بعد العاصفة التي ظللت سماء الوطني بالقضارف قبل ايام طفت علي السطح خلافات أخري داخل الحزب حول انتخابات منصب والي القضارف، اذ دفع عدد من قيادات مرشحي حزب المؤتمر الوطني لمنصب الوالي بالقضارف بمذكرة لرئيس وأعضاء لجنة الانتخابات احتجاجاً علي تجاوزات تمت من قبل نائب رئيس الحزب باستغلال نفوذه وقوة الجهاز التنفيذي والسياسي بما جعل عملية السباق الرئاسي غير متكافئة وعادلة. وتشير المذكرة التي تحصلت «الصحافة» على نسخة منها الي أن ما تم من نائب الرئيس يؤكد عدم احترام المؤسسات وما ذهب اليه الوالي السابق بالدفع بمجموعة تنصب نفسها حاكماً علي مؤسسات الحزب وتقوم بالوصاية عليه بعد أن كونت لجنة من قبل الوالي الحالي الضو الماحي لتعيين الوزراء والمعتمدين دون أي مرجعية لائحية مما يعد تجنياً علي الحزب ومؤسساته، ووصفت المذكرة التي تحمل توقيعات أبرز مرشحي منصب الوالي بأن الذي تم أدي الي شرخ واسع وعريض في قواعد الحزب وهو يمثل علامة فارقة في تاريخ الولاية لعدم تساوي الفرص في السباق الانتخابي وانعدام العدالة والخروج عن مؤسسات الحزب، وهذا يعتبر بمثابة عودة للمربع الأول لاختزال مؤسسات الحزب في فرد او مجموعة. وطالبت المذكرة بحسب رؤية مرشحي منصب الوالي محاسبة هذه المجموعة لأنها تشكل سابقة خطيرة في تاريخ هذا الحزب بجانب الغاء نتيجة مرشحي الحزب لمنصب الوالي وهي غير متكافئة وعادلة والغاء لجنة السبعة التي كونها الوالي وابعاد نائب رئيس الحزب ورئيس هيئة الشورى الذين تسببوا في هذه الأزمة، حيث تري قيادات داخل الحزب استعجال المركز لاختيار مرشح الحزب لمنصب الوالي في ظل الظروف السياسية الغامضة التي أملتها هذه الوضعية ، ويعتبر قيادات الحزب ان ما تم من مخالفة للوائح تنظيمية يعد الي تهدئة الأوضاع رغم أن الوطني بالقضارف لم يبارح مربع الصراعات الحزبية والتنظيمية رغم حرص الوالي الحالي على عدم طرح الملفات الساخنة وحسمها بنفسه الا عبر الاستعانة بالمركز وجهات أخري وهذا ما ذهب اليه أحد قيادات الحزب بالمركز، الذي أشار الي أن هنالك مجموعة كبيرة تسعي للتسابق حول منصب الوالي عقب اقالة الوالي السابق كرم الله عباس الشيخ بعد أن قادت خلافاته الولاية لتكتلات، مشيراً الي أن الحزب استعجل هذه الخطوة في ظل غياب رؤية خاصة به واستجابته لقيادات المركز قبل لملمة أطرافه مما أدت عملية اختيار المرشحين الخمسة لاشتعال الصراع مجدداً وتفلتات يمكن ان تقوي جناح كرم الله في الانتخابات ليعود القيادي البارز مجدداً، ويشير الى ان القيادة السياسية بالمركز كانت أمام تحدي لارغام قواعد الحزب للمحافظة على تماسكه وعبور هذه المرحلة، مؤكداً بان المذكرات التي ظهرت مهدت الطريق وكذلك الآلية والطريقة التي تم بها اختيار المرشحين السبعة وعدم قبولهم مما يؤكد الغموض وحالة عدم الشفافية التي تكتنف المؤتمر الوطني بالقضارف ، محذرا من عدم الاتفاق حول قيادة الحزب و من الاتجاه الي خوض بعض القيادات الانتخابات مستقلين أو التحالف مع كرم الله. وقال القيادي بالمؤتمر الوطني بالمركز الذي فضل حجب اسمه ان ما تم يمكن ان ينسف استقرار الحزب من خلال السباق الانتخابي القادم حيث تضم المذكرة عددا من القيادات النافذة. فيما وصف امين قطاع الفكر والثقافة بالحزب بالقضارف جعفر الشريف النور أحد الموقعين علي المذكرة بان اللجنة التي كونها رئيس الحزب لاختيار المرشحين لمنصب الوالي والوزراء والمعتمدين لا يوجد لها مثيل في السودان مما يعد تجاوزاً للوائح الحزب ورؤيته لتصبح غير شرعية في رؤيتها وقراراتها وتوصياتها، وطالب الشريف بحل اللجنة والغاء قراراتها السابقة، مؤكداً بان المطالب التي أدرجت في المذكرة شرعية وضرورية ولابد من معالجتها فوراً لضمان استقرار الحزب في ظل ضعف الأداء السياسي والتنفيذي للحزب والحكومة ، مؤكداً بان هذه الوضعية لا تتيح له فرصة كبيرة لنيل السباق القادم في منصب الوالي، ومضي الشريف في حديثه بان اتجاه التصعيد في هذه المطالب سوف يستمر لأعلي مستويات الحزب قاطعاً بانهم لن يكونوا ذيلاً لقوم أو تبعا لأحد !! الصحافة