وهم على تلك الجلسة تجتر الذكريات وتداعيات جلسات الاهل فى رمضان ومذاق طعم الآبري (أحمر وأبيض) هكذا هو حال ابناء بلادى عندما تدور بهم الدوائر لتقذف بهم الى بلاد الغربة غير مخيرين لكن هو البحث عن تحسين الوضع الاجتماعي الذي باعد بينهم ولمة الاهل في القرية والفريق وحواري الحى. في شهر رمضان لا يخلو مجلس حديث للمغتربين إلا ويكون الآبري الاحمر مثار نقاشهم. ولا ابالغ ان قلت ان البعض يكاد يتذوق رائحة الآبري في اشتهاء بعد ان يرسم صورة للمشهد في مخيلته. هكذا هو الحال لكن يبقى العزاء في الكرتونة التي تبعث لهم في طرود تزكم مطارات المدن وتعطر المكان برائحة محببة. الآبري شيال حال في بلاد الغربة بحيث يحرض دموعك لتذرف وأنت في لحظة اذان الافطار تتذكر الصينية الخارجة إلى الشارع تنادي عابر الطريق والمتأخر عن عزومة لايلافيها في الوقت الضائع. تلك مشاهد يتمناها كل مغترب . بالمقابل نجد مغتربي الدول الاخرى الذين وفدوا الى بلادنا وجدوا منظراً غير الذى ألفوه في بلادهم وربما مشهد الدهشة يرتسم على محياهم وهم يرون كل سودانى يهرول بصينية الافطار الى الشارع او الساحة بحيث تتجمع الصواني وتتآلف في مكان واحد تحكي عن تكاتف السودانيين ودعوتهم في مودة لإطعام الغريب بحيث صار منظر المسلمين من الجنسيات الاخرى على صواني افطارنا يشكل لوحة تحكي عن اصالة وكرم الانسان السوداني في رمضان وغيره. مبارك حتة