كشف ل«الشرق الأوسط» أحد المتعاملين في سوق الشوكولاته في السعودية عن استحواذ المملكة على حصة الأسد في سوق الشوكولاته العالمية، مبينا أن حجم السوق يبلغ 40% من حصة دول المنطقة، معتبرا هذه النسبة أحد العوامل التي جعلتها من أقوى الأسواق العربية والإسلامية. وأوضح أن السعودية تحتل المركز الأول في استهلاك الشوكولاته من بين الدول العربية، والإسلامية، مبينا أن جدة والرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة، من أكثر المدن السعودية استهلاكا للشوكولاته. وأشار إلى أن أكثر المواسم إقبالا على الشوكولاته في السعودية تكون في موسمي عيد الفطر وعيد الحج، ويرى أنه رغم زيادة كمية الطلب في هذين العيدين، فإن كمية الطلب في عيد الفطر تفوق عيد الأضحى. وقدر نسبة الزيادة في بيع الشوكولاته في العشر الأواخر من رمضان إلى 100% أي عشرة أضعاف البيع في الأيام العادية، مقابل 40% فقط في عيد الحج. وأوضح أنه رغم أن الشوكولاته عرف استهلاكها في السابق للطبقة المخملية فقط في المجتمعات، فإن أسعارها في السنوات الأخيرة أصبحت في متناول الطبقة المتوسطة، نظرا لإنتاج أنواع ودرجات من الشوكولاته مناسبة للطبقتين. ويرى أن عادة تزيين أطباق الشوكولاته من أكثر الأمور التي تهتم بها الأسر السعودية في العيد، مبينا مدى حرص المجتمع السعودي على عادة إرسال الأطباق الثمينة لتعبئتها بالشوكولاته وتزيينها، إلا أنه من شدة الإقبال ترفض محلات الشوكولاته استقبال طلبات التعبئة والتزيين ابتداء من يوم 25 رمضان. وبين أن أسعار أطباق الشوكولاته الجاهزة للبيع في متناول الجميع، ومناسبة لكافة الطبقات الاجتماعية فهي تبدأ من 100 ريال وحتى 20 ألف ريال، لافتا إلى أن أسعار كيلو الشوكولاته في الفترة الحالية تتراوح ما بين ال160 وحتى 450 ريالا، حسب نوع الشوكولاته، وطريقة تغليفها، فهناك بعض الأنواع المزينة بشكل خاص تباع بالحبة، وتصل قيمة حبة الشوكولاته إلى 25 ريالا. وقال: «رغم وجود أنواع مختلفة من الشوكولاته، فإن الشوكولاته بالبسكويت، والشوكولاته بالكراميل من أكثر الأنواع طلبا في السعودية، على عكس الدول الأخرى التي تفضلها بالمكسرات». وأضاف: «تختلف عادات وتقاليد الدول العربية، وطقوسها في تقديم ضيافة أيام العيد، فدول الخليج تعتمد الشوكولاته عادة أساسية في الضيافة، ودول الشام تقدم الحلويات الشرقية مثل البقلاوة، وليالي الشام، بينما دولة مصر تهتم كثيرا بتقديم كعك العيد كضيافة أساسية في عيد الفطر». وأكد أن الشوكولاته على اختلاف أنواعها والتي منها الشوكولاته السويسرية، والألمانية، والبلجيكية، والفنلندية، والروسية والبريطانية، يتم استيراد الكاكاو الخام المصنوعة منه من أفريقيا، تحديدا من كينيا وساحل العاج، مشيرا إلى أن الاختلاف فقط يكون في الصفات الخاصة التي اشتهر بها كل نوع. في السعودية.. الشوكولاته تواكب الموضة ب«تقليعات» جديدة تقليعات جديدة من أشكال الشوكولاته تشهدها السوق السعودية سنويا عبر أفكار ونماذج تناسب روحانية شهر الصيام وبهجة عيد الفطر المبارك، والتي يحبذها المجتمع كهدايا لافتة وجذابة لمختلف الفئات العمرية، حيث دخلت ألواح الشوكولاته في تصميم بطاقات دعوة الأعراس، مرورا بتشكيلها على هيئة أقنعة شبيهة