قبل أعوام، قام العلماء بتجارب علمية مخبرية للاطاحة بالواقي الذكري، ولاحالة حبوب منع الحمل والوسائل النسائية في هذا المجال، إلى التقاعد، حاليا، تجارب كثيرة تجرى للتوصل الى موانع حمل ذكورية يستعملها الرجال بدلا من النساء لمنع الانجاب، فماذا عنها؟ وهل اثبتت فعاليتها؟ وهل هي آمنة على صحة هؤلاء وقدراتهم في الانجاب، فيما لو رغبوا في الحصول على ولد يوما؟ أحدث الدراسات في هذا المجال، والتي لم يمض عليها اكثر من اسابيع، عرضت ضمن اللقاء السنوي الرابع والتسعين لجمعية الغدد الصماء في مدينة هيوستن الاميركية، كشفت عن وسيلة منع حمل هورمونية للرجال، هي عبارة عن «جل» يدهن يوميا على الجلد لخفض انتاج النطاف لدى هؤلاء الى درجة تمنع حصول التلقيح. لم تكن هذه التجربة، الاولى في البحث عن مانع حمل ذكوري، فقد قامت جامعة «ايدنبورغ» البريطانية ببحوث نشرت في مجلة «بولوس جينيتكس» الاميركية، تظهر تجارب علمية اجريت على الفئران، ان الجين المسمى «كانتال 1» يؤدي دورا رئيسيا في تكوين النطاف لدى الرجال، انطلاقا من ذلك، كان العمل على تطوير حبوب تعطل هذا الجين للحد من الخصوبة بطريقة غير هورمونية. والتجربتان السابقتان حسب «النهار» اللبنانية ليستا من الخطوات الاولى في هذا المجال، فقد سبق ان ابتكر العلماء برنامجا دوائيا يستمر لمدة ثلاثة اشهر، يتناول فيه الرجل قرصا دوائيا وهورمونا معينا يقلل عدد الحيوانات المنوية حتى الصفر، لكن، بمجرد التوقف عن تناوله تعود الحيوانات المنوية الى طبيعتها. ومن مدينة سيدني الاسترالية هذه المرة، قام معهد «أنزاك ANZAC»، ببحوث أسفرت عن حقنة تستعمل كل شهرين، لها مفعول حبوب منع الحمل النسائية عينها، وتعمل على خدع مخ الرجل ودفعه الى الاعتقاد بانتاج حيوانات منوية، من دون التأثير فيه جنسيا. وعن مدى فاعلية تلك الوسائل الذكورية، وعما اذا كان لها اضرار جانبية، يشير الاختصاصي في المسالك البولية والاعضاء التناسلية د.ميشال الحاج، الى انه «لا يمكن الحكم على تلك الوسائل قبل الانتهاء من درسها جيدا، فكل ما يتم الحديث عنه، لا ضير من استعماله اذا توافرت فيه شروط السلامة والامان وثبتت فعاليته غير المؤكدة حتى اليوم، لكن يجب الانتباه الى أمر في غاية الاهمية، ان التلاعب بهورمونات معينة كالاندروجين مثلا، هو امر خطير، فأي نقص في مستوى هذا الهورمون في الجسم، يؤدي الى ظهور علامات انثوية عند الرجل كتضخم الثدي ورقة الصوت وغير ذلك، كما ان تغيير هورمونات الذكورة، يؤدي الى نتائج غير مستحبة وخطرة احيانا، ليس اقلها العقم، لذلك، فان البحوث يجب ان تقتصر على منع تأثير الهورمون في انتاج الحيوانات المنوية فقط، من دون المساس بوظائفه الاخرى.