تسللت بخفة - تحسد عليها- وهي تدير عينيها في المكان بحرص، وكانت تحرص على السير على أطراف قدميها وذلك لكيلا تحدث أي صوت قد ينبه إليها، دقائق معدودة وهي على تلك الحالة..قبل أن تدخل أصابعها بحرص داخل تلك البدلة الأنيقة الموضوعة على شماعة الملابس و... (تاني يا تهاني ؟يعني انت مصرة على البتعملي فيهو دا؟) انتفضت برعب، وهي تستمع لتلك العبارة الصادرة من خلفها..قبل أن يضيئ زوجها الغرفة، وينظر إليها في توتر وهي تبحث عن جواله داخل بدلته التي وضعها عند مجيئه على الشماعة، مرت دقائق معدودة من الصمت الرهيب، أدخل بعدها زوجها يده داخل جيبه وأخرج جواله قبل أن يرميه تحت قدميها وهو يقول في غضب:(هاكي الموبايل.. وفتشيهو يا ستي بي راحتك)..لتحنى رأسها في خجل من ذلك التصرف الذى أحال المنزل إلى وحدة (تجسس)..في ظاهرة ربما لم تعرفها البيوتات السودانية إلا قريباً. جرثومة مدمرة: وحول (التجسس) بين الزوجين يقول الموظف سليمان الحاج إن الرجال أصبحوا يتعاملون مع تجسس زوجاتهم بالمكر والدهاء، حيث يمسح بعضهم الرسائل قبل دخولهم المنزل، وأصبح لهم رقم هاتف سري، وبريد إلكتروني سري ليتفادوا الصدام مع زوجاتهم، لكن علي حسن يرى عكس ذلك، فهو يعتقد أن الزوجات أصبحن ذكيات بما يكفي لاكتشاف مثل تلك الأساليب، وأضاف: إذا دخلت جرثومة الشك في منظومة العلاقة الزوجية فلن تخرج إلا بعد أن تدمرها! حرب كلامية: قالت المواطنة سلوى علي: (الرجل والمرأة أصبح يجمعهما مكان عمل واحد، وفي كثير من الأحيان يمكن أن تلاحق إحدى الموظفات زميلها في العمل إلى المنزل لإكمال بعض المهام العملية)، وأضافت: إن كثيرا من الزوجات لا يعترفن بالتواصل بين الزوج وزميلاته في العمل، ويعتقدن أن هناك شيئا يدور في الخفاء..وأضافت أن هذه الجزئية صارت الأبرز في خلق المشاكل بين الزوجين. أدلة دامغة: عندما تشرع الزوجة في مراقبة هاتف الزوج فبالتأكيد لم يأت مبعث شكها في زوجها من فراغ, ويأخذ الموضوع عندها طريقاً جديداً عندما تجد أدلة دامغة ترى من خلالها أن زوجها (خائن) فمن الطبيعي أن تكون لهذه الحادثة ردة فعل قد تكون بالكلام أو تصل إلى العراك بالأيدي، وتكون ردة الفعل غير محددة بزمان أو مكان, وهذا بالضبط ما قالته الطالبة رزاز عوض الله وأضافت أن الرجل يحاول أن يخفي علاقته بالأخرى لكنه دائماً ما تفضحه تصرفاته فكثير من الرجال عندما يريد أن يتحدث مع (عشيقته) تراه ينظر يمنة ويسرة ويمكن أن يقع كوب الماء من يده من شدة (الهجمة) حسب قولها، وهذا ما يجعل المرأة تعرف حقيقة المتصل حتى لو أرجأ الرد على المكالمة، فيمكن أن تنتبه الزوجة إلى زمنها وتعود إلى تلفون زوجها بعد عدة ساعات حتى لا ينتبه وتعرف من المتصل، وبعدها يحدث الصدام بينهما. قوة عين: الموظف بالقطاع الخاص عزام عبد الله قال: (صحيح أن هاتف الزوج لا يقلق الزوجة فحسب بل يمكن ان يهدم البيوت الآمنة، واعتبر الرجل المسؤول عن الهدم لأنه عندما يكون خارج المنزل يتعامل وكأنه ما زال عازباً، يتحدث مع هذه ويطلب تلفون تلك, حتى إنه يتصل عليهن متى ما رغب, وتساءل عزام إذا كان يفعل هذا، فلماذا لا يتوقع أن تتصل به إحداهن متى ما شاءت؟ وأضاف أن الرجل عندما يكون خارج المنزل يحب أن يبين للجنس الناعم أنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في البيت، حتى وإن تعدت أفعاله ووصلت إلى التعدي على حقوق زوجته, وذكر أن أحد زملائه كان يتواصل مع إحدى النساء عبر التلفون وعندما عرفت زوجته قررت أن تنفصل منه, لكنه توسل إليها بأن تبقى معه حتى لا يتشرد الأبناء, وبالفعل قطع علاقته بتلك الفتاة التي كانت تتصل على الزوجة وتطلب منها أن تترك زوجها لأنه لا يطيق العيش معها, وعندما فشلت أصبحت تسيئ لها عبر الرسائل. السوداني