ماذا وراء ترحيل المهاجرين من السودان؟    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    أكوبام كسلا يعيد قيد لاعبه السابق عبدالسلام    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يستقبل رئيس وزراء السودان في الرياض    طلب للحزب الشيوعي على طاولة رئيس اللجنة الأمنية بأمدرمان    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تنفجر غضباً من تحسس النساء لرأسها أثناء إحيائها حفل غنائي: (دي باروكة دا ما شعري)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    البرهان: لن نضع السلاح حتى نفك حصار الفاشر وزالنجي وبابنوسة    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    يوفنتوس يجبر دورتموند على التعادل    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع عبد الرسول النور حول هجليج وأبيي وخارطة الطريق: خارطة الطريق ليست قرآناً ولن نعترف بها

قطع القيادي بقبيلة المسيرية عبد الرسول النور برفض قبيلته أيما مقترحات لتضمين منطقة هجليج ضمن منظومة المناطق المتنازع عليها بين الشمال والجنوب, معتبرا أن إدارج المنطقة في التفاوض استنادا إلى مقترح خارطة الطريق التي أعدها الاتحاد الافريقي وتبناها مجلس الأمن, شأن يخص الحكومة, وقال النور في حواره مع «الأحداث» أن قبيلة المسيرية لا تعترف بخارطة الطريق لجهة أنها ليست قرآنا منزلا, منوها إلى أن قبيلته غير معنية بقبول الحكومة السودانية بخارطة الطريق. ورأى أن تحفُّظ الحكومة من عدمه على إدراج هجليج ضمن المناطق التي يجب التحاور حولها, أمر لا يشغل بال المسيرية. وقال إنهم كمواطنين موجودون على الأرض يعترفون بحدود الأول من يناير 1956م على الرغم من أنها سلبتهم حدودهم القبلية المعروفة. وشدد عبد الرسول على أن قبيلته ستتحاور فقط مع الحيوانات المتوحشة، ويمكن أن تذهب معها إلى لاهاي لجهة أنها الوحيدة التي سبقتهم في المنطقة. وأردف يقول «أي زول يجينا في حدودنا نعتبره غازٍ ومعتدٍ, ولنا خياران للتعامل معه, إما أن نستسلم له وإما نقاومه, ونحن لا نستسلم أبدا.. نموت أو ننتصر», لافتا إلى أن قبيلة المسيرية لا يمكن أن تساوم بين هجليج وأبيي. وقال إذا خيرنا بين الاثنين سنختارهما معا؛ لأنهما بالنسبة للقبيلة عينان في رأس واحد, ولا يمكن لاحد أن يتخلى عن إحدى عينيه, وبدأ قيادي المسيرية واثقا من أن الحكومة لن تتخلى عن أي من المنطقتين, حتى وإن تكاثرت الضغوط. وفي سياق مختلف انتقد عبد الرسول قانون الطوارئ الذي فرضته الحكومة مؤخرا في بعض المناطق, وعده بمثابة ذريعة جديدة لإلهاء المواطنين والتضييق عليهم.
طالبت خارطة الطريق التي أعدها الاتحاد الافريقي وتبناها مجلس الأمن بتضمين هجليج في منظومة المناطق التي يجب التحاور حولها بين دولتي السودان, ما رأيكم أنتم كقبيلة؟
نحن كمسيرية نعتقد أن حدود 1/1/ 1956م، التي جاء بها اعلان مبادئ الايقاد الموقعة بين الحكومة والحركة الشعبية وشركاء الايقاد في العام 1994م لا تناسبنا؛ لأن لنا حدوداً قبلية جنوب هذا الخط, وعندما رُسمّت الحدود في العام 1952م, اعتبر الناس أن هذه الحدود حدود إدارية بين المديريات, وليست حدوداً دولية, وبالتالي أصبحت كثير من مناطق المسيرية ومناطق مراعيهم منذ عشرات السنين مقسومة بهذا الخط؛ لأن الرُعاة في الصيف كانوا يدخلون الى أعالي النيل والوحدة وبحر الغزال؛ لأنها مناطقهم القبيلية, والحدود القبلية بينهم وبين قبائل الدينكا والنوير والنوبة معروفة بجانب الحدود الإدارية, ومعروف أن هناك محكمة مختلطة في بانتيو بين النوير والمسيرية, وكان العم عجيل جودة الله ممثل المسيرية ومترجمهم في هذه المحكمة, وأيضا كان لنا محاكم مشتركة في ماكير على خط السكة حديد لتنظيم حياة الرحل ولنا مؤتمرات تُعقد مرتين بداية الجفاف في شهر نوفمبر في بُحيرة الأبيض وفي مناطق القرنتي وسفاهة التي تم تغيير اسمها إلى سماحة, وهي منطقة يرتادها الناس (المتسيبون), وتعني سفاهة بالمعنى العربي الفصيح الذي ورد في القرآن (ولا توتوا السفهاء أموالكم), كل هذه المناطق كان بها مؤتمرات لتنظيم الحركة بين القبائل, وحتى الحدود الإدارية 14 ميلاً جنوب بحر العرب, وعندما جاء اعلان المبادئ قال إن الحدود بين الشمال والجنوب هي خط 1/1/ 1956م, ونحن قبلنا على مضض؛ لأن هذا فيه سد للذرائع وحدود كردفان أصبحت حدودنا, وضحينا بها من أجل السلام والاستقرار. وبالتالي نعتبر أن مناطقنا كلها خالية النزاع, سواء أن كانت أبيي المدينة التي تقع شمال خط الأول من يناير 1956م بسبعين كيلو.
لكن لماذا برز النزاع حول مناطق محسومة بالخرائط وبقرار محكمة لاهاي في هذا الوقت بالذات؟
النزاع هو نزاع مفترض ومزعوم, وعندما ذهبنا إلى لاهاي لتحديد منطقة النزاع في أبيي, استثنت المحكمة منطقة هجليج شرقا والميرم غربا. وقالت إن هذه المنطقة لا نزاع حولها؛ لأنها تابعة لجنوب كردفان, وأصبحت بالتالي مثل شخص سوداني يحمل الجنسية السودانية في يده. والمناطق الثانية لا تملك شهادة في يدها, ونحن نقول لا يوجد نزاع ولا توجد مناطق فيها نزاع أو يفترض أن يتم التحاور حولها, سواء إن قالت خارطة الطريق هذا أو لم تقل.
لكن خارطة الطريق طالبت بالتفاوض حول هجليج؟
خارطة الطريق ليست قرآناً ولا انجيلاً, ونحن لا نعترف بها, وهي تخص الحكومة, ولا تخصنا.
لكن الحكومة وافقت على خارطة الطريق بتحفظ, ومعلوم أن تجارب الحكومة في التفاوض ليست جيدة على الدوام وأنها لطالما قدمت تنازلات؟
الحكومة من حقها أن تلاحظ ما تلاحظه.. هذا يخصها.. أما نحن كمواطنين في الأرض ملتزمون بحدود الأول من يناير 1956م, «وأي زول يجينا في حدودنا نعتبره غازي ومعتدي», ولنا خياران للتعامل معه, إما أن نستسلم له وإما أن نقاومه, ونحن لا نستسلم أبدا.. نموت أو ننتصر, ولن نستقبلهم بالورود, وإذا دخلوا حدودنا سواء أن وافقت الحكومة أم لم توافق, واذا عقدت حكومة السودان مع حكومة الجنوب أيما اتفاقية, شعرنا أن فيها مساس بأرضنا لن نعيرها انتباها؛ لأن هذه الأراضي لم تُقسّم لنا في خطة اسكانية, حتى يكون بمقدور الحكومة أن تنزعها منا, ونحن أقدم من الحكومة هنا. ونحن تحملنا الكثير لكي نحافظ على أراضينا.. وهناك جهة وحيدة يمكن أن نعترف بها في منازعتنا ويمكن أن ذهب معها الى لاهاي, وهي الحيوانات المتوحشة التي وجدناها في المنطقة, وقاتلناها وحاربناها, حتى أصبح صيد الأفيال وصيد الجاموس وصيد الأسود والنمور جزءاً من تراثنا, ونحن لم نظلمها وبعد أن قهرناها قمنا بتسمية مناطقنا بأسمائها, فكانت منطقة حلوف والقرنتي وزرافات وتقل (بكسر التاء), وحتى المنطقة التي لم نجد فيها حيوانات أسميناها على اسم الأشجار الموجودة فيها, فكانت هجليج؛ لأن شجرتها مدتنا بثمر كثير صنعنا منه المأكولات. ويمكن لحكومة السودان وحكومة الجنوب أن يتفاوضا وأن يتفقا لكن هذه المناطق ليست صحراء وفيها مواطنون موجودون.
