عقد وفدا السودان وجنوب السودان مساء أمس، جلسة إجرائية أولى بفندق شيراتون في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، في وجود الوسيط الأفريقي ثابو امبيكي رئيس الآلية الأفريقية الرفيعة المستوى الذي التقى وفدي البلدين. ورأس الجانب السوداني إدريس عبد القادر وزير الدولة برئاسة الجمهورية، رئيس الوفد، فيما رأس جانب الجنوب دينق ألور وزير شؤون مجلس الوزراء، عضو وفد التفاوض الرئيسي. ورشحت حسب (الشروق) أمس، أنباء عن مقترحات من الوساطة بشأن الحدود والترتيبات الأمنية ومنطقة أبيي، حيث اقترح امبيكي على الطرفين معالجة مشكلة (الميل 14) التي تعيق التوصل لاتفاق، وكان امبيكي تقدّم بمقترحات بشأن فصل جوبا علاقتها بالفرقتين التاسعة والعاشرة في النيل الأزرق وجنوب كردفان وقضية أبيي، ورجّحت مصادر مأذونة عقد قمة رئاسية مرتقبة بين البشير وسلفا، فيما سيغادر وزير الدفاع إلى أديس اليوم. وفي السياق، استقبل علي كرتي وزير الخارجية بمكتبه صباح أمس، وفد البرلمان الأفريقي الذي يزور السودان هذه الأيام، حيث أبدى أعضاء الوفد اهتمامهم بما يحدث بين السودان والجنوب، ونوّهوا إلى أنّ مهمتهم تنحصر في جمع المعلومات وتقصي الحقائق لتحديد الكيفية التي يمكن أن يسهم بها البرلمان الأفريقي في تخفيف التوتر بين البلدين ودعم الاستقرار بينهما، وأنهم سيزورون الجنوب لذات الغرض. وطرح أعضاء الوفد عدداً من الأسئلة والاستفسارات حول رؤية الخارجية السودانية لأسباب استمرار التوتر حتى بعد الاستفتاء وانفصال الجنوب، ولماذا لا تزال طبول الحرب تقرع بدلاً عن طبول السلام، ومدى تأثر اقتصاد البلدين بما يحدث من نزاعٍ وتوترٍ. فيما أبان كرتي أن السلام كان وسيظل هدفاً إستراتيجياً للحكومة، وأن قيادتها ضحّت في سبيله بثلث الأرض وربع السكان وثلاثة أرباع الثروة النفطية التزاماً بما وقعت عليه من اتفاق، ومضت حتى أقامت الاستفتاء واعترفت بنتائجه وشاركت في احتفال قيام الدولة الجديدة وفتحت فيها أول سفارة، وأشار إلى أن بعض أصحاب الأجندات الحربية والتوسعية في الجنوب ودول غربية لا يرغبون في أن يروا شعبي البلدين يعيشان في سلام واستقرار، وأنهم وراء استمرار التوتر والنزاع. وأعرب كرتي عن أمله في أن يتمكّن الوفد من الإطلاع على حقيقة الأوضاع في السودان ويتعرف عليها أكثر. وفي السياق، رحبت اليابان باستئناف المفاوضات بين البلدين والتطور في مسار التفاوض حول قضايا النفط وفقاً لبيان مجلس السلم والأمن الأفريقي وقرار مجلس الأمن الدولي (2046). ودعا بيان لوزارة الخارجية اليابانية أمس، حكومتي البلدين للالتزام بالاتفاقيات الحالية كاتفاق الإجراءات الأمنية في المناطق الحدودية وترسيم الحدود ومسألة أبيي، وطالبتهما بمواصلة التفاوض والاتفاق حول جميع القضايا الخلافية طبقاً لخارطة طريق الإتحاد الأفريقي وقرار مجلس الأمن.