طالبت جمهورية جنوب السودان المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة السودانية لحملها القبول بخريطة الاتحاد الأفريقي بشأن المناطق منزوعة السلاح، واعتبرت أن رفض الخرطوم المتواصل وتعنتها يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي مع المهلة التي منحها مجلس الأمن للطرفين للتوصل إلى اتفاق نهائي حول القضايا العالقة، ويأتي ذلك متزامنا مع تحذيرات أطلقتها واشنطن من أن رفض السودان قبول تسوية على الحدود مع جنوب السودان يمكن أن يفجر «صراعا فوريا». وقالت مصادر سودانية ل«الشرق الأوسط»: «إن السودان ما زال يركز على ضرورة معالجة الملف الأمني، باعتباره المدخل الصحيح لمعالجة كافة القضايا العالقة بين البلدين، بينما ترى الولاياتالمتحدةوجنوب السودان أنه من الضروري أن يتصدر ملف البترول معالجة القضايا العالقة، وهذا ما يشكل تباعدا في مواقف البلدين خلال المفاوضات الجارية حاليا في أديس أبابا». وقال عاطف كير، المتحدث الرسمي باسم وفد جمهورية جنوب السودان، ل«الشرق الأوسط» من أديس أبابا التي تستضيف مفاوضات بين الخرطوم وجوبا، إن وفد السودان ما زال يرفض الخريطة التي قدمها الاتحاد الأفريقي للطرفين بشأن المناطق منزوعة السلاح خاصة الميل (14) الذي تقول الخرطوم إنها منطقة تابعة لحدودها الدولية تم ضمها إلى جنوب السودان. وأضاف «نحن أعلنا قبولنا بالخريطة رغم ملاحظاتنا حولها رغبة منا لتحقيق السلام والأمن بيننا ولتحقيق السلام الإقليمي والدولي»، مشيرا إلى أن الخريطة الأفريقية انتقالية ومؤقتة وليست نهائية. وقال إن تعنت الخرطوم سيضع الاحتمالات كلها مفتوحة أمام المجتمع الدولي. وأضاف «نحن لا نضمن أن يتم التوصل إلى اتفاق في ظل الخلافات حول الحدود»، داعيا مجلس الأمن الدولي إلى الضغط على الخرطوم لحملها القبول بخريطة الاتحاد الأفريقي وتنفيذ الترتيبات التي تم الاتفاق عليها من قبل حول المناطق منزوعة السلاح. وقال كير إن هذه الجولة بالنسبة لوفده حاسمة ونهائية وإن موقف بلاده واضح بأن يتوصل الطرفان إلى حل شامل لكل القضايا التي يتم التفاوض حولها. وأضاف أن وفده يرفض الشروط المسبقة التي يعضها الوفد السوداني، مشيرا إلى أن الوسيط الأفريقي سيقدم تقريره حول تطورات وسير المفاوضات بين الوفدين إلى مجلس الأمن الدولي في الثاني والعشرين من سبتمبر الحالي. وأوضح كير أن جولة الأمس استمرت بين الطرفين في قضايا الحدود، النفط والجنسية. وقال إن خبراء الحدود قدموا رؤيتهم إلى الطرفين اللذين يتفاوضان حولها. وأضاف أن رؤية الخبراء الفنيين ليس ملزمة لطرفي التفاوض، لكن يمكن أن تساعد في المناقشة للوصول إلى حلول. وقال إن الخلافات حول المناطق الحدودية المختلف حولها إلى جانب المناطق المدعاة من كل طرف، مشيرا إلى أن موضوع النفط ليس فيه خلافات كبيرة. وكشف عن ورقة قدمها الوسيط الأفريقي للوفدين للاتفاق تتعلق بالنفط وسيقدم كل طرف وجهة نظره مكتوبة إلى الوسيط. الشرق الاوسط