الخرطوم : ولاء جعفر: في سابقة غير مألوفة رفعت جمعية حماية المستهلك الكرت الاصفر في وجه الحكومة منذرة بالكرت الاحمر في اعقاب تجاهلها توفير ودعم الادوية خاصة تلك المنقذة للحياة ، وما لم تتخذ من التدابير ما يكبح تصاعد أسعار الدواء وشددت الجمعية على إنفاذ وتفعيل لائحة تسعيرالدواء ، حتى يكون في متناول المواطن ، وحذرت الجمعية من احتكار سلعة الأدوية، جاءت مواقف جمعية المستهلك في اعقاب الزيادات التي شهدتها اسعار العديد من الأدوية كأدوية الضغط والسكر والمسكنات والمضادات الحيوية التي يكون الطلب عليها ملحاً لأصحاب الأمراض المزمنة بعد رفع الدولة يدها عن دعم الأدوية وتحرير سعر الصرف ليتحول الدواء إلى سلعة خاضعة لجشع السوق وطمع الموردين، وغدت إثر ذلك رفوف الصيدليات مثقلة بأدوية لا تصل إلا إلى الميسورين من طبقات المجتمع لتتراوح نسب الزيادة ما بين 50% الى 60%، ويرتفع سعر الادوية بالامدادات الى 247%. واوضح الدكتور نصري مرقص رئيس شعبة اصحاب الصيادلة للصحافة : ان اصل ازمة الدواء يكمن في رفع الدعم عن الدواء في بلد يصنف (70% ) من سكانه بانهم يعيشون تحت خط الفقر مشيرا الى ان الزيادات اصابت الأدوية المهمة التي يحتاج إليها أصحاب الأمراض المزمنة ويتكرر العلاج منها حيث تراوحت الزيادة مابين 100% الى 130% ما يشكِّل عبئاً كبيراً على محدودي الدخل الذين لا يجدون علاجا في المستشفيات الحكومية فالدواء سلعة لا يمكن تأجيل شرائها أو الاستغناء عنها واضاف رئيس شعبة اصحاب الصيدليات نصري مرقص ان تقاعس الدوله عن توفير الدواء بالسعر الرسمى 2,7 جنيه يتسبب في كوارث لا تحمد عقباها بدءً بنقص كمية الادوية في السوق ما يفتح الباب امام تهريب ودخول الادوية المغشوشة عبر اطراف البلاد . واشار مرقص الى ان تصريحات المسؤولين غير الواقعية التى تدعى ان الزيادة في الاسعار لا تتجاوز 30% ماضيا الى ان الواقع في ارفف الصيدليات يقول غير ذلك . رئيس اتحاد الصيادلة الدكتور صلاح سوار الذهب دعا الدولة وعبر الصحافة نحو الاهتمام بتوفير الادوية المنقذة للحياة فقط والتركيز في توفيرها وتوفير العمله الصعبة لدعم الصناعة المحلية وتنشيط صناديق الضمان والتكافل الصحى بجانب تخصيص سعر الدولار باسعار منخفضة لاستيراد الادوية . وفي جولة للصحافة على عدد من الصيدليات بولاية الخرطوم كان الملاحظ ارتفاع أسعار جميع الأدوية بالصيدليات حيث بلغ سعر دواء «الأموكلان للأطفال» «40 جنيهاً» مقارنة ب(30 ) جنيهاً ، وسعر أدوية الربو الى (90) جنيها مقارنة ب«70 جنيهاً» و ارتفع المضاد الحيوي «سامسكون» الى 39 جنيها علما بانه كان ب 30 جنيها، كما ارتفع السبراكس الى 58 جنيهاً من 38 جنيها وادوية السرطان من 730 جنيهاً الى 995جنيهاً ،فيما زاد سعر محلول الفلاجيل من 4.5 جنيه الى 9 جنيه في السابق. عدد من الصيادلة الذين التقتهم «الصحافة» ابدوا مخاوفهم ورسموا صورة غاتمة للوضع الراهن مؤكدين ان صيدلياتهم مهددة بالتوقف في وقت بات المواطن عاجزا عن توفير الادوية مشيرين الى ان هنالك ادوية لايمكن للمواطن ان يشتريها بعد الزيادات التي طالتها