عفوية في الإذاعة، راقية في التقديم التلفزيوني، مؤمنة بتجاوز الشعب العربي محنه لأنه متعلّق بالحياة... إنها رهف عبدالله (ملكة جمال لبنان السابقة) التي تطلّ حالياً في برنامج Top 40 على شاشتي «روتانا» وال «أل بي سي» الفضائية اللبنانية، يشاركها في التقديم الممثل المصري عمر حسن يوسف، ويُصوّر في مدينة الانتاج الإعلامي في مصر. عن دخولها مجال التقديم ونشاطاتها الاجتماعية كانت معها الدردشة التالية. كيف تقيمين تجربتك في برنامج Top 40؟ هو تجربتي الأولى في مجال تقديم البرامج التلفزيونية، لذا أشعر برهبة وخوف. إلا أن وجود فريق عمل متخصص من لبنانيين ومصريين يساندني في الظهور بإطلالة واثقة ما ينعكس إيجاباً على البرنامج، ويضفي على التصوير أجواء ممتعة للغاية. ما الذي شجعك على خوض هذه التجربة؟ رغبتي في الانتقال في هذه الفترة إلى المجال الترفيهي الفني بعدما كانت تجربتي الإذاعية أقرب إلى الجديّة، إذ قدمت برنامجاً صباحياً بعنوان «ملكة لبنان- صبحيّة نسوان». وقد شاءت الصدف أن يكون التصوير في مصر المعروفة بأنها نقطة انطلاق كثير من الفنانين. لكن الأوضاع الأمنية في مصر ليست هادئة! صحيح، إنما فوجئت بحيوية المجتمع المصري وحبه للحياة وإصراراه على تقديم صورة جميلة لبلده. لا شك في أن الأوضاع الأمنية والسياسية أثرت بشكل أو بآخر على الحركة الفنية، لكن في المقابل ثمة كمّ من الأعمال الدرامية المنتظرة والألبومات الجديدة والإصدارات المختلفة. بمَ يتميّز برنامجك في ظل ازدحام البرامج الفنية على الشاشات؟ البرنامج شبابي معاصر وسريع، يواكب مواقع التواصل الاجتماعي التي تعتبر ملتقى للنجوم وتواصلهم مع معجبيهم. كذلك يُجري استفتاء أسبوعياً حول أوَّل 40 أغنية في العالم العربي، كما يدلّ اسمه، ويتضمَّن فقرات فنية تتخللها اتصالات مع فنانين وشعراء وملحنين، للحديث عن أي قضية فنية مستجدَّة، بالإضافة إلى عرض مواقف طريفة وعفويَّة. كيف تقيّمين علاقتك مع الممثل عمر حسن يوسف زميلك في التقديم؟ ثمة انسجام كبير بيننا، ما يبعد المشاهد عن الملل ويدفع بالبرنامج إلى الأمام. هل عرض البرنامج على شاشة «روتانا» هو نجاح إضافي كون المحطة لها حصرية الأخبار في ما يتعلق بفنانين كثر منضمين إليها؟ صحيح، «روتانا» إحدى أكبر شركات الإنتاج العربية وتضم نجوماً من العالم العربي، بالتالي ستعرض كليبات للمرة الأولى عبر برنامجنا، وستكون لنا الحصرية في إذاعة أخبار النجوم وتصريجاتهم ومواقفهم... ولدى المشاهد، على ما أعتقد، ثقة بهذه الشاشة التي تحقق انتشاراً في العالم العربي ودول الاغتراب. ما كانت ردود الفعل على عرض أولى حلقات البرنامج؟ إيجابية بمجملها، نوه كثر بأدائي وبكيفية تواصلي مع الجمهور ومع زميلي، ما أكسبني ثقة كبيرة بنفسي، لا سيما أنني عشت توتراً قبل عرض الحلقة الأولى كوني إنسانة مسؤولة ولا أقبل بأي خطوة ناقصة. في المقابل، أنا ناقدة لاذعة لنفسي وأعمل على تطويرها يومياً وأستمع إلى ملاحظات أهل الاختصاص وآخذ بها. ماذا إن طاولتك انتقادات سلبية؟ أتقبل الآراء برحابة صدر وأطوّر نفسي إذا أقنعني النقد، لكن الأهم أن يدرك الشخص ما يليق به ليقدم عمله بعفوية وطبيعية ومن دون تصنّع. كيق تقيّمين علاقتك مع الصحافة؟ جيدة، وأشكرها على دعمها الدائم لي. هل يستغرق التحضير للبرنامج وقتاً طويلاً؟ طبعاً، التنقّل بين مصر ولبنان أمر متعب، إنما النتيجة الإيجابية التي يحققها البرنامج تنسيني الإرهاق وتجعلني في قمة سعادتي. هل كنت تتابعين الأخبار الفنية قبل تقديمك البرنامج؟ طبعاً، هذا ما شجعني على خوض غمار البرامج الترفيهية الفنية، فأنا ملمّة بهذه الأمور وتربطني علاقة شخصية بفنانين كثر، وقد ساهم لقب ملكة جمال لبنان، وما رافقه من دعوات إلى مناسبات اجتماعية وفنية ومهرجانات، في احتكاكي مع النجوم وتكوين شبكة علاقات معهم. من الفنانين المفضلين لديك؟ أعشق صوت فيروز وفنّها وهي فوق أي مقارنات، كذلك أعشق ماجدة الرومي، راغب علامة، عاصي الحلاني، يارا، كارول سماحة، صابر الرباعي، شيرين عبد الوهاب... ألا تنعكس الأحداث الأمنية الصعبة سلباً على البرنامج؟ الشعب العربي يعشق الحياة ويتطلع نحو مستقبل جميل، ورسالة الفن منح الأمل وتوحيد الشعوب، لذا لم تتوقف الإنتاجات الدرامية والفنية حتى في البلدان التي تعاني توترات أمنية... ثم هدف برنامجنا الترفيه ورسم البسمة على الوجوه. أين تجدين نفسك أكثر في التلفزيون أم الإذاعة؟ لكل مجال نكهته الخاصة، أشتاق إلى عفوية الإذاعة والتواصل المباشر مع الناس وملامسة الواقع... أما التلفزيون فله رهبته ويؤمن انتشاراً أكبر ويكسبك خبرة واسعة، لا سيما مي ما يتعلق بسرعة البديهة. ما اهتماماتك خارج الإطار الفني؟ أنا ناشطة في مجموعة الرياضة ضد حوادث السير لتأمين السلامة العامة على الطرقات، وعضو رسمي في «مهرجانات بيروت الدولية» التي تهدف إلى جعل بيروت عاصمة تكريم المبدعين العرب، وأعمل مع نادي «الليونز» في أكثر من مشروع اجتماعي. هل تطمحين إلى خوض مجال التمثيل؟ أنا منهمكة في برنامجي التلفزيوني وفي المشاريع الاجتماعية ولا وقت لدي للتمثيل، لا سيما أنه يتطلّب تفرّغاً. لكن لا يمنع ذلك من خوضه في حال عرض علي دور هادف ويحمل رسائل مهمة.