تشير المعطيات الدولية إلى أن التنقل بالطائرات هو أكثر أمانا ب 3 أضعاف من التنقل بالسيارات، غير أن هذه المعطيات رغم جديتها لا تجعل من يعانون من الخوف من التنقل بالطائرات يتخلصون من هذا الخوف. ويرجع المختصون النفسيون الأمر إلى أن معظم الناس الذين يستخدمون الطائرات يشعرون بشكل أو بآخر بأن الخطر يهددهم في مختلف مراحل التنقل بالطائرة وان من أسباب ذلك هو عدم معرفتهم وإلمامهم عمليا بالتحليق الجوي ومقدرات الطائرات وأطقمها. وعلى خلاف الركاب العاديين الذين لا يخضعون لأي دورة قبل استخدام الطائرات فان الطيارين وبقية أفراد الركب الطائر يتدربون بشكل احترافي على كيفية الاحتفاظ بهدوئهم وكيفية مواجهة الأخطار والاحتمالات المختلفة التي يمكن أن تواجههم في الجو حتى يستطيعوا اتخاذ القرارات الصحيحة. ويتم تقسيم مظاهر الخوف من الطيران إلى مظاهر جسدية وأخرى نفسية حيث ينتمي إلى المظاهر الأولى مثلا الشعور بتوتر في العضلات وبالتنفس بشكل صعب وسريع وبصوت مرتفع وبتسارع خفقان القلب والشعور بألم في الصدر والبطن وبحدوث مصاعب في الجهاز التنفسي إضافة إلى التعرق والشعور بالضعف عموما وبالجفاف في الفم وبالشحوب أو على العكس من ذلك باحمرار الوجه. أما المظاهر النفسية للشعور بالخوف من الطيران فتتمثل في تراجع في عمل الذاكرة والشعور بالضيق وعدم المقدرة على التركيز وتقدير الأوضاع وعلى استحضار التوقعات السلبية والاستشعار المبالغ فيه بالخطر. كيفية التخلص من الخوف يتطلب التخلص من الخوف بالدرجة الأولى حسب المختصين ضرورة التعرف على سبب الخوف القائم أي فيما إذا كان ناجما عن مكونات جينية أم تم «تعلمه» من الأهل أم ناجم عن تجربة سلبية لأن معرفة سبب الخوف تضمن وبشكل أكبر نجاح الجهود للتخلص منه أو للتخفيف منه على الأقل. وفي كل الأحوال يتطلب التخلص من الخوف بذل جهود كبيرة أحيانا وأحيانا أقل حسب درجة الخوف القائمة لدى الإنسان ونوع مظاهر الخوف الجسدية والنفسية التي تظهر لديه غير أن الأمر يستحق تجربة تجاوز المخاوف غير العقلانية وفي هذا المجال ينصح المختصون النفسيون بالعمل على كسب المعلومات الحقيقية الكافية عن الطيران والمبادئ التي يعتمد عليها لتصحيح الآراء الخاطئة عن الطيران والتعرف على الإمكانيات الموجودة في الطائرات لضمان إقلاعها وهبوطها وتحليقها بشكل يخلو من الأخطار وأيضا عن الاحتمالات الإشكالية التي يمكن التعرض لها أثناء الطيران مثل مواجهة الجيوب الهوائية وكيفية الحد من تأثيرها السلبي على المسافرين. وتتوافر الكثير من هذه المعلومات على مواقع الانترنت المتخصصة وفي كتب عديدة ظهرت بمختلف اللغات أعدها طيارون سابقون يتمتعون بتجربة طويلة في هذا المجال ويساعد في التغلب على الخوف من الطيران أيضا إضافة إلى الحصول على المعرفة اللازمة عن الطيران التركيز على تقنيات الاسترخاء التي يمكن لها أن تغير التوقعات السلبية القائمة وتخفيف التوتر والخوف من الطيران. وفي هذا المجال يشير المختصون النفسيون وطيارون سابقون إلى أهمية العمل بالآليات والتمارين التي تؤمن استرخاء العضلات وبالتدريبات الانعكاسية، مشيرين إلى انه بمساعدة تمارين الاسترخاء العضلية وتعلم التنفس بشكل صحيح يمكن مثلا تخفيض التوتر المرتفع في الجسم وبالتالي التخفيف من مشاعر الضيق. ويعترف المختصون بأن تحقيق استرخاء العضلات لا يمكن التحكم به بين ليلة وضحاها وإنما يحتاج الأمر إلى التدرب عليها وأيضا على التمرينات الانعكاسية التي في حال إجادتها يمكن لها أن تحقق الاسترخاء المطلوب ومن ثم وتحت إشراف الأطباء المختصين التخلص تدريجيا من الخوف من الطيران.