الطيب مصطفى..ما قالوا عليك حنين « 3 -3 ».. لازلنا مع الأستاذ الطيب مصطفى، فانصت اليه وهو ينادي «ياعادل القضية ليست اتفاق نافع عقار إنما الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق وكيفية إيقافها وحل المشكلة.. أردت تبسيط الأمر لك حتى تنطلق معنا من محطة مشتركة بدلاً من أن تندعر في الفاضي».نعم لايحق لى ان «اندعر» فى الفاضى، المطلوب منى الانتباه للطيب جيدا..وهو يقول .بموضوعية شديدة ان القضية هى الحرب وكيفية حلها.؟ بدأت القراءة بتركيز شديد بعد هذه الجملة لعلى اجد الحل فوق المنبر، ولكن للأسف الشديد لم أجد الحل ولا القضية نفسها تصورو!!.كل ماعثرت عليه فى ما تبقى من المقال شتائم معهودة لعقار وعرمان والحلو ثم مقتطفات من بعض مقولات بلايل عليه الرحمة وكالعادة شتيمة للانبطاحيين والنيفاشيين!!.توقعت أن يعرض علينا السيد الطيب القضية ويقدم لنا كيفية الحل ولكنه لم يفعل ولا أعرف عن عجز أم أن الانتباهة كلها مخصصة للزفرات والنفرات والشتائم ؟.كيف يا أستاذ نصل لمحطة مشتركة وأنت بالاتجاه المعاكس تتدرع لامة الحرب «فى الفاضى» ونحن نركب قطار السلام ،هذان اتجاهان متعاكسان فأنى يلتقيان.؟. الان الطيب مصطفى يقر بوجود مشكلة فى المنطقتين ،ولكن ماهو أس المشكلة يا أستاذ ان هذه المناطق مهمشة سياسيا ومهشمة تنمويا ، حاولت نيفاشا «العظيمة» ان تجد لها حلا ولكنها كما تعلم وعلى يديك واخرين جرت خيانتها فلم تبلغ اهدافها»تابع كتابنا «خيانة نيفاشا» قريبا» فخلفت وراءها مشكلة تتعلق بالسلاح بالمنطقتين. بحسب نيفاشا من يحمل السلاح من السودانيين الشماليين النوبة او غيرهم يجرى نزع سلاحهم ودمجهم فى المجتمع او الحاقهم بالجيش السودانى.ذلك لم يحدث طيلة ست سنوات بفضل «الخيانة» وقبل ان تندلع أى حرب تم التوصل لاتفاق نافع عقار، ولكن مرة اخرى تمت خيانته بفضل غفلتكم وانتباهتكم!! المحصلة النهائية لتلك الخيانات هى اندلاع الحروب لا السلام كما تمنت هيلدا جونسون!!. دعك من ذلك فالحروب اشتعلت الان وامامنا ثلاثة لايقافها ، ان يجرى تفاوض جاد ومسئول او تستمر الحرب او ان يستطيع طرف من الاطراف حسم المعركة لصالحه. .فايهما ستختار؟ بما انك ترفض التفاوض ودروس التاريخ علمتنا ان مثل تلك الحروب لن تحسمها بالقوة ، فيصبح ما تقترحه علينا هو الاستمرار فى الحرب الى مالانهاية وهو للأسف خيار عجزت عنه الدولة ولكن لايعينك عجز الدولة ولاتدهور الاقتصاد ولا الغلاء ولاموت البشر وتشردهم فالشعار الاثير لديكم « فلتستمر الحرب». لنفترض جدلا انكم مع السلام وتفضلون التفاوض ولكن ليس مع عقار عرمان الحلو.المشكلة التى امامكم ان هؤلاء هم قادة التمرد هناك فمع من ستتفاوضون؟.الا ان تقترعوا قادة متمردين جدد بدلا عنهم ولم تفلح المحاولات حتى الان والحكومة وصاحبكم د. كمال عبيد يحزم حقائبه الان ليغادر لمفاوضتهم هم بالذات وعلى رأسهم عرمان وتحت سيف قرار أممى. السياسة لاتمارس بمبدأ الحب والكراهية والعاطفة انما بحقائق واقعها !!.أعلم انها حلول مرة عليك وعلى الحكومة ولكن اذكركم ان الامام الخمينى قد تجرع السم« قرار وقف الحرب مع صدام» لكى يحصل على السلام!!. يقول لى الطيب مصطفى متسائلا «متى يا عادل ترى أبعد من أرنبة أنفك؟!»...بالله شوف...رمتنى بدائها وانسلت...اعدك ياستاذ انى سأفعل متى ما تعافى الوطن وانفك بعيدا عن منبر الحروب!! فى الختام يقول استاذ الطيب «ان عادل الباز لم يُخلق للخوض في غمار السياسة ومنعرجاتها ودمائها ودموعها ، رغم أنه كثيراً ما يحشر أنفه فيها متطفلاً ».تالله انه لقول حق.. لاتستهوينى الدماء ولست حريصا على سياسة ضحاياها غمار الناس تحفها وتحيط بها انهر الدم وتاريخها تأسس على الدم والدموع. للاسف هذه هى السياسة فى معرفة استاذ الطيب وخبرته القليلة « هل سمع احدكم بالطيب مصطفى قبل تسعينيات القرن الماضى فى اى مجال سياسى ولا صحفى؟» .شتان بين السياسة التى درستها ومارستها منذ أيام بخت الرضا الى جامعة الخرطوم «أنا ابن مدينة خرجت المحجوب وسر الختم الخليفة- الدويم» وأنفقت أكثر من ثلاثين عاما فى دهاليزها ممارسا وكاتبا وصحفيا..السياسة التى أعرفها يا أستاذ لها ابعاد انسانية لا دموية ، سياسة موانسنة تحتفى بالحياة والانسان وعمار الارض لاتخريبها وافناء ناسها.تلك هى السياسة التى تعلمتها من أساتذة عظام فى جامعة الخرطوم وليس فى معهد السلكية واللاسلكية!!.ياترى من المتطفل الآن؟ الصحافة