لكن الحكومة قدمت الكثير من التنازلات في مسيرة تفاوضها مع الحركة الشعبية, خصوصا في ما يلي المسيرية؟
أيما تفاوض نحن لا نشارك فيه, وجاءت نتائجه خصما على أرضنا, نعتبر أنفسنا لم نسمع به أصلا.
عفوا.. هل هذا يعني أنكم ستقاومون الحكومة السودانية؟
لكل حادث حديث حينها.
لكن الحكومة وافقت على خارطة الطريق وتحفظت على تضمين هجليج ضمن مناطق النزاع, فهل تتوقع أن يتم الضغط على الحكومة لتغيير موقفها, خصوصا ان بعض نافذي المجتمع الدولي يعتقدون أن هجليج ضمن المناطق المتنازع عليها؟
لا اعتقد أن الحكومة ستتنازل عن هجليج؛ لأن المنطقة أصبح بها ولاءً مزدوجاً.. نعم هي أرضنا التي نعيش فيها, لكن هي للدولة هي المورد المالي الذي قاتلت من أجله كبقعة وثروة.
إذاً، لماذا في رأيك يتحدث المجتمع الدولي عن ضرورة تضمين هجليج داخل المناطق التي يجب التحاور حولها؟
لا اعتقد أن المجتمع الدولي وضع هجليج موضع نزاع, وحتى الاتحاد الأوروبي يتحدث عن أن منطقة هجليج سودانية, وهي ليست ضمن المناطق المتنازع عليها بين الشمال والجنوب, لكن هجليج كانت سنام المشكلات, وأول حرب مباشرة بين جيش دولتي السودان, وبالتالي أصبح نقاشها وعلاجها والخسائر التي تمت فيها جزءاً من المفاوضات, ولكن لا أحد يمكن أن يدعّي في يوم من الأيام أن هجليج جزء من دولة الجنوب.
لكن خارطة الطريق نفسها قالت أن هجليج ضمن المناطق المتنازع عليها؟
خارطة الطريق قالت إن هجليج ضمن المناطق التي يمكن أن تُناقش ويُتحاور حولها.
لكن مجرد التحاور أو النقاش حول هجليج إلا يعني ضمنا الاعتراف بأنها داخل منظومة المناطق المتنازع عليها بين الشمال والجنوب؟
من الجائز أن تطلب حكومة السودان ذلك لتقديم كشف الخسائر التي نجمت عن الاعتداء على المنطقة من قبل الجيش الشعبي, لإدانة الاعتداء واعتقد أنه لابد من الحديث عن التعويض, ويمكن أن يتحاور الناس في هذا, أما أين تقع هجليج جغرافيا, فهذا ليس موضع نقاش وهو محسوم سلفا.
لماذا إذاً هاجم جيش دولة الجنوب هجليج بالتحديد وليس سواها, هل لأسباب جغرافية أم اقتصادية؟
واضح أن حكومة الجنوب ارتكبت حماقة وشنقت نفسها وشعبها بوقف انتاج النفط, وأرادت أن تضع ذات الحبل على رقبة الدولة الجارة لتخنقها, وهذا يعني أن الحرب نفطية واقتصادية وليست حرب للنزاع على أراضٍ.
