الخرطوم (رويترز) - قال ناشطون يوم الاربعاء ان امرأة سودانية مُتهمة بالزنا حُكم عليها بالرجم حتى الموت مع رضيعها الذي يبلغ ستة أشهر ويرافقها في السجن في ثاني حكم من نوعه في الاشهر القليلة الماضية في هذا البلد. وقال الرئيس عمر حسن البشير الشهر الماضي ان السودان سيتبنى دستورا إسلاميا "بنسبة 100 في المئة" مما أثار قلقا من ان البلاد ستطبق أحكام الشريعة بصرامة بعد انفصال جنوب السودان غير المسلم منذ عام. وقالت ناشطة حقوق الانسان فهيمة هاشم التي تتابع قضية ليلى ابراهيم عيسى جمول وقضايا اخرى مماثلة ان محكمة في العاصمة الخرطوم أصدرت في العاشر من يوليو تموز حكمها على جمول التي تبلغ 23 عاما بالاعدام رجما بتهمة الزنا. وقالت المبادرة الاستراتيجية للمرأة في القرن الافريقي وهي منظمة تهتم بحقوق المرأة انها كلفت محامين قدموا التماسا ضد الادانة والحكم. وكان زوج جمول قد اتهمها بالزنا. وقالت المبادرة الاستراتيجية للمرأة في القرن الافريقي في بيان "من المفهوم ان الالتماس سيستغرق فترة لا تقل عن شهر ونصف الشهر قبل الحصول على رد من محكمة الاستئناف. وخلال كل هذا الوقت ستبقى السيدة جمول في سجن النساء في ام درمان (قرب الخرطوم) مع رضيعها البالغ من العمر ستة أشهر." وقالت المنظمة ان الطفل في حالة صحية سيئة دون ان تذكر تفاصيل أخرى. ولم يتسن الاتصال بمسؤولين في وزارتي العدل والاعلام السودانيتين للتعقيب. وقالت منظمة العفو الدولية ان الادانة لا تفي بالمعايير القانونية الدولية وتنتهك ايضا القانون الجنائي السوداني. وقالت منظمة العفو في بيان "صدر حكم الرجم ... بعد محاكمة ظالمة أُدينت فيها فقط على أساس اعترافها ولم يسمح لها بتوكيل محام." وفي ابريل نيسان أصدرت محكمة سودانية حكما بالرجم نظير الزنا على انتصار شريف عبدالله التي قال ناشطون انها كانت في العشرينات. وقالت منظمة العفو الدولية وناشطون انه افرج عنها في الثالث من يوليو تموز بعد ان نجح محاموها في تقديم طعن لانها حرمت من توكيل محام في محاكمتها. والجلد عقاب شائع في السودان على جرائم مثل تناول المشروبات الكحولية والزنا. لكن أحكام الرجم نادرة. وبعد انقلاب 1989 قدم السودان قوانين أخذت الشريعة كمصدر رئيسي واستضاف البلد متشددين اسلاميين من بينهم اسامة بن لادن. وبينما سعت الحكومة منذ ذلك الحين الى تحسين صورتها على المستوى الدولي بأن نأت بنفسها عن الاسلاميين المتطرفين لكنها مازالت واحدة من الدول القليلة التي تستخدم الرجم حتى الموت في قوانينها. وفي عام 2010 أثارت قضية لبنى حسين وهي مسؤولة سودانية بالامم المتحدة غضبا دوليا عندما حكم عليها بالجلد لارتداء سروال. وطعنت في الحكم أمام المحكمة التي فرضت عليها غرامة بدلا من الجلد