واجهت الممثلة والمغنية المشهورة جنيفر لوبيز كثيراً من الصعاب في بداية مرحلة الأمومة. فقد عانت آلاماً مبرحة بعد الولادة القيصرية وإنجابها توأماً في عام 2008، حتى إنها لم تستطع حمل طفليها. رغم أوجاعها كافة، رفضت تناول أي مسكنات للألم. عندما اشتد عليها الألم، قالت جنيفر لوبيز لزوجها آنذاك مارك أنتوني وهي تبكي: «طفلاي لا يحبانني، لا يحبانني. ولن يتعرفا إلي. سيحبان الممرضة». كيف تغلبت على هذه الصعاب وماذا نتج منها؟ باءت محاولات مارك أنتوني لتهدئة جنيفر لوبيز بالفشل، فلم تجد العزاء إلا في مطالعتها كتاب هايدي موركوف What to Expect When You're Expecting (ما يجب توقعه عندما تكونين حاملاً). علمت لوبيز أنها تمر بمرحلة انخفاض الهرمونات في اليوم العاشر بعد الولادة أو ما يُعرف بكآبة ما بعد الولادة التي تُصاب بها نساء كثيرات. اليوم، تشارك لوبيز في بطولة فيلم مستوحى من هذا الكتاب. لكن بخلاف تجربتها الخاصة، تؤدي دور امرأة تقرر تبني ولد، فتختلط قصتها مع قصص نساء حوامل أخريات تؤدي أدوارهن كامرون دياز وإليزابيت بانكس وآنا كندريك. من بين تلك النجمات الأربعة، وحدها لوبيز عرفت حقاً ما يجب أن تتوقعه المرأة حين تكون حاملاً. صحيح أن بانكس رزقت أخيراً بابن، إلا أنها استعانت بأم بديلة. ولم تختبر كندريك أو دياز على حد سواء آلام المخاض. تذكر لوبيز: «تبين لي خلال حملي أن هذا الكتاب بالغ الدقة. أعي اليوم لمَ تملك كل الأمهات هذا الكتاب ولمَ يسارعن إلى شرائه عندما يعلمن أنهن حوامل. يكشف هذا الكتاب للحامل كل ما ستختبره خلال مختلف مراحل الحمل والولادة. عندما تحمل المرأة، تدرك أن الحمل أمر لا تنفك تتحدث عنه طوال حياتها إلا أنها تعي فجأة أنها لا تعرف شيئاً عنه. يساعدها هذا الكتاب على الحفاظ على تماسكها ورباطة جأشها». مرت لوبيز بمراحل عدة خلال حملها شعرت فيها أنها توشك أن تفقد صوابها. كانت تخشى أنها لن تتمكن مجدداً من انتعال كل تلك الأحذية الجميلة التي تملكها لأن مقاس قدميها كبير. كذلك، أصيبت بالهلع حين علمت أنها ستصبح مسؤولة عن حياة طفلين. ظلت تتنقل من بلد إلى آخر وتقدم الحفلات حتى أصبحت في منتصف شهرها السابع. عندئذٍ اضطرت إلى تعليق كل حفلاتها بسبب ما دعته عوارض «دماغ الطفل». تخبر لوبيز: «كنت في جولة. وما إن بدأت الأغنية حتى بدت علي علامات الإرباك. نسيت تماماً كل كلمات الأغنية. فكرت في أن هذا موقف محرج بالفعل. لكن سرعان ما طمأنت نفسي. فأنا حامل، مَن يأبه إن نسيت الأغنية؟ التفت إلى الفرقة طلباً للمساعدة. كانوا في حيرة من أمرهم. فلم يعرفوا إن كانت مرتبكة قليلاً أو أنني نسيت حقاً الكلمات». من الواضح أن لوبيز ما عادت تعاني هذه العوارض، فقد كانت منهمكة خلال الأشهر الماضية بعملها كأحد أفراد هيئة التحكيم في برنامج American Idol. كذلك، خصصت الكثير من الوقت للتحضير لجولتها المقبلة والترويج لفيلمها الجديد. صحيح أن أعمالها الكثيرة هذه متعبة، إلا أن لوبيز تشعر بالسعادة. مساعدة كبيرة عن مخاوفها بشأن دورها كأم لتوأم، تذكر لوبيز أنها تعطي طفليها الأولوية وأن الأمور الأخرى كافة تأتي بعدهما. والجيد أنها ليست مضطرة إلى تحمل هذه المسؤوليات بمفردها. توضح لوبيز: «أحظى بمساعدة كبيرة. في حياتي الكثير من الأناس الرائعين الذين يمدون لي يد العون في العمل والمنزل على حد سواء. لدي عائلة مميزة. ونقوم بكل الأمور معاً. نحن أشبه بقرية». على رغم المساعدة كلها التي تنعم بها، لا تختلف لوبير عن سائر الأمهات المتوحدات العاملات. فهي تشعر بالذنب، ويصعب عليها ترك التوأم عندما تُضطر إلى القيام بأحد أعمالها الكثيرة. لكنها لا تحاول أن تبطئ وتيرة أشغالها. مع تصويرها الفيلم الجديد، فكرت لوبيز في احتمال إنجاب ولد آخر. لا شك في أنها ترغب في ذلك. لكن بين عملها وتربية طفلين لا تملك الوقت لمسؤوليات إضافية. لكنها تؤكد أن نظرتها إلى التبني اختلفت. تقول: «الغريب أنني قبل الفيلم لم أفكر مطلقاً في التبني. لطالما أردت أن أنجب الأولاد. وقد ركزت كثيراً على فكرة الإنجاب لأن حملي استغرق وقتاً. عندما حملت ذلك التوأم الإثيوبي الصغير خلال تصوير الفيلم، أحببته في الحال. وأدركت ما الشعور الذي يدفع بعض الأشخاص إلى التبني». تضيف: «لا شك في أن المشاعر التي تولد في داخلك تجاه ولد لا يملك شيئاً مذهلة حقاً. إنه حقاً تعبير عن الحب خالٍ من الأنانية». الجريدة