"نسبة التدمير والخراب 80%".. لجنة معاينة مباني وزارة الخارجية تكمل أعمالها وترفع تقريرها    التراخي والتماهي مع الخونة والعملاء شجّع عدداً منهم للعبور الآمن حتي عمق غرب ولاية كردفان وشاركوا في استباحة مدينة النهود    وزير التربية ب(النيل الأبيض) يقدم التهنئة لأسرة مدرسة الجديدة بنات وإحراز الطالبة فاطمة نور الدائم 96% ضمن أوائل الشهادة السودانية    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يفضح بعض المواقف..د.على الحاج في حوار ساخن يكشف الكثير - تابع الجزء الثاني
نشر في الراكوبة يوم 01 - 07 - 2012

عندما كتب الدكتور غازي صلاح الدين مقاله عن الايقاد وأنها مؤامرة لم يكن أمامي الا وأن أتصل بالدكتور علي الحاج محمد والذي أوكل له ملف السلام قبل د. غازي وقد تأخر نشر الرد على الاسئلة التي طرحتها عليه لاسباب مختلفه منها أن الصحف الورقيه التي تصدر من داخل السودان ليس في امكانها التطرق لمثل هذه المواضيع حتى لاتتم مصادرة اعدادها وربما يترتب على ذلك ما هو أنكأ وهو اغلاق الصحيفه, لذلك أتت مجموعه من الاعتذارات وان كانت باشكال مختلفه وحتى الذين لم يردوا فان الامر مفهوم ومقبول.
ولكن الذي يدعو الى الحيرة أنه في مقدور أهل الانقاذ أن يعيش الشخص الواحد منهم بأكثر من شخصيه ويلبس لكل حالة لبوسها.
الانقاذ التي رفعت شعارات أساسيه في انقلابها الاول مثل وحدة السودان والدعوة الى السلام وايقاف الحرب بين الشمال والجنوب والقضاء على الفساد والمحسوبيه ونأكل مما نزرع واستعادت هيبة القوات المسلحه الخ كل هذه الشعارات داس عليها من رفعوها وأصبحوا لايعيرونها أدنى اهتمام.
ولان الذكرى تنفع المؤمنين فان أهل السلطه وبدعاوي الانقاذ أسسوا للهلاك .. وبوعود العداله أشادوا شوامخ قصور الظلم , وبأمنيات الكرامة وطدوا الى الذل والهوان .. وبشعارات الاسلام الداعية الى الخير والتسامح والفضيله , غرسوا الاحقاد والكراهيات والضغائن والتعالي والعنصريه البغيضه. وتحت ذرائع المشروع الحضاري أعادوا المواطن السوداني الى ساحق العهود لتعود أمراض نسيت حتى في داخل دنيا العلم عادت أمراض مثل السل والجرب الخ..
وبفضل سياسات الانقاذ انفصل جنوب السودان بشكل كامل وهذا ماكلف ميزان المدفوعات عجزا يصل الى 750 مليون دولار في الشهر مع التنبيه الى أن الرئيس البشير كان يقول أن جنوب السودان (ترله) ظللنا نجرها لاكثر من نصف قرن من الزمان ولكن بعد الهوشه الاولى انقشعت سحب الاكاذيب وعلى الدوله أن تواجه مصيرها.
