريقي وتبناها مجلس الأمن بتضمين هجليج في منظومة المناطق التي يجب التحاور حولها بين دولتي السودان, ما رأيكم أنتم كقبيلة؟
نحن كمسيرية نعتقد أن حدود 1/1/ 1956م، التي جاء بها اعلان مبادئ الايقاد الموقعة بين الحكومة والحركة الشعبية وشركاء الايقاد في العام 1994م لا تناسبنا؛ لأن لنا حدوداً قبلية جنوب هذا الخط, وعندما رُسمّت الحدود في العام 1952م, اعتبر الناس أن هذه الحدود حدود إدارية بين المديريات, وليست حدوداً دولية, وبالتالي أصبحت كثير من مناطق المسيرية ومناطق مراعيهم منذ عشرات السنين مقسومة بهذا الخط؛ لأن الرُعاة في الصيف كانوا يدخلون الى أعالي النيل والوحدة وبحر الغزال؛ لأنها مناطقهم القبيلية, والحدود القبلية بينهم وبين قبائل الدينكا والنوير والنوبة معروفة بجانب الحدود الإدارية, ومعروف أن هناك محكمة مختلطة في بانتيو بين النوير والمسيرية, وكان العم عجيل جودة الله ممثل المسيرية ومترجمهم في هذه المحكمة, وأيضا كان لنا محاكم مشتركة في ماكير على خط السكة حديد لتنظيم حياة الرحل ولنا مؤتمرات تُعقد مرتين بداية الجفاف في شهر نوفمبر في بُحيرة الأبيض وفي مناطق القرنتي وسفاهة التي تم تغيير اسمها إلى سماحة, وهي منطقة يرتادها الناس (المتسيبون), وتعني سفاهة بالمعنى العربي الفصيح الذي ورد في القرآن (ولا توتوا السفهاء أموالكم), كل هذه المناطق كان بها مؤتمرات لتنظيم الحركة بين القبائل, وحتى الحدود الإدارية 14 ميلاً جنوب بحر العرب, وعندما جاء اعلان المبادئ قال إن الحدود بين الشمال والجنوب هي خط 1/1/ 1956م, ونحن قبلنا على مضض؛ لأن هذا فيه سد للذرائع وحدود كردفان أصبحت حدودنا, وضحينا بها من أجل السلام والاستقرار. وبالتالي نعتبر أن مناطقنا كلها خالية النزاع, سواء أن كانت أبيي المدينة التي تقع شمال خط الأول من يناير 1956م بسبعين كيلو.
لكن لماذا برز النزاع حول مناطق محسومة بالخرائط وبقرار محكمة لاهاي في هذا الوقت بالذات؟
النزاع هو نزاع مفترض ومزعوم, وعندما ذهبنا إلى لاهاي لتحديد منطقة النزاع في أبيي, استثنت المحكمة منطقة هجليج شرقا والميرم غربا. وقالت إن هذه المنطقة لا نزاع حولها؛ لأنها تابعة لجنوب كردفان, وأصبحت بالتالي مثل شخص سوداني يحمل الجنسية السودانية في يده. والمناطق الثانية لا تملك شهادة في يدها, ونحن نقول لا يوجد نزاع ولا توجد مناطق فيها نزاع أو يفترض أن يتم التحاور حولها, سواء إن قالت خارطة الطريق هذا أو لم تقل.
لكن خارطة الطريق طالبت بالتفاوض حول هجليج؟
خارطة الطريق ليست قرآناً ولا انجيلاً, ونحن لا نعترف بها, وهي تخص الحكومة, ولا تخصنا.
