إذا كانت قناة النيل الأزرق تستحق أن تصنف كالقناة الأولى الأكثر مشاهدة في السودان، فهي كذلك تستحق أن تحتل المرتبة الأولى ضمن القنوات الفضائية التي (لا تستفيد) من كوادرها العاملة، وأقول هذا الحديث وأنا أشاهد عبر سهرة ليالي التي تبثها القناة كل يوم، احتكار بعض المذيعين والمذيعات لفقرات التقديم، في مشهد إن عكس.. فإنما يعكس خوف القناة من ضم وجوه جديدة لتقديم السهرة، وعدم المجازفة بالزج بتجربة حديثة، والإبقاء على (الحرس القديم) للوصول لبر الأمان.. وهو تفكير تنقصه الكثير من المقادير الإبداعية..! المشكلة الرئيسية في قناة النيل الأزرق أنها (تحبس) المذيع أو مقدم البرنامج في قالب معين، وتجعله بالتالي غير قادر على الخروج من ذلك النمط إلا بعد فترة طويلة، تماماً كما يحدث مع الشاب (أمجد) الآن، والذي أصبح ظهوره خارج بيوت الأعراس ضرباً من ضروب (الفشل)، وأصبح كل الناس يعرفونه بذلك البرنامج (العرائسي)، وهو بالفعل يحتاج لوقت طويل حتى يمسح عن أنوف الناس روائح (الدلكة والمحلبية)، ويجعلها تعاود الاشتمام عبر مسارات جديدة. أسماء عديدة استغرب والله لغيابها عن تقديم سهرة مثل ليالي، وهي أسماء ليست بحديثة تجربة في القناة، بل تعد من أركانها الرئيسية وهو ما يثير الدهشة، فغياب الشاب المهذب جداً (أحمد عربي) عن تقديم مثل تلك السهرات، أمر ربما لا يستوعبه الكثيرون، خصوصاً بعد إثبات ذلك الشاب لمهارة كبيرة في الحوار ولغة عالية جداً وحضور طاغٍ، بجانب المثقف لحد الجنون (محمد محمود) والذي افتقدناه بشدة مؤخراً، وأخيراً النجمة الصاعدة بقوة (شهد المهندس) والتي أخاف عليها كثيراً من السجن داخل قوقعة البرامج الإعلانية، فهي تمتلك الكثير من الموهبة وتحتاج للتوظيف السليم. نعم... قناة النيل الأزرق تفتقد للتوظيف السليم لنجومها، وتخشى دوماً من المجازفة والتجديد، بحيث تفقد في كل صباح لؤلؤة بداخلها، حجبت لمعانها بعض ذرات غبار الإهمال، لذلك فهي رسالة للسيد حسن فضل المولي بضرورة الانتباه لهذه الجزئية، وأن يشرف بنفسه على إعادة هؤلاء الشباب للصف الأول، فهم يستحقون، وتشفع لهم موهبتهم الكبيرة. جدعة: من ينصف (مظاليم) النيل الأزرق..؟ السوداني