ونتيجة لتراخي قبضة الدوله أصبحت حلايب تتبع الى جمهورية مصر في الشمال وهناك منطقة الفشقه في شرق السودان والتي احتلتها أثيوبيا في وضح النهار وربما لحق غرب السودان بجنوبه وبذلك تدخل الانقاذ سجل أسوأ الحكومات التي مرت على تأريخ السودان الحديث , ومع ذلك لازال أهلها يتحرون الكذب دون أن يرمش لهم طرف ونتيجة لسيل الاكاذيب المنهمرة على رؤوس الشعب السودان فقد أصبح لايهنم كثيرا بما جرى
في هذا الحوار الطويل يفصح ويفضح بعض المواقف
حوار عبدالوهاب همت
[email protected]
الجزء الثاني
لماذا رفضوا الايقاد ثم عادوا مرة اخرى ؟
هذا سؤال جيد والاجابة باختصار شديد انه بعد رسالة د غازي القصيرة للايقاد والتي وضعت حدا للايقاد بزعمه واصبح الباب مفتوحا للحرب لتحرير نيمولي بنهاية الخريف وتحديدا في نوفمبر 1994 كما اشرنا في هذه الفترة وربما لملاا فراغ عدم العودة الي الايقاد ظهر ما سمي "بنظرية السلام من الداخل" و مفادها ان نسعي- لادخال التي اعلنت وقف اطلاق النار معنا والتزمت به و كانت مستعدة لابرام اتفاق سلام معنا - ان نسعي لادخالها في الداخل وابرام اتفاق معها من الداخل تفاديا للتاثيرات الخارجية وتفاديا للايقاد...الخ ورغم غرابة المقترح الا ان جميع الفصائل تجاوبت وبدرجات متفاوتة وبلغت هذه المساعي قمتها بلقاء الزبير بالدكتور رياك مشار في الناصر والتوقيع علي ماعرف ب "ميثاق الناصر " في 10 مارس 1996 ثم فيما بعد "ميثاق الخرطوم" في 10 ابريل والذي وقع بنادي الضباط بالخرطوم وقد وقع الفريق الزبير علي الميثاق مع د رياك مشار وبحضور الاخ علي عثمان نائب الامين العام
كماذكرت سابقا ومنذ 31يوليو 1994 والي 10 ابريل 1996 لم اكن مشاركا في عملية السلام للاسباب التي سبق ان ذكرتها ولكن بالطبع وبحكم معرفتي وعلاقاتي بكل القيادات الجنوبية في تلك الفترة كانوا يزورورنني بالمنزل وهي زيارات اجتماعية ولكنهم كانوا يطلعونني علي كثير مما كان يجري بينهم والاخوة الذين كانوا يتولون امر السلام من الداخل.
وفي هاتين السنتين حدثت تطورات وتغييرات في الساحة الساسية السودانية والاقليمية وفي ساحة المعارك علي الارض وارتبكت الاوضاع عندنا مما سبب توترات عدة وتركت بسماتها علي ساحتنا الداخلية ربما الي اليوم! واود هنا ان اشير الي بعضها وحسب فقد قطعت ارتريا علاقاتها الدبلوماسية مع السودان وجاءت المحاولة الفاشلة لاغتيال حسني المبارك لتزيد الطين بلة وانتخب عمر البشير رئيسا للجمهورية والامين العام رئيسا للمجلس الوطني ونائب الامين العام وزيرا للخارجية والكل اصبح مشغولا!! وعلي جبهة القتال لم يتحقق النصر في استرجاع نيمولي كما كان مخططا كل هذه المستجدات ادت الي الكثير من التوترات الداخلية بالنسبة لنا وقد احس الجميع باننا تأخرنا في ابرام السلام(داخليا او خارجيا) وتاخرنا في وقف اطلاق النار او بالاحري بدات موازين القوة تتغير ولم يعد موضوع وقف اطلاق النار ذي اهمية بل لم يعد موضوع السلام نفسه(داخليا او خارجيا). ذي بال!!
في ظل هذا المشهد اتصل بي الاخ احمد ابراهيم الطاهر وطلب مني الذهاب الي الناصر لمقابلة د رياك مشار وهو يعلم موقفي ولكني رفضت ثم من بعد ذلك زارني الاخ مبارك قسم الله رحمه الله واصر علي للذهاب الي الناصر ورغم الحاحهه اصريت علي موقفي وضمن ما اقترحته له في تلك الليلة ان يذهب الاخ الزبير اولا لرفع مستوي وجدية التفاوض وثانيا ليشعر الجميع باهمية السلام وهو علي علم بما تم في عملية السلام وموقفي (وكما اكدت له انني لست "حردان" وانما هي قناعة ذاتية ولمصلحة السلام . وفعلا ذهب الاخ الزبير الي الناصر ومعه آخرون وتم التوقيع علي "ميثاق الناصر " كما اشرنا
بعد حوالي شهر من التوقيع علي ميثاق الناصر وصل درياك مشار وبعض قياداته الي الخرطوم وحلوا ضيوفا بنادي الضباط بالخرطوم ولم اكن علي علم بكل ذلك ولكن اتصل بي الاخ علي عثمان نائب الامين العام وكان حينها وزيرا للخارجية وطلب من المشاركة في اول اجتماع مع مجموعة الناصر وبالطبع رفضت وهولم يستغرب ذلك وبعد اصرار شديد منه وفي ذهني المشهد الذي سردته سابقا خشيت ان يفسر عدم مشاركتي تفسيرا خاطئا خاصة واني لا ادعي حكمة في ذلك الوقت كما لم اك اتصور ان تتدهور الاوضاع بهذ الصورة ولذلك وافقت علي المشاركة ولكن بشرط ان يحضر هو نفسه هذا اللقاء بصفته نائب الامين العام وفعلا حضر وبهذا يكون اجتماع نادي الضباط هذا اول اجتماع للسلام يشارك فيه النائب الاول لرئيس الجمهورية ونائب الامين العام وبعبارة اخري ميثاق الخرطوم للسلام والذي اسس لاتفاقية الخرطوم للسلام هو وليد شرعي (لمشاركة القيادة السياسية والرسمية ) في صنعه وهذا في حد ذاته جدير بالاعتبار ولكن !!
