الدامر عاصمة دار الأبواب مدينة قديمة وتاريخية.. قامت على الامان بضريح الشيخ المجذوب وعلى بئر أنشأها عثمان بلال تم تشييد سوق المدينة منها. وبها علامات وشخوص أسهمت في تكوين الثقافة السودانية، وبها أسماء فريدة قل ان توجد في مدينة اخرى منها كرت وفرت التيس وبريص شلع وولع نار والفار.. ومن علمائها البروفيسور عبد الله الطيب وحسن النعيم، ومن شعرائها محمد المهدي المجذوب وعكير الدامر والسر قدور وحاج حمد عباس حمودة وعمر العوض. وهي مدينة في كل انحائها شاعر واديب ومؤرخ، ولها اماكن اشتهرت بالظرف والطرافة، كدكان على ظعوط الحلاق، فهو صاحب طرفة وحاضر البديهة، كما أن مدني عبدالحفيظ صاحب طرفة وحاضر البديهة، وهو صاحب مطعم وما من مكان والا صاحبه مصطفى يطل معه وهو ينثر الفرح والضحك في اي مجال من المجالات. واظن انه قد ورث ذلك من عمه كمبرور الذي يطلق عليه الفيلسوف الشعبي.. ومن طرائف كمبرور أنه يسأل دائما لمن هذه الارض وهو يقصد قطعة سكنية، وفي كل مرة يقال له ان هذه الارض يمتلكها البلاب، الى ان اطلق على الدامر ارض البلاب «أولاد البلة».. ومن طرائف علي ظعوط في الانتخابات الاخيرة ان كل المرشحين قاموا بالصاق دعاياتهم الانتخابية على دكانه ما عدا المؤتمر الوطني، وبعد نهاية الانتخابات وظهور النتائج أحضر فرشاة وبوهية وكتب بالخط العريض لم ينجح أحد... وفي احد اعياد الاضحى التقى الكاشف بعلي ظعوط وهو يحمل كأسين زبادي فسأله الكاشف لم الزبادي والدنيا عيد فقال له هذه ضحيتي...!! وسأله الكاشف لم كأسين فأجابه ليضع الاخرى في الثلاجة وكأنها باقي لحم الضحية بعد الفطور... ومن ظرفاء المدينة ابو الروس وقد جلس مع بعض الناس وهم يناقشون اثر طبقة الاوزون وهو لا يفهم شيئا عنه، واراد المشاركة في النقاش وقام بالهجوم على الحاضرين بأنهم هم السبب في طبقة الأوزون. وواحد من ظرفاء الدامر كان يريد مبلغا من المال ولم يجده، وفكر فكرة جهنمية، وذهب لعمر نصار في دكانه ولم يجده، وذهب له في منزله وطرق الباب وسأل عمر نصار هل يا عمر أنا حأموت فأجابه عمر إننا كلنا حنموت، وردد عليه السؤال انا بس بموت؟ فقال له عمر نعم ستموت يوما ما، فسأله إنت بتحب تشيل الفاتحة؟ فأجابه نعم وبتدفع في الكشف، فأجابه نعم؟ فقال له اعطيني حق الكشف مقدما. ومن ظرفاء المدينة عكاشة سليمان المنجد وحسين المصري والدرديري شنقل والمدرب حسون، وكلهم يلتقون في دكان الكاشف الترزي ويتبادلون النكات والقفشات.. ومن أبرز الظرفاء فتاح، وقد كانت هنالك مباراة مهمة لفريق فتاح واحضر انطونا لاحظ هذه يا احمد دولة ومكث الانطون عشرة ايام ويحضر له فتاح الفواكه والطعام، وعند قيام المباراة انهزم فريقه ستة صفر، وقال الناس لفتاح إن الأنطون بتاعه ما عمل حاجة، فأجابهم انه لولا الانطون لانهزم الفريق بستة عشر هدفاً. ومن ظرفاء المدينة مدرب مشهور ذهب لأنطون لأن لهم مباراة مهمة، فقال له الأنطون لا بد أن يساعده اللاعبون بالشوت الشديد وأن تكون الكرة في الزوي، فقال له المدرب: نحنا لو بنقدر نعمل كده جبناك...؟! ومن ظرفاء المدينة حسن شبيلية ومصطفى بطل.. وبالرغم من أن حسن النعيم من التربويين القلائل في السودان وعالم في وضع المناهج، الا انه من ظرفاء المدينة الذين ينشرون الفرح... وقد كان يوما يحمل خرطوشا ويرش في أشجار أمام منزله، وقد حضر من الخرطوم زملاء ابنه يوسف وهم بياطرة، وسألوه هل هذا بيت يوسف حسن النعيم فأجابهم بلا .. ثم عادوا مرة أخرى فأجابهم بلا .. الى ان حضر ناس المدينة فقالوا له يا حسن لماذا تقول لهم إن هذا ليس بيت يوسف، فأجابهم بأنه ليس ليوسف بيت انما هو ابنه، فضحك الجميع، رأيك شنو يا احمد دولة في ظرفاء الدامر. ومن ظرفاء المدينة الذين يؤرخ لهم أخي بكري سليمان والباحث محمد أحمد قدور الذي ذهب للسعودية واغترب، وعندما عاد سألوه ماذا أحضر فأجاب إنه يريد تثقيف ناس الدامر وأحضر جوينتات للم الزبالة..!! محمد سليمان دخيل الله: