يبدو أن المؤتمر الوطني الحاكم والمعارضة لن يتفقا قريبا على الرغم من وصول السودان إلى محطة هي الأخطر في تاريخه مع اقتراب استفتاء تقرير مصير الجنوب، وتبعثر أوراق أزمة دارفور. ورفضت المعارضة دعوة من الرئيس عمر البشير للحوار، وبادلها المؤتمر الوطني برفض دعوتها إلى ملتقى قومي جامع يبحث أزمات وقضايا السودان، وواصل الطرفان تلاومهما. ورغم إعلان الطرفين ترك الباب مفتوحا لحوار ربما تحمله الأيام المقبلة، فإن واقع حالهما لا يشي بأن ذلك قد يحدث قريبا. أوضاع متعثرة وقال أمين دائرة المنظمات بالحزب الحاكم قطبي المهدي إن الأوضاع السياسية المتعثرة التي تعانيها المعارضة جعلتها تفتقد إلى المصداقية والشفافية في التعامل مع القضايا الوطنية العامة. وقال في تصريحات صحفية إن رافضي دعوة الرئيس "يبحثون عن أجندة حزبية خاصة دون القضايا الرئيسية للملتقى" والمعارضة تحاول تمرير أجندتها بإضافة مكاسب حزبية وبمحاولة إضعاف دور المؤتمر الوطني الداعم لوحدة السودان وبالاستقواء بالحركة الشعبية لتحرير السودان لإرباك وزعزعة القضايا الوطنية المصيرية كالاستفتاء. لكن الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام أكد أن تحالف المعارضة يطالب بمناقشة كل القضايا دون استثناء بينما يريد المؤتمر الوطني مشاركة ديكورية يكسب من خلالها تأييدا شعبيا. "كرنفال سياسي" وقال إن دعوة المعارضة للوحدة "مبنية على حق فيما تنبني دعوة المؤتمر الوطني على باطل" لأن الحزب الوطني يحاول حسب قوله قيادة القوى السياسية إلى كرنفال سياسي وبرنامج علاقات عامة و"يحاول حشد تأييد القوى السياسية لإعطاء الجنوب استفتاءه ويستمر هو في حربه بدارفور". وقال للجزيرة نت إن دعوة المعارضة للحزب الوطني كانت ل "إشراكه في حوار حقيقي يخرج البلاد من أزماتها الحالية" لأنه أحد مسببات أزمة السودان "ودعوتنا له لإخراجه هو بداية". أما المسؤول السياسي للحزب الشيوعي السوداني صديق يوسف فيرى الحوار ما زال مفتوحا رغم رفض كلا الطرفين الاشتراك في لجان الطرف الآخر أو الاتفاق على رؤية موحدة لحسم ما هو عالق. حوار مفتوح وأكدت نائب الأمين العام لحزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي أن حوارا مفتوحا سيجري الفترة المقبلة للتوصل إلى رؤية موحدة في قضايا هامة كثيرة، لكنها استنكرت ما اعتبرته تصريحا غريبا لوفد المؤتمر الوطني الذي أعلن فشل الطرفين في التوافق على أي شيء. وقالت للجزيرة نت إن كل الخيارات والاحتمالات مفتوحة في شأن الحوار مع الحزب الحاكم، وتحدثت عن اتجاه لتكوين جسم محايد ينظر في خلافات الطرفين لإيجاد حلول جذرية لها "ومن ثم الاتجاه نحو القضايا الكلية التي تنتظر إجماع السودانيين".