شعرت بكثير من الارتياح بعد هذا الاجتماع المحضور وبعد ذلك تفرق الجمع علي اساس اللقاء قريبا لمواصلة الحوار والوصول لاتفاق سلام دون تحديد ميقات معين.
من جانبي تركت امر السلام مرة اخري وواصلت في برنامج وانشطة الحكم الاتحادي خاصة وقد تم تقسيم الولايات كمرحلةاولي و في فبراير 1994 ودخلنا في مرحلة الزيارات الميدانية للولايات الناشئة ومشاكل التاسيس والتنيسق بين الولايات,,,,,,,ولم اكن متابعا لمفاوضات السلام .و لكن و بعد مرور حوالي 6شهور علي توقيع الميثاق اتصل بي الفريق الزبير وطلب مني المشاركة في اللجنة الداخلية الخاصة بتطوير ميثاق السلام ولم اكن علي علم بها من قبل وقد شرح لي –رحمه الله- امر اللجنة وبصراحته المعهودة وهي لجنة كانت تجتمع بوزارة الخارجية كل يوم اثنين بعد انتهاء العمل وكانت برئاسة الزبير وتحت رعاية نائب الامين العام الاخ علي عثمان والذي كان وزيرا للخارجية وفعلا حضرت لاول مرة احدي جلسات هذه اللجنة واهم ملاحظاتي في حينها كانت :-
انها نفس المنظومة العسكرية الامنية والان اصبحت تحت رعاية نائب الامين العام والنائب الاول لرئيس الجمهورية وهنا لابد من الوقوف عند هذه اللجنة فهي ليست منظومة عسكرية وامنية وحسب وانما تحت رعاية نائب الامين العام والنائب الاول للرئيس وواقع الامر فان الامين العام والرئيس كل قد ترك الامر لنائبه وهذه ام المشاكل!! اذ بحسب المسؤلية فان كلا من النائبين عليه الرجوع الي رئيسه !! ولكن اذا لم يحدث ذلك فمن الذي عليه مسؤلية ابلاغ الرئيس او الامين العام؟؟؟
كنت في بعض الحالات ومن منطلق المسؤلية "التضامنية" اراجع الامين العام او الرئيس او كليهما ولكن هذا التصرف كان مثيرا للجدل الخفي!! وانا اتعاطف مع من اثار معي بعض هذه القضايايا حتي لا اظلمهم!! (هذه جزئية ذكرتها لا تبرئة لاحد وانما تاكيد علي ان امر السلام كان بيد هؤلاء !! واذا تدخل الامين العام او الرئيس ففي جزئية قد تكون مهمة اولا!!
ولقد صارحني الاخ احمد ابراهيم الطاهر مستشار الرئيس للشئؤن القانونية في هذا الامر وتعليق اخواننا علي بعض ما كنت اقوم به من ابلاغ للامين العام او الرئيس وضمن ما اقترحته له " انه اذا كانت هنالك اجتمعات خاصة رؤي عدم ابلاغ الامين العام او الرئيس فمن الاجدي الا ادعي الي مثل هذه الاجتماعات!!
ان هذه اللجنة ليس بها اي جنوبي وقد تساءلت حينها كيف لنا ان نبرم سلاما مع جهات جنوبية (كانت تحاربنا) دون ان يكون هناك تمثيل للقوي الجنوبية التي معنا بالداخل ؟
اقترحت اضافة د غازي الي اللجنة بصفته الامين العام للمؤتمر الوطني اذ لا يعقل ان نبرم اتفاقا للسلام دون مشاركة مؤسستنا السياسية ( هذا موقف مبدئي رغم علمي بمواقفه الشخصية )
كما كان متوقعا موضوع مشاركة الجنوبيين في عملية السلام اثارت جدلا واسعا وفي اكثر من جلسة ولم نستطع حسم الامر داخل هذه اللجنة واخيرا اقترحت رفع الامر الي مجلس شوري المؤتمر الوطني ( والذي كان مقرره د غازي) الذي اجاز قرار مشاركة جنوبي الداخل في مفاوضات السلام من الداخل
عندما تلوت قرار الشوري القاضي بمشاركة جنوبي الداخل في مفاوضات السلام في اول اجتماع للجنة برئاسة الفريق الزبير وبحضور الاخ علي عثمان والآخرين وقف د نافع علي نافع واعلن امامنا جميعا اعتراضه علي قرار مشاركة الجنوبيين كما اعلن انه منذ تلك اللحظة ليس جزءا من هذا السلام الذي تودون ابرامه وودعنا جميعا وخرج !!
