المتجول فى شوارع أحياء مدينة الدويم هذه الأيام يلاحظ ترديا واضحا فى صحة البيئة ،حيث تحولت بعض الميادين الى مكبات للنفايات وصار منظر المدينة قبيحا وتنبعث من بعض شوارعها روائح كريهة تؤذى المارة والقاطنين ، والسبب فى ذلك يعود لغياب عربة النفايات عن معظم أحياءالمدينة ولفترة تجاوزت الشهر. « الصحافة » طافت بعدد من الشوارع والساحات خلال اليومين الماضيين ،حيث وجدت أن عددا من منها صار نقطة تجمع للنفايات ، وعمد بعض المواطنين لحرق النفايات عليها خاصة فى الفترة المسائية ،حيث ترتفع ألسنة اللهب وتتصاعد أعمدة الدخان وذلك نتيجة للحرق العشوائى والذى وكما علمنا يتم كل يومين أو ثلاثة أيام . الكثيرمن المواطنين أشادوا بالحملة التى تمت قبل عدة شهور،وقالوا انها نظفت الشوارع وتعافت البيئة كثيرا،الا أنهم عبروا عن استيائهم من توقفها وغياب عربة النفايات لفترة طويلة مما أجبرهم لرمى النفايات على قارعة الطريقة أو فى أقرب ساحة من المنازل ،وفى أحسن الأحوال حرقها اما فى المجارى القريبة أو فى الميادين على حد وصفهم . المواطن بشير«الحى التاسع» التقته «الصحافة» وهو يهم بحرق بعض الأوساخ ،حيث عبر عن عدم رضائه عن ادارة الصحة مشيرا الى أنها دفعتهم لحرق النفايات أمام منزله بسبب غياب عربة النفايات ،وقال ان بقاء الأوساخ بالمنزل لفترة طويلة أضر كثيرا بصحة أسرته وتسببت فى أمراض عديدة كلفته الكثير من أجل القضاء عليها. المواطنة نفيسة،قالت ان تراكم الأوساخ سبب لهم مضايقات كثيرة بسبب الروائح المنبعثة منها،وقالت ان عربة النفايات كانت تأتيهم مرتين فى الأسبوع أومرة على الأقل ،وابانت بأنها ظلت تنتظر قدومها لثلاثة أسابيع دون جدوى وان الانتظار جعل الذباب يتوالد داخل المنزل مما سبب ازعاجا صحيا وبيئيا لأولادها. أحمد محمد قال ان لجوء المواطنين لحرق النفايات سببه تقاعس الصحة عن القيام بدورها ،وقال انه ورغم أن حرق الأوساخ داخل الأحياء تنتج عنه مشاكل صحية ومضايقات للذين يعانون من أمراض صدرية وتنفسية ،الا أنه لاحيلة للمواطن غير هذه الطريقة . أما حسن فقد عبرعن استغرابه لغياب عربة النفايات خلال الفترة الماضية ،مشيرا الى أنها تعتبر أكثر فترة حرجة نسبة لتزامنها مع فصل الصيف ،وقال ان هذا الفصل تتفشى فيه الكثير من الأوبئة والأمراض المعدية أو التى تنتقل عبرالبعوض وبعض الحشرات ،وأضاف بأن بقاء النفايات بالبيوت لأسابيع يؤدى لظهور وبائيات خطيرة وكارثية وأنه لابد من تدارك الأمر وبأسرع مايمكن. أحد المواطنين قال انه ينقل النفايات عبر عربة «كارو» ويطرحها فى أحد مكبات النفايات والذى يبعد عن بيته مسافة تكلفه الكثير من المال أسبوعيا ،وقال ان ذلك أرهقه كثيرا من الناحية المادية،وطالب بأن تعود عربة النفايات للعمل داخل الأحياء حتى ولو مرة واحدة فى الأسبوع . عدد من المواطنين عبروا عن تضايقهم من عملية حرق النفايات خاصة فى الليل ،حيث أكدوا أن رائحة الدخان تسبب الكثير من المشاكل الصحية خاصة لمن يعانون من أمراض مثل الأزمة وأمراض الجهاز التنفسى الأخرى، وقالوا انهم تعذبوا كثيرا بسبب تكرار حرق النفايات من قبل جيرانهم فى الوقت الذى يخلدون فيه للراحة . مدير الصحة بمحلية الدويم الأستاذ محمد عظيم نفى أن يكون هنالك أى تقصير من جانب ادارته، وقال ان عربة النفايات مازالت تعمل وتمرعبرالشوارع الرئيسية ،وأبان بأن توقفها عن المرور على المنازل جاء بسبب توجيه الميزانيات لبرنامج التعبئة والاستنفار الذى انتظم الولاية والمحليات ، وأضاف بأن الحملة المكثفة والتى تمت قبل عدة أشهر لنظافة المدينة كانت عبارة عن برنامج لاصحاح البيئة قاده معتمد المحلية،وأكد عظيم أن نفس الحملة ستتكرر قبل دخول فصل الخريف . «الصحافة» ومن خلال جولتها بالدويم والتقائها بالعديد من المواطنين ،وجدت أن الجميع يتفقون على أن صحة البيئة تراجعت كثيرا فى الفترة الأخيرة وأن الاهتمام بالبيئة يتركز فقط على السوق والأحياء القريبة منه ،أما الأحياء الوسطية والطرفية فهى تعانى معاناة كبيرة من تراكم الأوساخ ، وقد دق بعضهم ناقوس الخطرفى حال استمرار هذا الحال ،خاصة مع دخول فصل الخريف مما يعنى زيادة الأمر سوءا واحتمال حدوث انهيار بيئى بالدويم اذا لم يتم تدارك مشكلة النفايات وبالشكل المطلوب. الصحافة