لكن الحكومة وافقت على خارطة الطريق بتحفظ, ومعلوم أن تجارب الحكومة في التفاوض ليست جيدة على الدوام وأنها لطالما قدمت تنازلات؟
الحكومة من حقها أن تلاحظ ما تلاحظه.. هذا يخصها.. أما نحن كمواطنين في الأرض ملتزمون بحدود الأول من يناير 1956م, «وأي زول يجينا في حدودنا نعتبره غازي ومعتدي», ولنا خياران للتعامل معه, إما أن نستسلم له وإما أن نقاومه, ونحن لا نستسلم أبدا.. نموت أو ننتصر, ولن نستقبلهم بالورود, وإذا دخلوا حدودنا سواء أن وافقت الحكومة أم لم توافق, واذا عقدت حكومة السودان مع حكومة الجنوب أيما اتفاقية, شعرنا أن فيها مساس بأرضنا لن نعيرها انتباها؛ لأن هذه الأراضي لم تُقسّم لنا في خطة اسكانية, حتى يكون بمقدور الحكومة أن تنزعها منا, ونحن أقدم من الحكومة هنا. ونحن تحملنا الكثير لكي نحافظ على أراضينا.. وهناك جهة وحيدة يمكن أن نعترف بها في منازعتنا ويمكن أن ذهب معها الى لاهاي, وهي الحيوانات المتوحشة التي وجدناها في المنطقة, وقاتلناها وحاربناها, حتى أصبح صيد الأفيال وصيد الجاموس وصيد الأسود والنمور جزءاً من تراثنا, ونحن لم نظلمها وبعد أن قهرناها قمنا بتسمية مناطقنا بأسمائها, فكانت منطقة حلوف والقرنتي وزرافات وتقل (بكسر التاء), وحتى المنطقة التي لم نجد فيها حيوانات أسميناها على اسم الأشجار الموجودة فيها, فكانت هجليج؛ لأن شجرتها مدتنا بثمر كثير صنعنا منه المأكولات. ويمكن لحكومة السودان وحكومة الجنوب أن يتفاوضا وأن يتفقا لكن هذه المناطق ليست صحراء وفيها مواطنون موجودون.
لكن الحكومة قدمت الكثير من التنازلات في مسيرة تفاوضها مع الحركة الشعبية, خصوصا في ما يلي المسيرية؟
أيما تفاوض نحن لا نشارك فيه, وجاءت نتائجه خصما على أرضنا, نعتبر أنفسنا لم نسمع به أصلا.
عفوا.. هل هذا يعني أنكم ستقاومون الحكومة السودانية؟
لكل حادث حديث حينها.
لكن الحكومة وافقت على خارطة الطريق وتحفظت على تضمين هجليج ضمن مناطق النزاع, فهل تتوقع أن يتم الضغط على الحكومة لتغيير موقفها, خصوصا ان بعض نافذي المجتمع الدولي يعتقدون أن هجليج ضمن المناطق المتنازع عليها؟
لا اعتقد أن الحكومة ستتنازل عن هجليج؛ لأن المنطقة أصبح بها ولاءً مزدوجاً.. نعم هي أرضنا التي نعيش فيها, لكن هي للدولة هي المورد المالي الذي قاتلت من أجله كبقعة وثروة.
إذاً، لماذا في رأيك يتحدث المجتمع الدولي عن ضرورة تضمين هجليج داخل المناطق التي يجب التحاور حولها؟
لا اعتقد أن المجتمع الدولي وضع هجليج موضع نزاع, وحتى الاتحاد الأوروبي يتحدث عن أن منطقة هجليج سودانية, وهي ليست ضمن المناطق المتنازع عليها بين الشمال والجنوب, لكن هجليج كانت سنام المشكلات, وأول حرب مباشرة بين جيش دولتي السودان, وبالتالي أصبح نقاشها وعلاجها والخسائر التي تمت فيها جزءاً من المفاوضات, ولكن لا أحد يمكن أن يدعّي في يوم من الأيام أن هجليج جزء من دولة الجنوب.
لكن خارطة الطريق نفسها قالت أن هجليج ضمن المناطق المتنازع عليها؟
خارطة الطريق قالت إن هجليج ضمن المناطق التي يمكن أن تُناقش ويُتحاور حولها.
لكن مجرد التحاور أو النقاش حول هجليج إلا يعني ضمنا الاعتراف بأنها داخل منظومة المناطق المتنازع عليها بين الشمال والجنوب؟
من الجائز أن تطلب حكومة السودان ذلك لتقديم كشف الخسائر التي نجمت عن الاعتداء على المنطقة من قبل الجيش الشعبي, لإدانة الاعتداء واعتقد أنه لابد من الحديث عن التعويض, ويمكن أن يتحاور الناس في هذا, أما أين تقع هجليج جغرافيا, فهذا ليس موضع نقاش وهو محسوم سلفا.
