أعلنت الحكومة السودانية منطقة سيدون في ولاية نهر النيل شمال السودان منطقة معزولة تماماً عن بقية أجزاء الولاية جراء فيضانات نهر عطبرة وتجابه أوضاع استثنائية بالغة التعقيد، وأكد رئيس غرفة عمليات الدفاع المدني بنهر النيل صلاح حسن أن المياه عزلت أكثر من 30 قرية بالضفتين الشرقية والغربية لنهر عطبرة بعد أن طوقتها المياه بصورة محكمة بما فيها رئاسة الوحدة الإدارية إضافة لإلحاق المياه أضرار بالغة أدت لانهيار عدد من منازل الأهالي بتلك القرى، وكشف عن احتجاز ما يزيد عن خمسة آلاف أسرة منذ أواخر شهر رمضان الماضي داخل تلك القرى المعزولة بمياه نهر عطبرة، مشيراً إلى تعذر أجهزتهم الوصول للمحتجزين بتلك القرى، وأشار إلى توافر معلومات باستقرار الأوضاع الإنسانية والصحية نتيجة اتخاذ الأهالي تدابير استباقية سنوياً لمجابهة أية مخاطر قد تنجم جراء عزل قراهم. وأعلن زين العابدين عمر حسن حسين وزير التخطيط العمراني، رئيس غرفة عمليات الدفاع المدني بولاية نهر النيل، عن وضع حكومة الولاية أجهزتها المختصة في حالة طوارئ قصوى لاحتواء أيّة مخاطر ناجمة جراء مياه الخريف والفيضانات التي اجتاحت عدداً من القرى بمدن الولاية. وأطلق زين العابدين أمس، نداءات تحذيرية لقاطني القرى على ضفاف نهري النيل وعطبرة بتوخي الحيطة والحذر جراء الازدياد المضطرد في المناسيب، وأعلن عن تدمير 208 منزل بين دمار كلي وجزئي جراء الأمطار والسيول . من جانبه، أكد علي أحمد حامد وزير الزراعة بالولاية، اتخاذهم تدابير استباقية لزراعة 200 ألف فدان فيضي كمساحات صالحة للزراعة خلفها فيضان نهري النيل وعطبرة بمناطق نهر عطبرة وود حامد وسلوى، وقال إنها ستعمل على تأمين استهلاك أهل نهر النيل من الغذاء. في السياق ألحقت الأمطار والسيول التي شهدتها ولاية جنوب دارفور أمس الأول بواديي (برليب وبابا) أضرارا كبيرة ودمرت 5 قرى كاملة بمحلية بليل وأجزاء كبيرة من معسكر "كلمة" وجرفت مقابر كاملة بمعسكر "كلمة" بها حوالي 547 مقبرة، مما أحدث تلوثاً بيئياً، فضلاً عن وفاة خمسة أشخاص من أسرة واحدة أثناء عودتهم من مزرعتهم في طريق نيالا - عد الفرسان. وأكد محمد يعقوب تقل معتمد بليل في تصريح صحفي أمس، أن حجم ضرر وخسائر المواطنين كبير ويفوق إمكانيات المحلية، ونوه إلى أن أكثر من 20 أسرة بالمحلية تعيش في العراء الآن، وأوضح أنه وقف على أحوال النازحين والمقابر التي انجرفت بمعسكر "كلمة" والتي خلفت وضعاً صحياً سيئاً مما استدعاه للاستعانة بوزارة الصحة التي أوفدت فريقاً فنياً وطبياً متخصصاً لمواراة الجثامين، وأشار إلى إطلاق الوزارة تحذيرات لمنع المواطنين من العمل على دفن الجثث دون اتباع الإرشادات الصحية، بجانب عدم استخدام المياه التي حدث لها تلوث بيئي خطير، وطالب المعتمد المنظمات الأجنبية والمحلية بتقديم المساعدات الضرورية اللازمة، وقال إن الوضع يحتاج لتدخل طبي عاجل لاحتواء الموقف حتى لا تحدث كارثة صحية. وقالت السلطات المحلية في بليل إن آثار السيول طالت قرى: "كريت ووادي المعيني والدوالي الحلة والدوالي النقعة والدوالي حلة النازحين" وأحياء من منطقة بليل"، بجانب إتلاف للمحاصيل الزراعية المدخرة. وأكد معتمد المحلية، يعقوب مرسال، أن مواطني تلك القرى لحقت بهم أضرار بالغة. وأوضح أن الأسر التي لحقتها الأضرار بلغت 15 أسرة تأثرت منازلها بالكامل، مشيراً إلى تكوين لجنة لحصر الخسائر. وقال إن السيول جرفت 527 مقبرة في مقابر معسكر كلمة للنازحين تمت إعادة دفن 126 جثة. من جانبه، أكد عبد الكريم موسى نائب والي جنوب دارفور، اتخاذ حكومته الإجراءات اللازمة لمساعدة المتضررين، بجانب تشكيل لجنة لحصر الخسائر وتقديم الدعم، وقال إن حكومته تمكّنت من انتشال جثامين الأسرة التي تعرضت لانجراف السيول. من جهة أخري أكدت وزارة الشئون الإنسانية بولاية "النيل الأزرق" استقرار الأوضاع الإنسانية مع استمرار عمليات العودة الطوعية للنازحين من مناطق التمرد. وقال حسين ياسين وزير الشئون الإنسانية بالولاية في تصريح صحفي إن وزارته دأبت منذ العام الماضي على استقبال العائدين وتقديم المساعدات والاحتياجات الضرورية لهم بالتعاون مع مفوضية العون الإنساني وديوان الزكاة والمنظمات الوطنية . وشدد على أن الولاية لا تحتاج إلى تقديم مساعدات إنسانية من أية جهة أجنبية ، كاشفا عن عمليات فرار واسعة لعسكريين ومدنيين كانت تحتجزهم الحركة الشعبية في المناطق التي تنشط فيها. وأظهرت أرقام حكومية أن أكثر من 8700 شخص فروا من القتال في منطقة رشاد في ولاية جنوب كردفان الشمالية الشرقية. وقال الجيش الشعبي لتحرير السودان - الشمال إن أكثر من خمسة آلاف شخص فروا من المنطقة، مؤكداً أن القتال مع القوات الحكومية تواصل قرب قرية الموريب، أمس، في أعقاب قصف جوي للمنطقة. من جانبه قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد ، إن "متمردي الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان، قاموا بترويع المواطنين الآمنين.. والاعتداء على حرمات وممتلكات المواطنين الأبرياء، ثم قاموا باحتلال قرية الموريب.. واحتلوا موقع الشرطة.. كما قاموا بنهب السوق وتدنيس المسجد" . مصر الجديدة