الفيلم المسيء للرسول الكريم، الذي حصد عدة أرواح بريئة حتى الآن، لم يشرف عليه سينمائيون كبار، وإنما قام بإخراجه متخصص بالأفلام الإباحية، وأنتجته مجموعة دينية أمريكية تطلق على نفسها اسم إعلام من أجل المسيح "ميديا فور كرايست"، بحسب ما أفاد موقع "غوكر" الإلكتروني. وعمليا، ظهرت ثلاث جهات مسؤولة عن الفيلم المسيء، الأولى هي مجموعة تطلق على نفسها اسم "إعلام من أجل المسيح"، والجهة الثانية هي القبطي المصري الذي يقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، واسمه الظاهر لحد الآن هو بيكولا باسيلي نيكولا، أما الجهة الأخرى فهي مخرج الفيلم، آلان روبرتس، الذي عمل خصوصا في إخراج أفلام إباحية أو أفلام إثارة. وتحدث موقع "غوكر" الإلكتروني مع عدد من الذين مثلوا أدوارا في الفيلم، وأكدوا أنهم فوجئوا عندما ظهروا في ما كان أصلا فيلما يروي ملحمة خيالية، ثم وضعت دبلجة فوق الحوار الأصلي في إطار حملة معادية للمسلمين. والأسماء التي يحملها أبطال الفيلم الأصلي الذي أخرجه آلان روبرتس هي جورج وكونداليسا وهيلاري، لكن في النسخة التي وضعت على يوتيوب أصبحوا النبي محمد وشخصين آخرين من القرآن. وحسب "غوكر"، فقد روجت للفيلم شبكة يمينية قبطية، ومسيحيون إنجيليون معروفون بعدائهم للإسلام مثل الأمريكي، المصري الأصل، موريس صادق والقس تيري جونز الذي اشتهر بإحراقه للمصحف علنا. نيكولا باسيلي.. من محتال صغير إلى مطلوب عالمي والفيلم بحد ذاته لا ينطوي على أي مخالفة للقوانين الأمريكية، لكن نيكولا باسيلي نيكولا وهو مصري قبطي يعتقد أنه كتب الفيلم ارتكب مخالفة لشروط الإفراج عنه من السجن. وقال ناطق باسم المكتب الإداري للمحاكم الأمريكية إن "وضعه يخضع للمراجعة"، ويكشف محضر اتهام لمحكمة في كاليفورنيا يعود إلى 2009 أن نيكولا اتهم بالاحتيال على مصارف أمريكية عبر فتح حسابات وهمية وتمرير شيكات غير صحيحة. وقد أفرج عنه منذ ذلك الحين بكفالة، وتفيد الوثيقة أنه وافق على الأدلاء بشهادة ضد زعيم الشبكة التي تعمل في تزوير الشيكات، وإذا تبين أنه خالف شروط إطلاق سراحه، فقد يعود إلى السجن. ومن شروط الإفراج عنه منعه من استخدام جهاز الكمبيوتر في منزله خمس سنوات، ودفع غرامة قدرها 790 ألف دولار. وتحول نيكولا خلال الأسبوع الجاري من محتال صغير إلى شخصية أساسية في حادث أثار احتجاجات عنيفة في عدد من الدول الإسلامية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا، تعرضت فيها البعثات الدبلوماسية الأمريكية لهجمات. وتمركز الصحافيون ورجال الشرطة خارج منزل نيكولا في سيريتو قرب لوس أنجلوس، لكن لم يره أحد، مع أنه أجرى مقابلة مع "إذاعة سوا" الأمريكية التي تبث باللغة العربية. من جهته، أكد بول أودلي رئيس هيئة "فيلم ال ايه" التي تمنح تراخيص التصوير في لوس أنجلوس أن جمعية "ميديا أوف كرايست" منحت في آب/اغسطس 2011 ترخيصا ليوم واحد لتصوير فيلم بعنوان "مقاتلي الصحراء". وأضاف أودلي في مقابلة "أتذكر أنني اطلعت شخصيا عليه قبل سحبه، وكان اسم المنتج سام بوسيل"، ويعتقد أن هذا واحد من الأسماء التي يستخدمها نكولا الذي قام بتحميل المقطع على الإنترنت باسم سام باسيل. ويذكر أن مواقع جمعية "ميديا فور كرايست" وصفحتها على فايسبوك توقفت الجمعة بدون أي تفسير، وهذه المجموعة معروفة بأنها يمينية محافظة، وأسسها مصري قبطي يدعى جوزف نصر الله عبد المسيح.