لماذا إذاً هاجم جيش دولة الجنوب هجليج بالتحديد وليس سواها, هل لأسباب جغرافية أم اقتصادية؟
واضح أن حكومة الجنوب ارتكبت حماقة وشنقت نفسها وشعبها بوقف انتاج النفط, وأرادت أن تضع ذات الحبل على رقبة الدولة الجارة لتخنقها, وهذا يعني أن الحرب نفطية واقتصادية وليست حرب للنزاع على أراضٍ.
مارأيك عن خطوة تكوين لجنة لدراسة عودة ولاية غرب كردفان؟
أنا افتكر أن أيما حديث عن عودة ولاية غرب كردفان أو تقسيم ولاية جنوب كردفان في ظل دوران الحرب, يعتبر حديثا انصرافيا قُصد به إلهاء المواطنين عن المشكلات الحادثة حاليا في السودان, ومعروف أن ولاية غرب كردفان تم تذويبها لأسباب معلومة وكانت مقتعنة وقتها, وهذه الأسباب في تقديري لا تزال قائمة, وإذا زالت هذه الأسباب, فكما تم إلغاء ولاية غرب كردفان بقرار من رئاسة الجمهورية, يمكن أن تعود بقرار جمهوري, وأما تشكيل لجنة لتدرس جغرافية وديمغرافية المنطقة, فهذا يعني أننا بصدد توليفة لولاية جديدة, وهذا سيشغل الناس كثيرا؛ لأن ولاية غرب كردفان ليست ولاية المسيرية, وهم جزء من مكوناتها, وهي ولاية المسيرية وولاية الحمر والنوبة والداجو والدينكا والأقليات الكثيرة التي تعيش في هذه المنطقة.
لكن هناك أصوات في قبيلتكم تتحدث عن تململ داخل المسيرية, وبعضها يطالب بعودة الولاية؟
إذا غضب المسيرية أو تململوا أو أحسوا بتهميش أكبر؛ لأنهم أصلا مهمشون من الإدارة المترهلة من إدارة ولاية جنوب كردفان, فليس الحل بأن يتم إرضاؤهم بولاية هي للجميع, والإرضاء أو محاولة حل مشكلاتهم, ينبعي أن تكون بتقديم تنمية حقيقية, وليست تنمية غش وبحل المشكلات الخاصة بقوات الدفاع الشعبي التي قاتلت لعشرين عاما مع الدولة, ومعلوم انه عندما تمت التسوية السياسية في الوقت السابق, وجد هولاء الشبان الأبطال أنفسهم خارج المعادلة ويحملون السلاح وليس لديهم أيما خبرات أخرى غير القتال, فكونوا شهامة وكونوا العدل والمساواة وهاجموا مناطق البترول, والآن جزء منهم في الحركة الشعبية, وحدث تململ كبير لابد أن يعالج بحل جماعي وليس فرديا, لأن الحديث عن الولاية لم يهتم به حتى المواطنين.
هل تعني أن الوقت ليس نموذجيا للحديث عن عودة الولاية؟
الآن نحن جميعا في ولاية جنوب كردفان في أقصى الحدود الغربية من أبو جابرة الى تبلدية أملس, الى حدود جنوب كردفان مع النيل الابيض, نقف كتفا إلى كتف لتحرير جنوب كردفان من التمرد والخطر الماثل, فكيف يتم فصل جزءً عزيزاً منها في هذا الوقت بالذات؟! في تقديري هذا سيشغل الناس عن القضية الكبيرة وهي قضية تحرير جنوب كردفان. نحن لا نريد إنشاء ولايات على أساس قبيلي؛ لأن الولاية أصلا ليست ولاية المسيرية, وطوال وجودها لم يكن على رأسها والٍ من المسيرية أبدا, وهذا سيفتح الباب للمناداة بولاية لتقلي وسيجعل النوبة وحدهم في هذا الظرف, في تقديري الأفضل أن نترك الولاية بمكوناتها في هذا الوقت ليعيش أهلها جنبا إلى جنب شريطة أن تُحل مشكلاتهم.
إذا قاد التفاوض المقبل بين دولتي السودان الى مساومة المسيرية بين هجليج وأبيي فأي المنطقتين يمكن أن تتخلى عنها قبيلتكم؟
إذا خُيّرنا بين هجليج وأبيي فسنختارهما الاثنين معا؛ لأنهما بالنسبة لنا عينان في رأس, وإذا خُيّر أي شخص حول أي العينين يفضل أن تفقأ فإنه سيختار أن تكون العينان سليمتين, وبالتالي لا يوجد أي مجال حتى في التفكير في مثل هذا الموضوع.. نحن نريد هجليج وأبيي معا.
ماذا لو تم الرجوع الى مقترح تعويض المسيرية وتقديم التنمية لمناطقهم مقابل التنازل عن المنطقة؟
نحن سئلنا قبل ذلك في هذا الجانب وسبق أن طرح علينا الامريكان التعويض في أديس أبابا, قلنا لهم ابحثوا عن شعب تم التفاوض معه وتعويضه عن بلده, واسألوا عن قيمة التعويض.. وقلت لهم نحن مستعدون للتنازل عن أبيي, والتخلي عنها مقابل أن تمنحونا ولاية كاليفورينا الامريكية.. يا ابني الجلال الوطن لا ثمن له ولا يوجد مجال لمساوة فيه اطلاقا واعتقد أن امريكا والمجتمع الدولي يعلمون موقفنا تماما, وأؤكد للجميع أن مناطق المسيرية موجودة قبل المهدية بسنوات طويلة وستظل. ومنذ المهدية وإلى الآن مرت حكومات كثيرة, واهل المنطقة حاربوا الاتراك والحكم الثنائي وانحازوا الى المهدية وظلوا هم في مناطقهم, بينما ذهبت الحكومات, وأيما حكومة تفرط في شبر من أراضيها فإن الناس سيكون لهم موقف ضدها.
إذاً كيف ترى قضية أبيي بعد تعقيدات حادثة هجليج؟
الحل الامثل الآن يتمثل في أن برتكول أبيي ومعه الاتفاق الذي تم في أديس أبابا في العشرين من شهر يونيو الفائت, يقولان إن أبيي منطقة شمالية تابعة لرئاسة الجمهورية إلى أن يحدد أهلها في استفتاء حر رغبتهم في أن يظلوا في كردفان أو يذهبوا الى الجنوب. وإلى إن يتم هذا الاستفتاء - والذي في تقديري أنه لن يتم أبدا - فإن المنطقة ستظل شمالية ووجود القوات المسلحة السودانية فيها حق أصيل لأنها أرض سودانية, ووجود الجيش الشعبي في أي جزء منها يعتبر جيش دولية أجنبية غازيا ومحتلا. ولابد أن تذهب القوات الاثيوبية مشكورة، وأن يتولى الجيش السوداني حماية المواطنين جميعهم في المنطقة.
تبرر الحكومة توقيعها لاتفاق نيفاشا برغبتها في حقن الدماء وإرساء السلام, لكن شيئا من ذلك لم يحدثوا برأيك لماذا اخفقت الحكومة في قراءتها, وتركت بؤرا للصراع في الاتفاقيات؟
أكبر خطأ ارتكبه مفاوضو الحكومة أنهم استثنوا منطقة أبيي وجعلوها الوحيدة على طول الحدود الفاصلة بين الشمال والجنوب والبالغة 2176 كيلو متر مستثناة من خط حدود الأول من يناير 1956م, وهذا الخط برغم مآخذنا عليه إلا أنه كان فاصلا, فلماذا استثنيت هذه المنطقة؟!.. وفي ظني أن هذا الاستثناء مرده الى ابتزاز مجموعة من أبناء دينكا نقوك لقيادة الحركة الشعبية, التي ابتزت بدورها المجتمع الدولي والوسطاء, الذين سارعوا بالضغط على الوفد الحكومي المفاوض, فجاءت هذه النتيجة المشوهة.
أعلنت الحكومة السودانية حالة الطوارئ في بعض المناطق, كيف ترى هذا القرار, وتاثيراته على الأوضاع؟
أنا دائما ضد قانون الطوارئ لقناعتي انه يضيء ويحرق, وخاصة في دولة مترامية الأطراف فيها كثير من الأجهزة الحكومية التي تستغل مثل هذا القانون للتضييق على المواطنين الذين يعيشون أصلا في حالة ضيق. قانون الطوارئ يأتي خصما على حريات الناس وتحركهم خاصة أنهم في حالة تحرك, وبالتالي افتكر أن المواطن الذي كان مجلودا على ظهره بمشاكل الحدود, فإن قانون الطوارئ جلده على بطنه.
الاحداث


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.