ومنذ ذلك التاريخ لم يشارك د نافع في اي اجتماع خاص بالسلام حسب علمي وكان هذا موقفا واضحا.
لكن المفاجاة حدثت عندما تم تعيينه في العام 1999 مستشارا للرئيس عن شئون السلام وكنت حينها بالصين وعند احتجاجي لدي الاخ علي عثمان النائب الاول لرئيس الجمهورية علي هذا التعيين رغم علمه هو شخصيا بما قاله د نافع في ذلك الاجتماع اجابني بان د نافع قد غير موقفه!!
وهنا ومهما كانت مواقف د نافع الا اني لاالومه وانما تقع المسؤلية علي الاخ علي عثمان والذي كان راسا للاجتماع الذي اعلن فيه د نافع موقفه من السلام!! ولا احسب ان الامين العام او الرئيس كان علي علم بما قاله د نافع.
بعد ذلك تواصلت الاجتماعات مع الفصائل وبوجود بعض الجنوبيين والاخوة محمد الامين خليفة وموسي سيد احمد ود مطرف وربما آخرين ( لست متابعا ) ومرة اخري طال امد المفاوضات خاصة وبعض قادة هذه الفصائل بدا يتململ وبدات تشك في نوايا الحكومة وعدم جديتها و بعضهم مثل ويليام نون واخرين قد اتي بهم الي الخرطوم اكثر من مرة وبدات هنالك اجتماعات مع شتي الفصئائل ورغم عدم مشاركتي فيها ولكنها كانت تحت سيطرة الامن تماما وكتبت في هذه الفترة العديد من الاتفاقات الثنائية وبعدها تنااقض بعض وكان الاخ احمد ابراهيم الطاهر يحض الي المنزل من حين لآخر ليطلعني هلي بعض هذه الوثائق المتناقضة لما سبق الاتفاق عليها وكنت اقول له رأيي بصراحة.!!
وبالمقابل كان جل القيادات الجنوبية التي اتي بها الي الخرطوم تتصل بي وبطرق خاصة لتبدي مخاوفها وشكوكها من بعض التصرفات بل وبعضهم من اتصلوا بذويهم في الخرطوم ودون علم الاجهزة الامنية المهم العلاقات بيننا والفصائل التي تجاوبت مع نداء السلام من الداخل بدات في التوتر غير المعلن!!
ومن المفارقات ورغم توقفي عن المفاوضات الا ان العلاقة مع القيادة العسكرية وعلي المستوي الميداني لم تتوقف والمبادرات كانت منهم فعلي مستوي العمل العسكري الميداني كان لوجود قوات ويليام نون " القدح المعلي" في احراز الكثير من التقدم علي الصعيد الميداني وقد شهد بذلك كل كل القادة من الاخوة العسكريين(دون ذكر اسماء) والذين رافقتهم عدة مرات الي المناطق التي كانت قد حررتها قوات ويليام نون بل وكانت هنالك مشاكل مع ويليام نون جلها كانت غيرة علي ما حققه لصالح الجيش السوداني وبعضها كانت شكوكا لا اساس لها كما اعترف لي احد القادة الكبار!! وبحكم العلاقة مع ويليام نون كنت من وقت لآخر اذهب للمساهمة في ازالة بعض التوترات وهذه النافذة قد فتحت لي مجالات واسعة للحوار مع بعض القادة العسكريين والجاهدين في جوبا بل وقد جعلني اكثر ايمانا بالسلام وبوقف اطلاق النار وقد شاهدت بعيني ما يعانيه الجميع في جوبا من عسكريين ومدنيين ومجاهدين....الخ الشئ الذي زادني قناعة بالسلام !!
