"إيطاليا مازالت حية!" يصرخ المدافع جورجيو كييليني بهذه العبارة في معسكر المنتخب الإيطالي المشارك ببطولة الأمم الأوروبية "يورو 2012" بمدينة كراكوف البولندية وعيناه تلمعان كما لو كان لاعب نادي يوفنتوس الإيطالي يريد أن يقول: "إحضروا لي الأسبان!". فبرغم فضيحة المراهنة على نتائج المباريات التي ألقت بظلالها على مسابقة الدوري الإيطالي ومشكلة حارس المرمى جانلويجي بوفون وخط دفاع الفريق الذي يعاني نقصا عدديا واضحا ، مازال الإيطاليون يرون أن لديهم الفرصة للفوز على المنتخب الأسباني بطل أوروبا والعالم غدا الأحد بمدينة جدانسك البولندية ضمن منافسات المجموعة الثالثة ببطولة يورو 2012 . وربما يكون البعض استبعدوا إيطاليا من المنافسة على لقب يورو 2012 ، ولكن لاشك أن هؤلاء البعض ليسوا في كراكوف حاليا. فأوليفر بيرهوف مدير المنتخب الألماني أكد ، من واقع خبرته القديمة كلاعب بالدوري الإيطالي ، أن الإيطاليين عندما يمرون بأوقات صعبة يكونون أكثر خطورة بكثير. وربما تكون أحدث فضائح التلاعب في نتائج المباريات بإيطاليا قد أثرت بالسلب على مظهر الكرة الإيطالية ولكن ليس على ثقة لاعبي المنتخب الإيطالي في أنفسهم خلال يورو 2012 . وقال كلاوديو ماركيزيو الذي يتوقع أن يلعب إلى جوار كل من تياجو موتا وأندريا بيرلو بخط وسط إيطاليا خلال البطولة الأوروبية: "نحن إيطاليون ولا نخشى أحدا". وكان بيرلو أحد اللاعبين الأربعة المستمرين حتى الآن مع منتخب إيطاليا منذ بطولة كأس العالم 2006 ، التي أحرز الفريق لقبها ، إلى جانب كل من بوفون ودانييلي دي روسي وأندريا بارتزالي. ويبدو المنتخب الإيطالي مزدهرا تماما في معسكره على أطراف مدينة كراكوف. فقد واجه المدرب تشيزاري برانديللي صعوبة في إخراج لاعبيه من الملعب أثناء تدريبه يوم الخميس الماضي لدرجة أنه اضطر لإلغاء حصة تدريبية ثانية كانت مخططة لليوم نفسه بعد تمديد الحصة الأولى. ويريد برانديللي أن يشعر لاعبوه بالفخر والقوة وبالتخلص من أي مشاعر إحباط قد تكون عرفت طريقها إلى اللاعبين بسبب فضيحة الفساد الكبيرة التي تهز بلادهم حاليا. ولو كان هناك أي علامات على الإصابة بالإحباط ، فقد زالت تماما الآن في كراكوف. وقال كييليني الذي كان بدأ يشعر بأن الأجواء في معسكر إيطاليا التدريبي بمدينة فلورنسا غير محتملة: "أخيرا .. هواء يورو النقي". ويبدو أن الهزائم الثلاث التي تعرضت لها إيطاليا قبل بطولة يورو 2012 قد ذهبت طي النسيان ، أما كبوة الفريق خلال بطولة كأس العالم 2010 عندما ودعت إيطاليا البطولة بعد منافسات الدور الأول مباشرة فقد أصبحت جزءا من الماضي أيضا. وبالنسبة لمسألة عدم تسجيل إيطاليا لأي أهداف خلال سبعة أشهر فيبدو أنها لم تعد تشغل تفكير لاعبي الفريق حاليا. ويرى الإيطاليون أنهم سيلتقون مع منتخب على نفس مستواهم عندما يواجهون نظيرهم الأسباني غدا. فقد تغلبت إيطاليا على أسبانيا 2/1 في مباراة ودية قبل عام مضى. ويقدم المنتخب الإيطالي أكثر ثنائي هجومي غريب الأطوار في أوروبا إذا ما قرر برانديللي أن يدفع غدا بأنطونيو كاسانو وماريو بالوتيللي في المقدمة. واستبعد الظهير الأيسر الأساسي بإيطاليا دومينيكو كريشيتو من قائمة الفريق نتيجة لتورطه في فضيحة الفساد الكبيرة بالبلاد ، أما لاعب قلب الدفاع بارتزالي فمازال يعاني من الإصابة في بطن ساقه. وهو ما اضطر برانديللي إلى وضع لاعب الوسط دي روسي في مركز قلب الدفاع والدفع بكييليني في الجانب الأيسر حيث قال المدرب الإيطالي: "دي روسي لاعب مذهل وبإمكانه القيام بالأمر". وكان حس الفكاهة هو الرد الوحيد لبرانديللي على تحقيقات التلاعب في نتائج المباريات والجدل المثار حول عادات بوفون في المراهنة رغم عدم تورطه في الفضيحة الكبرى ببلاده والمباراة الودية التي كان من المقرر أن تلتقي فيها إيطاليا بلوكسمبورج ولكنها ألغيت عقب تعرض شمال البلاد لزلزال مدمر ومشاكل الإصابات المتعددة وهزيمة الفريق الحديثة صفر/ 3 أمام روسيا في مباراة ودية أخرى. حيث قال برانديللي: "لقد تميزنا عن المنتخب الأسباني في شيء .. فنحن لم نترك له أي مشاكل".