حسم القيادي بالحزب الاتحادي الاصل وزير التجارة امر التكهنات التي كانت قد اثيرت حول اتجاه حزبه الى الانسحاب من الحكومة وما تردد عن تراجع السيد الميرغني عن قرار مشاركة المؤتمر الوطني في ظل التطورات الحالية، فقد قطع عثمان عمر الشريف بتمسك الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل بخيار المشاركة في الحكومة وعدم الانسحاب منها، وقال القيادي البارز وزير التجارة امام الصحفيين في صالون الراحل سيد احمد خليفة « إن التراجع عن امر المشاركة مستحيل»، وبرر الرجل بقاء حزبه في السلطة ب» الدفاع عن السودان» مشيرا الى ان البلاد ليست ملكاً للمؤتمر الوطني وحده، معتبرا المشاركة «واجباً وطنياً» وليست للمكاسب واكد «انهم لن يتراجعوا من محطة الدفاع عن الوطن، ومواجهة الإستهداف الأجنبى، واوضح الشريف ان حزبه اتفق على قضايا وطنية اهما الدستور والحريات، وقال «سنقاتل من اجلها وكون الآخرين لم يلحقوا بنا فهذا عيبهم وليس عيبنا، ليست مسؤوليتنا ان كان الرأي العام رافضا للمشاركة». ولم يتوقف قطار وزير التجارة في محطة المشاركة، فقد طرق الرجل محطة اخرى هامة وهي مواقيت المؤتمر العام للاصل، والتي يدور بشأنها اتهامات متبادلة بين قيادات الحزب وقواعده. فقد كشف الشريف عن تشكيل قيادة الحزب لجنة تمهيدية لقيام المؤتمر العام موضحا انها لا تزال مستمرة في عملها، نافيا وجود من يرفض قيام المؤتمر العام داخل الحزب، بيد ان الشريف رأى أن لوحدة الحركة الاتحادية « ظرف زمان وظرف مكان وحركة الحكمة الإلهية». وعلى النقيض تماماً من حديث وزير التجارة الإتحادى عثمان عمر الشريف يرسم القيادى بالأصل على السيد صورة محبطة لواقع الحزب مؤكدا ان «الاصل» يعيش حالة من الركود التام، وانه لايوجد به اى نشاط يتعلق بوحدة الحزب او قيام المؤتمر العام ،عدا حصر العضوية بتوجيه من نجل الميرغني السيد الحسن.. ومن خارج السودان. وابان السيد ل «الصحافة» ان مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى قام بتكوين لجنة لم الشمل عندما اندلعت الخلافات في الحزب الا انها حالياً لا تحرك ساكناً وليس لها اى نشاط، واضاف ان اى حراك يجري الآن في اطار لم الشمل «الأصل ليس طرفاً فيه»، واوضح ان الجديد الآن هو سعي مجموعة منشقة الى تسجيل حزب جديد. ووصف علي السيد حديث الشريف بإستمرار الحزب فى الحكومة قائلا» انه يمثل نفسه فقط، وكان ينبغى له ان يقول انا سأستمر فى الحكومة»، و تابع السيد : عثمان عمر الشريف كان قبل ثلاثة ايام من مشاركته فى الحكومة يصرح انهم لن يضعوا ايديهم مع المؤتمر الوطنى ومع حزب استولى على السلطة بإنقلاب. واشار على السيد الى ان طلاب الاصل في الجامعات اضحوا يحسون بالخجل من موقف الحزب من المشاركة والإستمرار فى الحكومة لانهم كانوا يرددون لسنوات «نحنا الجينا بشورة أهلنا لما حكمنا الناس راضين لا ادارينا وراء دبابة ولا تاجرنا باسم الدين». وقال القيادي الاتحادي ان الحزب تلاشى تماماً وذاب فى حكومة المؤتمر الوطنى ، مؤكدا مشاركة الحزب الديكورية في السلطة وعدم اشراك وزرائه