وشعرت ان جل المعارضين للسلام لم يقفوا بانفسهم علي ما يجري في الارض!! بل بعضهم كان متوجسا من تبعات السلام لا من حيث المشاركة في القرار وحسب بل والاهم من كل ذلك المشاركة ولوكانت يسيرة في السلطة والثروة !! ولست مبالغا ان قلت ان تبعات الحرب لا تصيب متخذي القرار ولكن تبعات ومستحقات وفواتير السلام....الخ لا تقع علي فراغ وانما علي متخذي القرار!! وهذه هي المشكلة!!
المهم ونحن في هذا الخضم من المشاكل والاوضاع ودون علم مسبق بما كان يجري في موضوع السلام وكنت برفقة اللواء جورج كنقور في زيارة للجنوب وعند العودة ذهبنا لرفع تقرير للرئيس وهو بمكتبه في القيادة العامة وكان ذلك يوم الخميس 13 مارس 1997 وبعد نهاية التقرير وقبل مغادرة مكتبه قال لي الرئيس ( اليوم بدا الجماعة في التفاوض مع الفصائل بفندق قصر الصداقة بالخرطوم بحري فحقه تلحقهم !!) وهذه اول معلومة لي ببداية ومكان التفاوض ! ولم اعلق
ولكن الملاحظ ان الموضوع تاخر لمدة عام تقريبا و ولابد من الاشارة الي التوترات بيننا و الفصائل والتي بلا شك قد اضعفناها لكن الاهم من ذلك ان الحركة الشعبية "الفصيل الرئيس" بدات تاخذ زمام المبادرة وربما هذه هي التي جعلتنا نسرع الخطي لعمل اتفاق السلام !! وهنا لابد من الاشارة الي ان اربع سنوات قد مضت ما بين مقترحنا الاول لاتفاق السلام - فبراير 1993 والشروع الآن في الاتفاق مارس 1997 - ولك ان تتصور الكم الهائل من المتغيرات التي حدثت في هذه الفترة !!
علي كل وفي الفترة ما بين 13 الي 25 مارس 1997 وبعد مناقشات ومداولات وفترات من التوتر تم الاتفاق علي مسودة اتفاقية الخرطوم للسلام وتم توقيع كل عضو من الحضور علي هذه المسودة سواء من قبل الحكومةاو الفصائل المشاركة كما تم تسليم كل قائد مجموعة من الموقعين نسخة واحدة باعتبارها مسودة للتداول وقد كانت النسخة الاصلية باللغة الانجليزية ثم ترجمت الي العربية في وقت لاحق.
من جانبي وبعد التوقيع مباشرة اخذت نسخة الي الرئيس والذي علمت انه بالمطار في طريقه الي ؟ليبيا او غرب افريقيا وبالفعل ادركته قبل المغادرة وسلمته النسخة المسودة وبهذا يكون الرئيس اول من استلم هذه النسخة وكان الاخ عبد الرحيم محمد حسين مرافقا له في تلك الرحلة .
وبعد كل هذا وبعد المفاصلة اتصل بي ثلاث شخصيات قيادية سودانية مسؤلة ذات اتجاهات مختلفة كل علي انفراد ليبلغني ما ابلغه الرئيس بانه لم يطلع علي اتفاقية الخرطوم للسلام ؟!
المهم في 21ابريل 1997 تم التوقيع رسميا وبالقصر الجمهوري ووسط حضور اعلامي كثيف ومشاركة رؤساء بعض دولالجوار وغني عن القول انه قد وقع عليها الفريق الزبير وكل قادة الفصائل
بعد ذلك مباشرة وتفاديا للاخطاء الدستورية التي وقعت في اتفاقية اديس ابابا دعي المجلس الوطني لاجتماع طارئ لمناقشة الاتفاقية وبالفعل تمت المناقشة والتي ا فضت الي المرسوم الدستوري الرابع عشر في ...... والذي وقع عليه الرئيس في ..... وبذلك اصبح نافذا وبدات مسيرة السلام من الداخل الشاقة.
خلاصات :-
هذه الاتفاقية تمت بايد سودانية وفي ارض سودانية ووووووو الخ كما يحلو لنا القول بل وللتاريخ كانت هنالك جهات المانية ابدت رغبتها ان يتم التوقيع عليها بالمانيا ولكن د رياك مشار اصر علي توقيعها من الداخل.
