يعتبر مستشفى جعفر بن عوف من اهم المؤسسات العلاجية التخصصية بالبلاد، اذ انه المستشفى المركزي الاول لعلاج الاطفال، مما ادى الى كثافة نسبة التردد التي تصل إلى اكثر من «9000» حالة مرضية تفد إلى المستشفى من كافة انحاء البلاد، ويشكل الوافدون من خارج الخرطوم نسبة «60%» من المرضى، وساعد على ارتفاع كثافة المترددين توفر كل التخصصات، اضافة الى مواكبة المستشفى لأحدث التقنيات والمعدات ذات الجودة العالية في سنواته الاولى. وشهد مستشفى جعفر بن عوف للاطفال تراجعاً في خدماته وصل الى مرحلة التردي المريع، مما ادى الى ارتفاع نسبة الوفيات بين الاطفال، كما شهد المستشفى تردياً بيئياً طال كل العنابر، كما تساقطت الاسقف المستعارة وانقطع التكييف وبات المرضى يعانون بسبب عدم تجدد الهواء داخل العنابر، وبلغ الامر ذروته بعد انفجار خطوط الصرف الصحي، كما اسهم افتقار المستشفى للأجهزة والمعدات في التدهور. «الصحافة» انتقلت الى مستشفى جعفر بن عوف ووقفت على حجم التدهور الذي صاحبته مخاوف وسط العاملين في وقت بدأ فيه الحديث همساً عن توجه جديد يقوم علي رغبة السلطات في تجفيف المستشفى وبيعه. ولجت قدماي المستشفى في اعقاب ما تناولته الوسائط الاعلامية عن حالة التدهور وسط انتقادات وجهها كبار المسؤولين على مستوى الولاية ووزارة الصحة للمستشفى الذي تدهورت خدماته، لدرجة ان مخزن الادوية طالته مياه الصرف الصحي، مما ادى الى اتلاف كل الادوية، في وقت صرح فيه بعض منسوبي المستشفى بأن ادارة المستشفى السابقة قد عمدت الى تجاهل اصلاح الصرف الصحي. ويرى البعض ان التخريب الذي تعرض له المستشفى تم مع سبق الاصرار، في وقت تم فيه استبدال المعدات الغربية ذات الجودة العالية باخرى صينية غير مطابقة للمواصفات، علماً بأن المستشفى عند افتتاحه في عام 2002 كان يضم «16» تخصصاً. وكان هنالك طابق للاطفال حديثي الولادة به «65» حاضنة اطفال، اضافة الى وجود «6» غرف عمليات ووحدتين للتكييف المركزي والاوكسجين المركزي، وكانت هنالك «3» مصاعد عاملة لم يبق منها غير واحد، وكان هناك مخزن للادوية يكفي لمدة عام، غير ان كل تلك الاشراقات قد انهارت تماماً وبات المستشفى يشهد ارتفاعا مطردا في نسبة وفيات الاطفال. وفي اعقاب التدهور المريع تمت الاستعانة بالدكتور جعفر بن عوف حتى يساهم في عودة المستشفى إلى سيرته الاولي. الدكتورة أماني عبد الحميد المدير العام المكلف بالمستشفى تحدثت ل «الصحافة» قائلة إن المستشفى يعتبر المرجع والتعليمي الاول المتخصص في امراض الاطفال، وهو بالتالي يستقبل مرضى من كل السودان من عمر يوم وحتى سن الخامسة عشرة. واقرت الدكتورة اماني بالتدهور الذي طال المستشفى ويتطلب عملا دؤوباً لتجاوز حالته الراهنة، وقد بدأ ذلك التوجه باصحاح الوضع البيئي، اذ قامت الادارة بشفط مياه الصرف الصحي برغم تواضع الموارد المادية التي توفرها وزارة المالية. وحول توفر الادوية كشفت المدير المكلف عن توفير الادوية المنقذة للحياة في دولاب الطوارئ. وبشأن بقية الادوية قالت الدكتورة اماني ان هنالك ادوية غير متوفرة لدى الامدادات الطبية، وبشأن عدم وجود اجهزة قياس تركيز الاوكسجين في الدم قالت إن هنالك ندرة في هذه الأجهزة، وقد جهاز منها نتيجة سوء الاستعمال، مشيرة الى سعي ادارتها لتدارك الموقف. وبالنسبة لاسقف العنابر المنهارة فقد قالت الدكتورة اماني ان الادارة تعمل جاهدة لاصلاح الوضع، اذ تم الاتصال باحدى الشركات المتخصصة التي بدأت معالجة الموقف، كما تم تغيير التكييف من نظام التكييف المركزي الى النظام العادي. وتشير «الصحافة» إلى أن العاملين بالمستشفى قد حذروا من محاولات البعض تجفيف مستشفى جعفر بن عوف وبيع بعض الوحدات، مثل عنبر «18» الذي عرض للبيع لبعض الجهات. وقد ضم اجتماع الهيئة النقابية والاستشاريين والاطباء العموميين وطلاب الامتياز ومختلف العاملين، وقد رفض الجميع في الاجتماع ما جاء على لسان وزير الصة بالولاية، وقال المهندس المقيم بالمستشفى إن مشكلة الصرف الصحي تحتاج إلى ميزانية محدودة. الصحافة