احتدم الجدل بين حملتي المتنافسين في السباق الرئاسي الأميركي الجمهوري ميت رومني والرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته باراك أوباما وهذه المرة حول الضرائب. ولم يقنع إعلان رومني قبل أيام انه دفع 13% من دخله على الأقل ضرائب سنوية خلال العقد الماضي، ودعت حملة أوباما رومني الى تقديم كشف ضريبي عن السنوات الخمس الماضية، في مطلب سارع المعسكر الجمهوري الى رفضه على غرار ما فعل في كل الطلبات السابقة في هذا الملف الذي يعتبره الديموقراطيون نقطة ضعف المرشح الجمهوري. وأرسل جيم ميسينا مدير الحملة الانتخابية للرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته رسالة الى نظيره مات روديس يطالبه فيها بأن ينشر الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس كشفا ضريبيا عن السنوات الخمس الماضية، وهو مطلب ما انفك الديموقراطيون يطالبون به منذ دخل المرشح الجمهوري السباق الرئاسي. والمرشح الجمهوري، وهو رجل أعمال سابق تقدر ثروته بحسب الصحافة الأميركية بما يصل الى 250 مليون دولار، لم ينشر حتى اليوم إلا كشفا ضريبيا عن سنة 2010 وقد وعد بأن ينشر قريبا الكشف الضريبي العائد لسنة 2011. وانتقدت حملة أوباما منافسه رومني على قيامه باستثمارات في ملاذات ضريبية، وهو ما تأكد في الكشف الضريبي لعام 2010، وهي تطالب المرشح الجمهوري بانتهاج الشفافية التي ميزت كل المرشحين الى البيت الابيض خلال العقود الأربعة الماضية، مشددة على أن أوباما نشر في 2008 كشوفات ضريبية تغطي فترة تزيد على عشرة أعوام سبقت الانتخابات. وفي رسالته الجمعة تعهد مدير الحملة الديموقراطية بأنه في حال نشر رومني كشوفاته الضريبية العائدة للسنوات الخمس الفائتة فإن الديموقراطيين سيمتنعون حتى انتهاء الاستحقاق الانتخابي عن المطالبة باي كشوفات إضافية عائدة لما قبل 2007. ولكن مدير الحملة الجمهورية رد على نظيره الديموقراطية بنفس الاسلوب، إذ قال في رسالة نشرها مكتبه انه «من البديهي ان الرئيس أوباما يريد الحديث عن ضرائب الحاكم رومني أكثر من الحديث عن الملفات التي تهم الناخبين مثل كيفية إعادة الأميركيين الى العمل وإعادة الاقتصاد الى السكة وخفض الإنفاق العام». ورغم إعلان رومني أنه على مدى السنوات العشر الماضية لم ادفع اقل من 13%. اعتقد انه في آخر سنة دفعت 13.6% أو قرابة ذلك. وبالتالي فأنا دفعت الضرائب سنويا. فإن هذه الارقام قد لا تروق لعدد كبير من الأميركيين، لاسيما من الطبقة الوسطى الذين يدفعون نسب ضرائب أعلى من رومني لأنهم يدفعون ضريبة على الرواتب أعلى من الضريبة على مدخول الاستثمار. وحاليا الضريبة الاعلى على الراتب في أميركا تبلغ 35%. ورد فريق حملة أوباما على هذا الاعلان قائلا «بما انه يوجد سبب جوهري للتشكيك بمزاعمه، لدينا رسالة بسيطة نوجهها اليه: اثبت ذلك». وقالت المتحدثة باسم حملة أوباما الانتخابية ليز سميث في بيان «رغم انه استثمر ملايين الدولارات في ملاذات ضرائب أجنبية وشركات في الخارج وحسابات مصرفية في سويسرا، لايزال يطلب من الشعب الاميركي ان يثق به». وأضافت «لكن نظرا للسرية التي يعتمدها ميت رومني حول مرتجعاته، وكذلك كشفه وثيقة مرتجعاته الوحيدة التي رأيناها حتى الآن وعدم التماسك بينها وبين ما كشف عنه بخصوص ماليته، فقد عزز الحق لنا ان نسأله» حول ذلك. ويسعى رومني للرد على الاتهامات التي وجهها اليه زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ هاري ريد الذي أعلن في وقت سابق هذا الشهر ان رومني لم يدفع ضرائب على مدى عشر سنوات. ورد رومني بالقول «تهمة هاري ريد خاطئة تماما». ويحاول الديموقراطيون ان يلصقوا برومني صورة الرجل الثري النخبوي الذي لا يتعاطف مع الاشخاص العاديين. فقد اقترح خفض نسب الضرائب على بنسبة 20% وإلغاء الضريبة على مدخول الاستثمار. وقال أوباما ان مثل هذا الاقتراح سيؤدي الى رفع الضرائب على العائلات التي لديها أولاد بألفي دولار من اجل تمويل خطته للضرائب البالغة قيمتها خمسة تريليونات دولار والتي ستفيد بشكل أساسي الأثرياء. وقال السيناتور الجمهوري جيم دي مينت الذي قدم رومني خلال حفل جمع أموال في غرينفيل ان الديموقراطيين سيواصلون مهاجمة المرشح الجمهوري في قضية الضرائب من اجل تحويل الانتباه عن أمور اخرى.