مارأيك عن خطوة تكوين لجنة لدراسة عودة ولاية غرب كردفان؟
أنا افتكر أن أيما حديث عن عودة ولاية غرب كردفان أو تقسيم ولاية جنوب كردفان في ظل دوران الحرب, يعتبر حديثا انصرافيا قُصد به إلهاء المواطنين عن المشكلات الحادثة حاليا في السودان, ومعروف أن ولاية غرب كردفان تم تذويبها لأسباب معلومة وكانت مقتعنة وقتها, وهذه الأسباب في تقديري لا تزال قائمة, وإذا زالت هذه الأسباب, فكما تم إلغاء ولاية غرب كردفان بقرار من رئاسة الجمهورية, يمكن أن تعود بقرار جمهوري, وأما تشكيل لجنة لتدرس جغرافية وديمغرافية المنطقة, فهذا يعني أننا بصدد توليفة لولاية جديدة, وهذا سيشغل الناس كثيرا؛ لأن ولاية غرب كردفان ليست ولاية المسيرية, وهم جزء من مكوناتها, وهي ولاية المسيرية وولاية الحمر والنوبة والداجو والدينكا والأقليات الكثيرة التي تعيش في هذه المنطقة.
لكن هناك أصوات في قبيلتكم تتحدث عن تململ داخل المسيرية, وبعضها يطالب بعودة الولاية؟
إذا غضب المسيرية أو تململوا أو أحسوا بتهميش أكبر؛ لأنهم أصلا مهمشون من الإدارة المترهلة من إدارة ولاية جنوب كردفان, فليس الحل بأن يتم إرضاؤهم بولاية هي للجميع, والإرضاء أو محاولة حل مشكلاتهم, ينبعي أن تكون بتقديم تنمية حقيقية, وليست تنمية غش وبحل المشكلات الخاصة بقوات الدفاع الشعبي التي قاتلت لعشرين عاما مع الدولة, ومعلوم انه عندما تمت التسوية السياسية في الوقت السابق, وجد هولاء الشبان الأبطال أنفسهم خارج المعادلة ويحملون السلاح وليس لديهم أيما خبرات أخرى غير القتال, فكونوا شهامة وكونوا العدل والمساواة وهاجموا مناطق البترول, والآن جزء منهم في الحركة الشعبية, وحدث تململ كبير لابد أن يعالج بحل جماعي وليس فرديا, لأن الحديث عن الولاية لم يهتم به حتى المواطنين.
هل تعني أن الوقت ليس نموذجيا للحديث عن عودة الولاية؟
الآن نحن جميعا في ولاية جنوب كردفان في أقصى الحدود الغربية من أبو جابرة الى تبلدية أملس, الى حدود جنوب كردفان مع النيل الابيض, نقف كتفا إلى كتف لتحرير جنوب كردفان من التمرد والخطر الماثل, فكيف يتم فصل جزءً عزيزاً منها في هذا الوقت بالذات؟! في تقديري هذا سيشغل الناس عن القضية الكبيرة وهي قضية تحرير جنوب كردفان. نحن لا نريد إنشاء ولايات على أساس قبيلي؛ لأن الولاية أصلا ليست ولاية المسيرية, وطوال وجودها لم يكن على رأسها والٍ من المسيرية أبدا, وهذا سيفتح الباب للمناداة بولاية لتقلي وسيجعل النوبة وحدهم في هذا الظرف, في تقديري الأفضل أن نترك الولاية بمكوناتها في هذا الوقت ليعيش أهلها جنبا إلى جنب شريطة أن تُحل مشكلاتهم.
إذا قاد التفاوض المقبل بين دولتي السودان الى مساومة المسيرية بين هجليج وأبيي فأي المنطقتين يمكن أن تتخلى عنها قبيلتكم؟
إذا خُيّرنا بين هجليج وأبيي فسنختارهما الاثنين معا؛ لأنهما بالنسبة لنا عينان في رأس, وإذا خُيّر أي شخص حول أي العينين يفضل أن تفقأ فإنه سيختار أن تكون العينان سليمتين, وبالتالي لا يوجد أي مجال حتى في التفكير في مثل هذا الموضوع.. نحن نريد هجليج وأبيي معا.
