ارتفعت أصوات أخيراً تتهم مسلسلات شهر رمضان بسرقة السيناريوهات، ووصل الأمر إلى حد رفع دعاوى قضائية في المحاكم والتهديد بوقف تصويرها. هذا الأمر ليس جديداً فقد سبق أن اتهمت مسلسلات شهر رمضان بسرقة القصة أو التشابه مع أخرى، وواجهت أزمات مع الورثة في مسلسلات السير الذاتية. «الزوجة الرابعة» (بطولة مصطفى شعبان) أول المسلسلات الرمضانية التي تواجه أزمات، إذ رفع المؤلف أحمد الإبياري شكوى إلى نقابة المهن السينمائية للاطلاع على السيناريو الذي كتبه أحمد عبد الفتاح، والتأكد من عدم تشابهه مع أعمال قديمة حول التيمة نفسها التي كتبها أبوالسعود الإبياري، وبالفعل أرسل عبد الفتاح الحلقات الأولى من المسلسل إلى لجنة التظلمات في النقابة وما زال التحقيق جارياً. يوضح أحمد الإبياري أنه عندما لمس تشابهاً بين القصة وبين أفلام كتبها أبو السعود الإبياري منها: «الزوجة 13» و{الزوجة السابعة» و{بنات حواء» التي تتمحور حول تعدد الزوجات، تقدم بطلب إلى النقابة للاطلاع على السيناريو والتأكد من عدم وجود تشابه، وهو في انتظار جلسة تعقد برئاسة المخرج عمر عبد العزيز وتجمعه بالسيناريست أحمد عبد الفتاح ومنتج المسلسل ممدوح شاهين. في المقابل، يؤكد المنتج ممدوح شاهين عدم وجود تشابه بين مسلسل «الزوجة الرابعة» وأي عمل يتناول تعدد الزوجات، يقول: «أن يناقش المسلسل ال{ثيمة» نفسها لا يعني أن يكون ثمة تشابه مع عمل آخر». يضيف: «أحياناً تتشابه الأفكار ولكنها تختلف عن بعضها البعض، وقد سلمنا حلقات المسلسل الأولى إلى النقابة وجار تسليم البقيّة. نحن على ثقة بقرارها والدليل على ثقتنا بموقفنا أن التصوير مستمر، ثم المؤلف أحمد عبد الفتاح أحد أفضل كتّاب السيناريو الحاليين ولا يحتاج إلى الاقتباس ويعرفه الجميع». يشير شاهين إلى أنه ينتظر كلمة اللجنة ومن ثم عرض المسلسل ليظهر للجميع عدم وجود أي تشابه بينه وبين أي عمل سابق، ويتساءل: «كيف يجزم أحمد الإبياري بوجود تشابه وهو لم يطّلع على المسلسل الذي لم يظهر إلى النور بعد؟}. المزرعة يواجه «المزرعة» أزمة تتلخص في اتهام الصحافي محمد عيداروس كاتب القصة السيناريست محسن الجلاد بسرقة فكرته من كتابه «متجمعين في طرّة»، لافتاً إلى أنه عندما سمع فكرة العمل وتفاصيله التي تتطابق مع أحداث روايته قرر التقدم بشكوى إلى النقابة لحفظ حقه الأدبي. نفى الجلاد الاتهامات جملة وتفصيلا، مؤكداً أن محمد عيداروس يسعى من خلالها إلى الترويج لكتابه، «لذا عليه تحمل عواقب تلك الاتهامات التي تنال من سمعتي وتاريخي الفني المشرف». يضيف الجلاد أن سيناريو المسلسل مكتوب منذ فترة طويلة، وقدمه إلى جهاز الرقابة على المصنفات قبل 25 يوماً من طرح كتاب عيداروس. في السياق نفسه، تقدم الصحافي طارق البدوي بشكوى إلى نقابة السينمائيين ضد «مولد وصاحبه غايب» (بطولة هيفا وهبي) يتهم فيها السيناريست مصطفى محرم بالسطو على فكرة المسلسل عن طريق هيفا وهبي، موضحاً أنه كتب المسلسل منذ أكثر من عامين وكان عنوانه «نوسة» وعرضه على هيفا فرحبت به، من ثم عرضه على شركة «عرب سكرين» التي وافقت على الفور وتم توقيع العقود، لكن الأحداث أوقفت المشروع. يضيف: «بعد فترة فوجئت بتصريحات لهيفا وهبي ومصطفى محرم عن مسلسل يجمعهما بعنوان «مولد وصاحبه غايب»، ولاحظت أن الأحداث تتطابق مع أحداث المسلسل الذي عرضته عليها، لذا تقدمت بشكوى مدعمة بوثائق وتسجيلات لهيفا ومصطفى محرم وشهادة الشهود من شركات الإنتاج التي عرضت عليها النص لإثبات حقي الأدبي والمادي». من جهته، نفى السيناريست مصطفى محرم ما جاء على لسان طارق البدوي جملة وتفصيلا، مؤكداً أن «هذا الشخص يبحث عن الشهرة، ومن غير المنطقي أن أسرق فكرة عمل كتبه ولم ير النور لغاية اليوم، ثم تاريخي وأعمالي يشهدان على نجاحي، وأحتفظ بحقي في مقاضاته بتهمة الإساءة ولكن بعد أن تقول النقابة كلمتها». لم تؤثر هذه التجاذبات على المسلسل الذي بوشر تصويره بالاستعانة بالمخرجة شيرين عادل بدلا من المخرج سامح عبد العزيز. شكاوى بالجملة يؤكد نقيب السينمائيين مسعد فودة أنه تلقى هذه الشكاوى وأحالها إلى لجنة الشكاوى والطوارئ التي أنشئت للنظر في مثل هذه المشكلات برئاسة عمر عبد العزيز، وقد اعتاد على تلقيها كل عام في مثل هذا التوقيت ويتم التعامل معها بجدية. يضيف: «ليس من حق أي جهة إصدار أمر بوقف تصوير أي عمل إلا بحكم قضائي وبعد التأكد من وجود اقتباس أو نقل للفكرة الرئيسة». بدوره، يوضح المخرج عمر عبد العزيز، رئيس لجنة الشكاوى في نقابة المهن السينمائية، أن مجلس الإدارة سيعقد اجتماعاً قريباً لتشكيل لجنة من مخرجين وكتاب سيناريو للاطلاع على كل سيناريو تُقدّم شكوى في حقه ومقارنته بالأعمال التي تتناول الموضوع نفسه وسبق أن قدمت للفصل في المشكلة. يستغرب عمر كثرة الشكاوى المقدمة التي تتهم كتّاباً لهم اسم وتاريخ، مشيراًً إلى أنها ظاهرة خطيرة يجب التوقف عندها، «في السابق كانت تقدم شكوى واحدة تتهم كاتب سيناريو بالاقتباس أو السطو على فكرة ولكن أن تُقدّم كل هذه الشكاوى فهو أمر يحدث للمرة الأولى».