فى قضايا الوطن الملحة مثل فى مفاوضات اديس ابابا مع دولة جنوب السودان، وتابع علي السيد : اصبح الحزب الإتحادى في ظل هذا يدار كل ثلاثاء من قبل السيد محمد عثمان الميرغنى والتنفيذين المشاركين فى الحكومة وثلاثة أشخاص آخرين، و نتمنى نحن ان يقوم المؤتمر العام للحزب فى يوم 15 نوفمبر المقبل ليضع كثيراً من النقاط على الحروف رغم ان كثيراً من المؤشرات لا تبشر بانطلاقه في موعده. من جانبه يؤكد القيادى الإتحادى بالحزب الأصل محمد الفكى سليمان ان الضغط فى اتجاه قيام المؤتمر العام متعاظم رغم ان اللجان لم تكتمل وقال الفكى ل «الصحافة» ان الإتجاه لقيام المؤتمر بدأ اكثر جدية خاصة من قبل المجموعات المناوئة لمبدأ المشاركة والتى قال انها تسعى لقيام المؤتمر فى اقرب فرصة لحسم كثير من القضايا خاصة أمر المشاركة والإستمرار فى الحكومة، الا انه قال ان تلك المجهودات لن تكلل بالنجاح الا بعد صدور بيان من الحزب يعلن قيام المؤتمر تمشياً مع المؤسسية والتنظيم، واوضح الفكى ان الأجواء بدأت تتهيأ لقيام المؤتمر العام للحزب وتحويله لأمر واقع، وأشار الفكي : اما حديث عثمان عمر الشريف عن تقارب الحزب الإتحادى الأصل مع مجموعة الدقير ، وقضية عدم الانسحاب من الحكومة، فان الفيصل بيننا وبينهم حولها المؤتمر العام القادم. ليس فى أمر الوحدة والتنسيق مع مجموعة الدقير فحسب بل حتى فى امر المشاركة. المحلل السياسى صلاح الدومة رسم ،من جهته، ايضا صورة قاتمة للمرحلة القادمة في الحزب الاتحادى الأصل مشيرا الى ان الوحدة بين الفصائل المنشقة لن تحدث فى القريب العاجل، الى جانب تأكيده على عدم قيام المؤتمر العام الذى تم تأجيله مرات عديدة، وقال الدومة ل «الصحافة» ان هناك ما يؤكد ايضا رفض قواعد الحزب الإتحادى الديموقراطى الأصل فى المركز والولايات للمشاركة والإستمرار فى الحكومة، بجانب ان هناك اتهامات من قبل البعض تشير الى ان المشاركين فى الحكومة من الإتحاديين لهم مصلحة فى تعطيل قيام المؤتمر العام، واضاف : هذا الرأى صحيح تماما لان المشاركين فى السلطة لهم مصلحة فى تعطيل قيام المؤتمر العام لانه اذا قام بالفعل سيهدد مشاركتهم والإستمرار فى السلطة، بحسبان ان اغلب القواعد الاتحادية لها رأى فى مشاركة الحزب فى الحكومة منذ البداية، ويسعون الى تصحيح الأوضاع فى المؤتمر العام بالضغط من اجل انسحاب الحزب الأصل من الحكومة. وقال الدومة ان الإتحاديين المشاركين فى السلطة اصبحوا انقاذيين أكثر من الإنقاذ والدفاع عنها على طريقة «ملكيون اكثر من الملك» بالإنحياز الى الحزب الحاكم واصبحوا اوفياء لها أكثر من الحزب الذى اوصلهم الى السلطة، وأشار الدومة الى ان تصريحات القيادى عثمان عمر الشريف فى صالون سيداحمد خليفة تؤكد هذا المعنى، معتبرا الحديث عن امر وحدة الإتحاديين استهلاكاً سياسياً لا اكثر، مضيفا : لن يتوحد الإتحاديون ولن يقوم المؤتمر العام لان بعض الكتل المنشقة لها مصلحة فى إستمرار هذه الأوضاع، فضلا عن أنَّ الوزراء الإتحاديين المشاركين فى الحكومة هم اكثر المستفيدين من هذا الوضع. الصحافة