تسعى قطر الغنيّة بالنّفط والغاز، الى زرع الصّحراء في إطار "البرنامج الوطني للأمن الغذائي"، للتّقليل من اعتمادها على استيراد المواد الاستهلاكية، بمساعدة التقنية الألمانية. ونقلت صحيفة "هاندلسبلات" الاقتصادية الألمانية عن مُدير البرنامج، فهد بن محمد العطية،، قوله "تستورد قطر أكثر من 90 بالمائة من حاجتها للمواد الغذائية من الخارج، ولا تبلغ نسبة الزراعة في الدّخل الوطني الإجمالي أكثر من 2،0 بالمائة. لذا تُريد قطر تأمين 60 في المائة على الأقل من حاجتها للمواد الغذائية من إنتاجها الذاتي، بحلول عام 2024". وقال العطية "كل الماء يأتي من البحر، وجميع المواد الغذائية تأتي من الخارج. لا يمكننا أن نتحكم بمصيرنا تحت هذه الظروف. فعبر أمن الماء والغذاء يمكن لنا أن نضمن وجودنا ونمونا"، مضيفا أن "تأمين المواد الغذائية هو أمر يتعلق بالأمن الوطني، وكذلك تأمين مياه الشرب". وأشار تقرير أوردته الصحيفة إلى أن قطر تملك خزانين طبيعيين للمياه الجوفية وأن كلاهما يتجه إلى الجفاف ولذلك تمنع الحكومة القطرية الفلاحين من حفر الآبار، خاصة وأن ذلك يساهم في زيادة ملوحة المياه الجوفية. وحتى الآن تحصل قطر على حاجتها من المياه من تحلية ماء البحر. وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد أعطى عام 2008 فهد العطية منصب رئيس "برنامج قطر للأمن الغذائي" وكان السبب المباشر في ذلك هو ارتفاع أسعار القمح آنذاك خلال بضعة أسابيع بنسبة 130 في المائة والأرز بنسبة 50 في المائة وفول الصويا بنسبة 87 في المائة. ويقوم العطية الآن بالبحث عن طرق تساعد قطر حتى عام 2024 في تأمين 60 في المائة على الأقل من احتياجاتها للمواد الغذائية من إنتاجها الذاتي. ومن المتوقع أن تبلغ تكاليف هذا البرنامج 5،2 مليار دولار، بحسب الصحيفة. وأضاف العطية "تريد قطر الاستعاضة عن الغاز والبترول بالطاقة المتجددة الحرارية والضوئية في تشغيل محطات تحلية الماء من أجل إنتاج حوالي 5،3 مليون متر مكعب من الماء بشكل يومي. نريد أن نستخدم الطاقة المتجددة في ذلك لأن ذلك يضمن الاستدامة". وقال "ابتداء من سبتمبر (ايلول)سنتفاوض مع 10 إلى 15 دولة تُعاني من نفس مشاكلنا. يجب على الدول الثرية أن تكون قدوة للدول الفقيرة في استخدام التقنيات الصديقة للبيئة. وألمانيا مهمة جداُ بالنسبة لنا لأنها الدولة الرائدة منذ سنوات في مجال الطاقة المتجددة". وقال العطية أنه لا يريد أن تقوم قطر بشراء أراض زراعية في أفريقيا لإنتاج حاجتها من المواد الغذائية، كما هو الشّأن بالنسبة للدول الخليجية الأخرى، بحسب الصحيفة الألمانية، علما بأن قطر كانت قد أطلقت منذ أواخر 2010 مبادرة لتعزيز الامن الغذائي في البلدان الإفريقية القاحلة، بطرحها مشروع "'التحالف العالمي للأراضي الجافة'. وأكد العطية بنفسه في وقت سابق أن المغرب سيكون من بين المؤسسين الأوائل لهذا التحالف. كما بدأت الإمارة البترولية والغازية بالتخطيط لاستثمار ملياري دولار في السودان، من بينها شراء سندات حكومية أصدرتها الخرطوم، إلى جانب الاستثمار في قطاعات الزراعة والتنقيب عن النفط.
