تجددت الاشتباكات الطائفية بين المسلمين والاقباط في مصر ليل الاربعاء الخميس في قرية قريبة من القاهرة بعد وفاة مسلم متأثرا بجروح اصيب بها خلال مشاجرة مع مكوجي قبطي، بحسب مصادر امنية. وقالت المصادر ان شباب قرية دهشور (30 كلم جنوبالقاهرة) 'اشعلوا النيران فى ثلاثة منازل يقطنها اقباط' احتجاجا على مقتل الشاب المسلم معاذ محمد أحمد متأثرا بحروق اصيب بها خلال اشتباكات وقعت يوم الجمعة الماضي بين مسلمين واقباط بسبب احتراق قميص لمسلم بواسطة مكوجي قبطي. واضافت ان 'قوات الامن تدخلت لتفريق الشباب المسلم فاندلعت اشتباكات اضطرت خلالها الشرطة لاطلاق القنابل المسيلة للدموع للتصدي للمتجمهرين أمام منازل الأقباط'. واوضحت ان المواجهات ادت الى اصابة شرطي وعدد من الشباب المتظاهرين باختناقات بسبب القنابل المسيلة للدموع. وتمكن رجال الامن من اخماد الحريق والسيطرة على الاشتباكات. وكانت اشتباكات وقعت الجمعة الماضي بين المسلمين والاقباط في القرية اثر مشاجرة نشبت بين شاب مسلم واخر مسيحي بعد احتراق قميص الاول اثناء قيام الثاني بكيه. وتوفي الشاب المسلم الثلاثاء ما ادى الى اندلاع مواجهات طائفية جديدة في القرية ليل الثلاثاء الاربعاء تم خلالها اقتحام وتدمير محتويات منازل يقطنها اقرباء المكوجي القبطي. وبحسب التقديرات يشكل الاقباط 6 الى 10 بالمئة من سكان مصر البالغ عددهم اكثر من 80 مليون نسمة. ويشكو الاقباط من تعرضهم للتمييز ومن انهم محرومون خصوصا من التعيين في المناصب العليا في الدولة ومن قيود مفروضة على بناء الكنائس. وخلال السنوات الاخيرة تسبب بناء كنائس جديدة او توسيع كنائس قائمة بالفعل الى عدة اشتباكات بين المسلمين والاقباط. وتعهد الرئيس المصري الذي ينتمي الى الاخوان المسلمين محمد مرسي الذي تم انتخابه في حزيران/يونيو الماضي باحترام حقوق الاقباط. والى ذلك هاجم مجهولون، عصر امس الخميس، مجموعة أبراج تطل على نيل القاهرة تعود لرجل الأعمال نجيب ساويرس. وقال شهود عيان ليونايتد برس انترناشونال إن مجهولين قاموا، عصر امس، برشق أبراج 'نايل سيتي' التي يملكها رجل الأعمال نجيب ساويرس والتي تقع بجوار مبنى التلفزيون المصري على كورنيش نيل القاهرة بعشرات من زجاجات المولوتوف الحارقة. وأوضح الشهود أن النيران طالت عدداً من السيارات الموجودة أسفل البرجين المذكورين، فيما هرعت سيارات الإطفاء إلى منطة الحريق لاحتوائه ولم يُعرف بعد حجم الأضرار المادية وما إذا كان هناك جرحى ومصابون. وأشاروا إلى أن التواجد السريع لسيارات الإطفاء وقوات الأمن حال دون حدوث كارثة مروعة، لافتين إلى أن البرجين الذين استهدفا يقعان بجوار مصالح حيوية أهمها مبنى التليفزيون المصري وأحد الفنادق الكبرى وأحد أكبر فروع 'البنك الأهلي المصري'، ومبنى دار الكتب والمخطوطات. ويثير الهجوم مجموعة من التساؤلات حول هوية المنفذين وحول القصور الأمني الذي يعانيه الشارع المصري، وما إذا كان الهجوم تم على خلفية سياسية أم خلفية طائفية بالنظر إلى أن ساويرس مالك البرجين هو أحد أبرز رجال الأعمال المسيحيين في مصر. ووسط هذه الاجواء من الانفلات الامني والتوتر الطائفي ادت الحكومة المصرية الجديدة اليمين الدستورية امس. وكما كان متوقعا احتفظ المشير حسين طنطاوي بوزارة الدفاع، كما بقي ستة وزراء من الحكومة الجديدة في مواقعهم. واعتبر ناشطون ان الحكومة الجديدة تقاسمها الاخوان والفلول، وانها تمثل استمرارا للحكومة السابقة وليس المعسكر الثوري او الاصلاحي. وسخِر ظرفاء مصريون من حكومة ورئيس مصر بسبب ما تعانيه مختلف المدن والقرى من الانقطاع المتكرر للكهرباء، منتقدين أداء رئيس الجمهورية محمد مرسي بالتعامل مع المشكلات التي تعانيها البلاد. وعبَّر الظرفاء، عبر موقعي التواصل الاجتماعي (فيسبوك) و(تويتر) عن سخطهم مما آلت إليه الأوضاع في مصر بطريقة لم تخل من سخرية، فاعتبر أحدهم أن انقطاع التيار الكهربائي ربما يكون مقصوداً من أجل ترويج كميات ضخمة من الشمع قام باستيرادها حُكام البلاد الجُدُّد (في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها الرئيس مرسي). وانتقد آخرون قيام الحكومة المصرية بإمداد إسرائيل بالغاز الطبيعي وقطاع غزة بالكهرباء في وقت يعاني فيه المصريون من أزمة حادة في الطاقة، قائلين 'إسرائيل منورة بغاز مصر وغزة منورة بكهربائها ومصر منورة بأهلها'. ونشر آخرون صورة افتراضية تحوي بقعة صغيرة بيضاء وسط ظلام دامس ويشير سهم إلى النقطة مكتوب عليه 'قصر الرئاسة'، في إشارة إلى أن مقر الرئاسة المصرية ربما يكون المكان الوحيد في البلاد الذي لا تنقطع فيه الكهرباء.. وتشهد غالبية المدن والقرى المصرية منذ نحو شهر انقطاعاً متكرراً للتيار الكهربائي ما أدى بدوره إلى انقطاع المياه، إضافة الى فشل جراحات كانت تجرى لمرضى بالمستشفيات بسبب الانقطاع المفاجئ للكهرباء. وأدى انقطاع الكهرباء إلى تذمر آلاف المواطنين في معظم أنحاء البلاد حيث تراوحت ردود أفعالهم ما بين حرق سيارات تعود للشرطة وقطع للطرق ووقفات احتجاجية.