انتقد مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ د.طارق السويدان. وقالت الصحف السعودية الصادرة امس الأحد على مواقعها الالكترونية ان كلا من مفتي المملكة والشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء انتقدا آراء كان د.السويدان أدلى بها وطالب خلالها بحرية الاعتقاد وإلغاء حد الردة وإجازة بناء الكنائس وجواز الاعتراض حتى على الله ورسوله واصفين هذا الكلام بالسفه. وقال آل الشيخ «إن هذه المقالات يطلقها بعضهم ولا أدري إطلاقه لها نابع عن عقل ودين أم سفه ومرض في القلب؟ وهل هو نابع من إنسان فقد الإيمان او انسان لا يدري ما يقول»، متسائلا «كيف نعترض على الله وعلى الأمر بطاعته وطاعة رسوله». واضاف المفتي ان «الاعتراض على الله إذا قصد منه رد كلام الله ورد سنة رسوله وتقديم الآراء والأهواء على الكتاب والسنة فهذا ضلال قد يؤول بصاحبه إلى الردة». وقال الشيخ صالح الفوزان من جانبه انه «بلا شك فإن ما وراء هذا ردة، فالذي يستهزئ بالله ورسوله والأحكام الشرعية ما بعد هذا ردة.. هذا أشد أنواع الردة». «الأنباء» استقصت آراء بعض علماء ودعاة الكويت حول هذه الآراء التي اجمعوا على انها نوع من انواع نواقض الاسلام، موضحين انها فتاوى شاذة اعتادت اطلاقها احزاب اسلامية سياسية سعيا الى السلطة على حساب بيان العقيدة الصحيحة. وفيما يلي التفاصيل: ففي البداية عنف استاذ كلية الشريعة بجامعة الكويت د.حمد العثمان نهج د.طارق سويدان في امور العقيدة، واصفا إياه بأنه من المفسدين في الأرض. واضاف ان السويدان صار داعية ومرخصا للكفر حيث يقول «اعبد ما شئت كيف شئت ما عندي مشكلة»، مشيرا الى انه من المعلوم ضرورة من دين الاسلام انه لا يتحقق إيمان المسلم إلا بالتدين بالاسلام، والكفر بملل الكفر وبكل ما يعبد من دون الله، كما قال تعالى: (ففَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه» رواه البخاري ومسلم. وزاد أن السويدان يعتبر صائلا على امننا واستقرارنا لا يترك فرصة في محاضراته الا ويستهزئ بأحاديث السمع والطاعة بالمعروف لولاتنا، والاستهزاء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ردة، واحاديث السمع والطاعة لولاة أمورنا متواترة مخرجة في الصحيحين، كما أنه مناصر للخونة عملاء ايران الذين سعوا لقلب النظام في الشقيقة البحرين، وهو كذلك معارض لتوريث الحكم، خارج عن اجماع الامة في مشروعية ولاية العهد. وتابع العثمان حديثه بقوله ان حققة دعوة السويدان هدم لاستقرارنا وعقيدتنا، مطالبا إياه أن يعلن توبته صراحة، والا فولي الأمر يتولى كف شره كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم «من أتاكم وأمركم على رجل واحد يريد أن يفرق كلمتكم فاضربوا عنقه كائنا من كان» رواه مسلم. لا تصدر من مسلم وأما الشيخ حاي الحاي فقال انه لا شك في أن تصريحات وأقوال د.السويدان هذه لا يمكن أن تصدر من مسلم أبدا، فكلامه حول أنه ليس عنده اشكال في الاعتراض حتى على الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم والإسلام هو من جنس اقوال المشركين والملاحدة وإبليس الذين سوغوا وجوزوا الاعتراض على أوامر واحكام الله، قال سبحانه (إن الحكم إلا لله)، وقال أيضا (أليس الله بأحكم الحاكمين)، وقال جل وعلا (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم). وتابع الحاي قائلا وليعلم د.طارق بأن الاعتراض على حكم الله اعتبره علماء الإسلام بالإجماع ناقضا من نواقض الإيمان العشرة، وقادح من قوادح التوحيد، وهو ينافي حقيقة الاستسلام والانقياد والخضوع لأحكام الرب العظيم الشأن. فكر شاذ من جهته، أوضح د.عبدالرحمن الجيران ان السويدان يتبنى فكر ومنهج جماعة الاخوان المسلمين، والتي اسس نظامها واهدافها الامام حسن البنا، حيث كان أخا وصاحبا للعلامة حامد الفقي رحم الله الجميع، الا ان جماعة الاخوان بشقها السياسي ابتعدت كثيرا عن مكتب التوجيه والارشاد التابع للجماعة، وهذا هو السبب وراء هذه الآراء الشاذة والغريبة التي نسمعها هنا وهناك، من أناس ليسوا معدودين من أهل العلم الشرعي، مبينا أننا إذا عرفنا هذه الحقيقة سهل بعد ذلك ان نعرف مستقبلا اسباب هذا الشذوذ السياسي لدى الجماعة كأمثال آراء حسن الترابي او الغنوشي أو غيرهما ممن يتبنى فكرهم القائم على عدم العناية بالعقيدة الصحيحة الصافية. بدوره، قال الشيخ محمد ضاوي العصيمي: «لا يخفى أن ما تفوه به د.طارق السويدان يعد سقطة كبيرة وزلة جسيمة خاصة أن فيه تعديا على الثوابت وهدم الأصول، وهذه جريمة حاول الدكتور أن يبررها في مقابلته الأخيرة في جريدة «الوطن» وليته لم يبرر لأنه قرر فيها ما تفوه به قبل مدة وهذا بسبب بعده عن العلم الشرعي والعزلة عن العلماء وأبسط مثال على عدم قدرته على التصور استدلاله بسؤالات الصحابة على جواز الاعتراض، وهل الاعتراض هو ذات السؤال». السويدان ل «الأنباء» : سأفند هذه الادعاءات خلال الأيام المقبلة أسامة دياب من جانبه عبر الداعية د.طارق السويدان عن استيائه وأسفه لتصريحات المفتي العام للمملكة العربية السعودية وعضو هيئة كبار العلماء د.صالح الفوزان حول آرائه واجتهاداته التي نشرت في أكثر من مقابلة صحافية. وقال د.السويدان في تصريح خاص عبر الهاتف من كندا ان هذه التصريحات لا تعكس قراءة واقعية لأفكاره ولا كتاباته، ولفت الى انه سيفند هذه الادعاءات من خلال «الأنباء» خلال الأيام الثلاثة المقبلة نظرا لوجوده خارج البلاد.