ماذا لو تم الرجوع الى مقترح تعويض المسيرية وتقديم التنمية لمناطقهم مقابل التنازل عن المنطقة؟
نحن سئلنا قبل ذلك في هذا الجانب وسبق أن طرح علينا الامريكان التعويض في أديس أبابا, قلنا لهم ابحثوا عن شعب تم التفاوض معه وتعويضه عن بلده, واسألوا عن قيمة التعويض.. وقلت لهم نحن مستعدون للتنازل عن أبيي, والتخلي عنها مقابل أن تمنحونا ولاية كاليفورينا الامريكية.. يا ابني الجلال الوطن لا ثمن له ولا يوجد مجال لمساوة فيه اطلاقا واعتقد أن امريكا والمجتمع الدولي يعلمون موقفنا تماما, وأؤكد للجميع أن مناطق المسيرية موجودة قبل المهدية بسنوات طويلة وستظل. ومنذ المهدية وإلى الآن مرت حكومات كثيرة, واهل المنطقة حاربوا الاتراك والحكم الثنائي وانحازوا الى المهدية وظلوا هم في مناطقهم, بينما ذهبت الحكومات, وأيما حكومة تفرط في شبر من أراضيها فإن الناس سيكون لهم موقف ضدها.
إذاً كيف ترى قضية أبيي بعد تعقيدات حادثة هجليج؟
الحل الامثل الآن يتمثل في أن برتكول أبيي ومعه الاتفاق الذي تم في أديس أبابا في العشرين من شهر يونيو الفائت, يقولان إن أبيي منطقة شمالية تابعة لرئاسة الجمهورية إلى أن يحدد أهلها في استفتاء حر رغبتهم في أن يظلوا في كردفان أو يذهبوا الى الجنوب. وإلى إن يتم هذا الاستفتاء - والذي في تقديري أنه لن يتم أبدا - فإن المنطقة ستظل شمالية ووجود القوات المسلحة السودانية فيها حق أصيل لأنها أرض سودانية, ووجود الجيش الشعبي في أي جزء منها يعتبر جيش دولية أجنبية غازيا ومحتلا. ولابد أن تذهب القوات الاثيوبية مشكورة، وأن يتولى الجيش السوداني حماية المواطنين جميعهم في المنطقة.
تبرر الحكومة توقيعها لاتفاق نيفاشا برغبتها في حقن الدماء وإرساء السلام, لكن شيئا من ذلك لم يحدثوا برأيك لماذا اخفقت الحكومة في قراءتها, وتركت بؤرا للصراع في الاتفاقيات؟
أكبر خطأ ارتكبه مفاوضو الحكومة أنهم استثنوا منطقة أبيي وجعلوها الوحيدة على طول الحدود الفاصلة بين الشمال والجنوب والبالغة 2176 كيلو متر مستثناة من خط حدود الأول من يناير 1956م, وهذا الخط برغم مآخذنا عليه إلا أنه كان فاصلا, فلماذا استثنيت هذه المنطقة؟!.. وفي ظني أن هذا الاستثناء مرده الى ابتزاز مجموعة من أبناء دينكا نقوك لقيادة الحركة الشعبية, التي ابتزت بدورها المجتمع الدولي والوسطاء, الذين سارعوا بالضغط على الوفد الحكومي المفاوض, فجاءت هذه النتيجة المشوهة.
أعلنت الحكومة السودانية حالة الطوارئ في بعض المناطق, كيف ترى هذا القرار, وتاثيراته على الأوضاع؟
أنا دائما ضد قانون الطوارئ لقناعتي انه يضيء ويحرق, وخاصة في دولة مترامية الأطراف فيها كثير من الأجهزة الحكومية التي تستغل مثل هذا القانون للتضييق على المواطنين الذين يعيشون أصلا في حالة ضيق. قانون الطوارئ يأتي خصما على حريات الناس وتحركهم خاصة أنهم في حالة تحرك, وبالتالي افتكر أن المواطن الذي كان مجلودا على ظهره بمشاكل الحدود, فإن قانون الطوارئ جلده على بطنه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.