تسلم وزير الخارجية، علي كرتي، بمكتبه امس، نسخة من أوراق اعتماد سفيري بريطانيا بيتر تيبر وهولندا سوزانا ثيودر بالخرطوم، وذلك لدى استقباله لهما كلا على حدة . واعرب الوزير عن امله في اسهام سفير بريطانيا الجديد في الدفع بعلاقات البلدين لمستويات أفضل بعد تراجع الدور البريطاني في السودان بسبب سياسات المملكة المتحدة ، واعتبر كرتي أن علاقات البلدين في وقتها الراهن لا تعبر عن الروابط التاريخية والثقافية التي تربط بين الخرطوم ولندن ،وابدي استعداد السودان للتعاطي الايجابي في هذا الشأن. من جانبه، عبر السفير البريطاني، عن امله في ان يتمكن طرفا التفاوض في اديس ابابا أبابا من تجاوز العقبات التي تعترضهما والتوصل لحلول لكافة القضايا محل الخلاف، واشاد تيبر بحكومة السودان وماقامت به من ادوار جوهرية في مجال السلام. ولدى استقباله السفيرة الهولندية الجديدة، دعا كرتي، المجتمع الدولي الى لعب دور اكبر في دفع دولة جنوب السودان للوصول لحلول للمشكلات القائمة بين البلدين ، وعلى رأسها المشكلة الأمنية المتمثلة في دعم دولة جنوب السودان لحركات التمرد الدارفورية وعدم فك ارتباطها ببقايا جيشها في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ، منوها الى أن تسوية قضية الأمن تعتبر المدخل السليم لاستعادة الثقة بين البلدين ،مؤكدا في ذات الوقت رغبة السودان للعيش في سلام وحسن جوار مع دولة وشعب جنوب السودان واستعداده لمعاونة الدولة الوليدة لمجابهة الصعوبات التي تواجهها ، حال تعززت الثقة بين الدولتين . وفي سياق آخر، استقبل وزير الخارجية امس ،البرلمان الأفريقي الذي يزور السودان هذه الأيام ،حيث أبدى أعضاء الوفد اهتمامهم بما يحدث بين السودان وجنوب السودان ، مشيرين الى أن مهمتهم تنحصر في جمع المعلومات وتقصي الحقائق ، من أجل تحديد الكيفية التي يمكن أن يسهم بها البرلمان الأفريقي في تخفيف التوتر بين البلدين ودعم الاستقرار بينهما، مشيرين الى ان الوفد سيزور الجنوب لذات الغرض . وطرح أعضاء الوفد عددا من الأسئلة والاستفسارات حول رؤية السودان الخارجية وأسباب استمرار التوتر حتى بعد الاستفتاء وانفصال جنوب السودان، ، ولماذا ما تزال طبول الحرب تقرع بدلا من طبول السلام ، ومدى تأثر اقتصاد البلدين بما يحدث من نزاع وتوتر . وأجاب الوزير باستفاضة على الأسئلة والاستفسارات، مبينا أن السلام كان وسيظل هدفا استراتيجيا لحكومة السودان وقيادتها ، وضحت في سبيله بثلث الأرض وربع السكان وثلاثة أرباع الثروة النفطية ، التزاما بما وقعت عليه من اتفاق ، ومضت حتى أقامت الاستفتاء واعترفت بنتائجه وشاركت في احتفال قيام الدولة الجديدة، وفتحت فيها أول سفارة ، مشيرا الى أن بعض أصحاب الأجندات الحربية والتوسعية في جنوب السودان وفي دول غربية ، لا يرغبون في أن يروا شعبي البلدين يعيشان في سلام واستقرار ، وأنهم وراء استمرار التوتر والنزاع . وتمنى الوزير لوفد البرلمان الأفريقي أن يتمكن من الاطلاع على حقيقة الأوضاع في السودان، وأن يتعرف أكثر على الأوضاع فيه . الصحافة