والتي وصلت الى الضعف خاصة تلك الادوية التي لايشملها التأمين، وظلت تشكل هاجسا للمرضى من ذوي الدخل المحدود ، لتشهد أسعارها ارتفاعا غير مسبوق ، فضلا عن ان الادوية المنقذه للحياة والمستخدمة بشكل ثابت في المستشفيات ارتفعت بشكل مخيف . الصيدلاني حسام طلال بصيدلية سابينا اشار الى عدم توفر نوع معين من ادوية الضغط وادوية الغدة والبواسير وارجع ذلك لارتفاع اسعار الدولار واذا توفرت الادوية فاسعارها مرتفعة ولا يتقبلها المواطن نظرا لمحدودية الدخل خاصة المريض الذي من يعتمد على بطاقة التأمين الصحي ،مؤكدا أن ظاهرة نقص هذه الكميات الكبيرة من الأدوية زادت بصورة كبيرة خلال الشهور الاخيرة وللأسف لا يعرف الصيادلة لها سببا فمندوبو الشركات لا يوضحون اسبابا معينة وكما ان المرضى يرفضون تماما الاعتماد على البدائل علما ان هناك أدوية ليس لها بدائل ، ويمضي حسام للقول ( اذا لم تعمل الحكومة ووزارة الصحة على إيجاد حل سريع لهذه المشكلة سوف تواجه البلاد كارثة ، فالمريض لا يتحمل تركه بدون علاج وللأسف الكثير من هذه الأدوية أساسية في حياة المريض مثل مريض الضغط والسكر وأدوية السيولة لعلاج الجلطات وأدوية المغص للأطفال ارتفعت اسعارها بنسبة كبيرة . هناك نقص في بعض الأدوية المتعلقة بأمراض السكر والضغط والقلب هكذا بدا الصيدلي مصطفى عبد المنعم حديثه ، مشيرًا إلى أن هناك بدائل لمعظم الأدوية، ويرى مصطفى ان الاختفاء قد يكون ناتج عن عدم توفر المادة الخام بسبب استيرادها أو عدم توفر مكملات الصناعة مثل «السلوفان» شرائط أقراص الدواء او لرغبة الشركات المنتجة في زيادة أسعارها، وفي سبيل ذلك تقوم الشركة المنتجة بوقف ضخ هذه الصنف المراد،على أن يتم طرح المنتج بالأسواق باسم جديد وسعر جديد والمريض مرغم على الشراء. وشنَّت صيدلانية فضلت حجب هويتها، هجوما عنيفا على الشركات العاملة في مجال الادوية بالسودان، وحملتها مسؤولية ارتفاع قيمة اسعار الدواء. وقالت ان الشركة التي تعمل بها تراوحت نسبة زيادة ادويتها بين 10% إلى 25%، فمثلا ارتفع المضاد الحيوي «سامسكون» الى 39 جنيها علما بأنه كان ب 30 جنيها، كما ارتفع السبراكس الى 58 جنيهاً من 38 جنيها. ولفتت الى ارتفاع اسعار ادوية اخرى مثل بخاخ الازمة الى 20 جنيها من 17 جنيها، كما ارتفع دواء مرضى السكر الى 17 جنيها للشريط من 8 جنيهات، والضغط من 5 جنيهات الى 7 جنيهات، وادوية السرطان من 730 جنيهاً الى 950 جنيهاً، مشيرة الى ان الزيادات اصابت الأدوية المهمة التي يحتاج إليها أصحاب الأمراض المزمنة ويتكرر العلاج منها، وإنَّ هذه الزيادة الكبيرة في أسعار الأدوية تُشكِّل عبئاً كبيراً على محدودي الدخل منتقده سياسة المجلس الاتحادي للصيدلة والسموم الذي يعمل على اجازة اسعار الدواء، قبل أن تطالبه بوضع آليات حازمة لتوحيد التسعيرة، كما طالبت بالتوجه نحو التصنيع الدوائي لحل معضلة ارتفاع الاسعار، والغاء الجمارك والرسوم الضريبية المفروضة على المدخلات الدوائية. وقالت إن تعليق زيادة الأسعار على شماعة ارتفاع قيمة الدولار أمام الجنيه، يفضح عدم مبالاة السلطات المختصة.