هذه الاتفاقية جاءت نتيجة للسلام من الداخل ( وهذه اطروحتنا التي ابتدعناها هربا من الايقاد التي صنعناها ) ورغم التباطؤ والتواطء احيانا والتلكو احيانا اخري الا ان جميع الفصائل التي اتفقت معنا علي وقف اطلاق النار استجابت وابرمتها معنا
عدا الفصيل المتحد بقيادة د لام اكول والذي انضم الي الاتفاقية بعد التوقيع معه علي اتفاقية فشودة في سيبتمبر 1997 والتي اصبحت فيما بعد جزءا من الاتفاقية
انني اشهد ان اول رحلة للتبشير بهذه الاتفاقية كانت للجنوب الافريقي وتحديدا الي جوهانسبيرج لاجتماع دول منطقة الجنوبالافريقي وكان في هذه الرحلة الرئيس ورئيس المجلس الوطني ( الامين العام) وكان د مشار مساعد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس تنسيق الولايات وكان الاخ علي عثمان (نائب الامين العام) ووزير الخارجية وعبد الرحيم محمدحسين وكنت احد المرافقين (وقد كان كل هذا الحشد في طائرة سوفيتية حربية واحدة وبدون نوافذ (طائرة محجبة كما كنت اسميها خطا ولكن ربما كان الاصح اننا كنا محجبين) وبحسب ما ذكره الاخ عبدالرحيم محمد حسين ان هذه اقوي طائرة لانها كانت تستعمل لقادة الجيش الروسي فقط!! هذا عند الرد علي بعض الذين اثاروا الحكمة من –حشر كل هؤلاء المسؤلين في طائرة واحدة- دون مراعاة السلامة.
المهم في هذه الرحلة وفي اجتماع هؤلاء الرؤساء كان اهم من تحدث والجديد هو د رياك مشار وهذه بشهادة كل الحضور فقد دافع عن السلام وعن الاتفاقيةوعن الحكومة وبقوة ولكن كل هذا لم يشفع له!!
هذه الاتفاقية رعاها مباشرة النائب الاول للرئيس ونائب الامين العام .
ولكن ورغم ذلك لم تنفذ لماذا لانها بنهاية المطاف اوكلت للجهات التي لا تريد السلام بل تريد الحرب!! بل اوكل لها لزعمها انها ستاتي بما هو افضل واكرم واشرف للبلاد ولهذا عادوا الي الايقاد!! ويجب ان نتذكر ان العودة الي الايقاد كانت ضرورية لا للسلام وانما لتطبيع العلاقات مع دول الايقاد والتي تكاد جميعها تقاطعنا (بسبب المحاولة الفاشلة في يونيو 1995)
ان الافشال المتعمد للاتفاقية بعدم تطبيق بنودها الهامة مثل لجنة وقف اطلاق النار والترتيبات الامنية واللجنة العسكرية الفنية المشتركة هذا فضلا عن عدم الدعم المالي في ظل تدفق البترول وتشير الاحصاءات الي ان مجلس تنسيق الولايات الجنوبية قد استلم حوالي 2% فقط مما كن مقررا له.........الخ....هي التي ادت الي انهيارها وخروج اهم الموقعين عليها ثم جاءت الطامة الكبري باعلان حالة الطوارئء وحل المجلس الوطني واعفاء ولاة الولايات الجنوبية المنتخبين وفقا للمرسوم الدستوري الرابع عشر والذي لا يتم تعديله الابواسطة ثلثي اعضاء مجلس التنسيق في جلسة مشتركة للمجلس الاستشاري والمجالس التشريعية للولايات الجنوبية العشر. وبذلك انهارت اتفاقية الخرطوم للسلام ! وانهارت الثقة وخرج اهم الموقعين عليها وانضموا لحركة قرنق مرة اخري والتي رحبت بهم خير ترحاب كيف لا وهؤلاء قد اقاموا بيننا اكثر من ستة اعوام بل وضعتهم في مقددمة مفاوضيها مع حكومة السودان لا كيدا بل اعترافا بما عرفه هؤلاء وبما اكتسبوا من خبرة ومعرفة بالانقاذ الشئء الذي يفتقده قرنق ومن معه..
وهكذا نهرب من ابوجا الي الايقاد ومن الايقاد الي سلام الداخل ومن سلام الداخل الي الايقاد مرة اخري وكل هذا ليس بتآمر خارجي وانما قد نكون صادقين اذا اعترفنا بتآمرنا علي بعض!! وقد يصدق علينا المثل ( لم يكن بمقدورنا تحمل المرض ولا تحمل العلاج ) والعلاج بالطبع هو السلام والذي عجزنا عن تحمل تبعاته والي اليوم والله اعلم
مرة اخري اسف للاطالة ياهمت مع تحياتي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.