بتلك المستخدمة في الحفلات التنكرية وحتى الأقراص المدمجة لتلقى رواجا لا بأس به من قبل الشباب والفتيات. أشكال المصحف الشريف، كانت آخر موضة تلحق بالشوكولاته خلال شهر رمضان هذا العام، والتي ابتكرتها سيدة سعودية تعمل على هوايتها من منزلها، وذلك في محاولة منها للوصول حتى إلى شريحة كبار السن ضمن مربعات مرصوصة تعطي غلاف القرآن الكريم بنكهات لم تخرج عن نطاق الطعم الحجازي المتمثل في الهيل والقرفة وغيرهما من المطيبات التقليدية. ريم عسيلان، صاحبة هذه الفكرة، ذكرت أن لديها الكثير من الابتكارات في الشوكولاته من ضمنها ما هو مصبوب بماء الذهب وأخرى بنكهات المشمش والتين المجفف والزعفران والفلفل، إلى جانب أشكال أخرى محمّلة بصور رمضانية تقوم بطباعتها وتصنيعها داخل منزلها. وتقول ريم في حديثها ل«الشرق الأوسط»: «صممت لعيد الفطر المبارك قطع شوكولاته بنكهة القرفة تحمل فئات النقود الورقية السعودية، كي تلائم ال(عيديات) التي يتم توزيعها على الأطفال، إلى جانب قوالب أخرى على هيئة أسنان ملائمة أيضا لهم». وبينت أنها قبل نحو عامين قدمت تشكيلة أخرى لجمعية الأطفال المعوقين في جدة والمتضمنة أشكالا رمضانية كالهلال والفوانيس وغيرها، مؤكدة أنها تعمل في هذا المجال من منطلق هوايتها أكثر من كونها تجارة، بحسب قولها. وأضافت «عادة ما تزيد طلبات تنفيذ أشكال مختلفة من الشوكولاته خلال شهر رمضان، إضافة إلى أنني أتعامل مع أحد المحلات لبيع نماذج متنوعة بأسعار رمزية تتراوح ما بين 10 ريالات و15 ريالا فقط، وخصوصا أنني أعمل في هذا المجال كهواية من منزلي بمساعدة بناتي الأربع». وفيما يتعلق بوسائل حصولها على التصميمات، أفادت ريم عسيلان بأن نحو 90 في المائة من إنتاجها يكون بواسطة أفكارها الخاصة، في حين 10 في المائة فقط تقتبسه من مواقع الإنترنت مع تطويره وفق رؤيتها. واستطردت في القول «تعد الشوكولاته الماليزية والبلجيكية أفضل الأنواع من حيث تشكيلها، بينما تعتبر السويسرية الأجود في النكهة، غير أنها لا تناسب طبيعة المناخ السعودي باعتبارها تذوب بسرعة، عدا عن أن العمل في الشوكولاته دقيق جدا، ولا سيما أنها سريعة التعفن، وهو ما يحتم استخدام أدوات خاصة معقمة جيدا مع الابتعاد عن لمسها باليد مباشرة». ولفتت عسيلان إلى ضرورة اختيار قوالب أصلية لتجنب التصاق الشوكولاته فيها، والتي يتم تبريدها أولا عند درجة حرارة معينة، مع مراعاة عدم صب الشوكولاته ساخنة والتي بدورها يتم تذويبها في درجة حرارة محددة أيضا. وأوضحت أنها تفكر في عمل مجسمات كبيرة للعرسان، إلا أن عملية النحت على الشوكولاته ليست سهلة، خاصة أن مجرد لمسها بالخطأ يتسبب في ظهور فطريات عليها، مضيفة «أقوم بعمل بالونات من الشوكولاته كمجسمات يمكن استخدامها في وضع الهدايا بداخلها، إذ أنفذها بحسب الطلبيات». وذكرت ريم أنها أنفقت أكثر من 15 ألف ريال على هوايتها، وذلك من حيث جلب الأدوات المستخدمة في تصنيع الشوكولاته، والتي من ضمنها سكاكين التقطيع وآلة الطباعة على الشوكولاته، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها تعتزم أيضا شراء ثلاجات خاصة لتبريدها بشكل مستقل تفاديا لالتقاطها طعم أي نوع من المأكولات إذا ما تم تبريدها داخل ثلاجات الطعام العادية.