قال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المعارض كمال عمر عبد السلام، ل«الشرق الأوسط»، إن مظاهرات جمعة «لحس الكوع» التي تعني «المستحيل» تمت بمبادرة من الشباب السوداني، وعبرت عن حركة المجتمع. وأضاف «بكل تواضع نقول إن الأحزاب السودانية لم ترتب لهذا اليوم، وإنما رتب له الشباب، وكانت مظاهرة ناجحة للغاية، وأعطت رسالة واضحة وقوية بأن الشعب السوداني تحدى الجبروت وعبر عن إرادته بقوة». وقال «الاحتجاجات التي خرجت قبل أسبوعين تحولت إلى ثورة عارمة، وهذا الشعب معلم لكل الشعوب، ولن تستطيع أي قوة أن تمنعه من التعبير عن إرادته وهو لا ينكسر»، مشيرا إلى أن الملاحظة المهمة هي مشاركة طائفة الختمية التابعة للحزب الاتحادي الديمقراطي رغم أن جزءا منه يشارك في الحكم. وتابع «نظام المؤتمر الوطني كان يعتقد أن القوى التقليدية أصبحت في جيبه، وكان يعول عليها لتصبح درعا ضد إرادة الشعب، لكن هذه القوى الحية أكدت أنها مع خيار شعبها». وقال «الآن ليس نافع وحده هو من لحس كوعه، بل كل أركان النظام لحسوا». وكشف عن أن الغاز المسيل للدموع خطير يشل حركة الشخص، وقال «يبدو أنه صنع في دولة مرتبطة أيديولوجيا مع النظام، وهو ذات الغاز المستخدم في سوريا ومناطق الاستبداد». وفتح عبد السلام الاحتمالات كلها في الفترة القادمة بما فيها تشكيل مجلس انتقالي للتحضير إلى الفترة الانتقالية، وقال «هذا الأمر يدور وسط تحالف المعارضة حتى نرص صفوفنا لنعالج مشاكل ما بعد نظام البشير، وحل المشاكل مع حملة السلاح، وكل هذا موجود في وثيقة الدستور المقترح». وأضاف «نحن نعمل لأن نطمئن للمرحلة القادمة، وهذه الثورة ستمضي إلى أبعاد أخرى.. ونقول ذلك ليس لأننا فرحون بما حدث في جمعة لحس الكوع، لكن لأن القوى السياسية في الوقت ذاته لا تقف متفرجة». وقال شهود إن الشرطة أطلقت النار في الهواء لتفريق المتظاهرين، وإن نساء وأطفالا إلى جانب كبار في السن أصيبوا باختناقات. يذكر أن الدعوة للخروج في مظاهرات جمعة «لحس الكوع» أطلقها ناشطون سودانيون تحديا لمساعد البشير الدكتور نافع علي نافع الذي تحدى من يفكر في إسقاط النظام بأنه يمكن أن يلحس الكوع أسهل، لاستحالة ذلك.