خروج: القارئ أذكى من الكاتب... فالشكر (مدادي) لقراء الراكوبة وقد كفوني في الرد على المدعو ضياء الدين بلال (بالمناسبة هو يخجل من اسمه الحقيقي) رغم أن الأسماء ليست سبة، لكنه النقص المركب والداء الميؤوس من علاجه.. وأقول للمعلق (الزول الكان سمح) مهلاً علينا يا جميل.. سنتبين بالحق وحده دون عوج.. موعدنا الأحد (إن لم يحرض علينا زملاء الليل الذين لا ينكر الإنتماء لجحورهم).. تخيلوا (كاتب وامنجي)..!! أليست الدعارة مهنة نبيلة في وجود أمثال (الضو بلال)؟!! ولكنه مسكين لا يدري بأن الجبن بضاعة ليست في رفوفنا.. فليتسع صدره دون هتر..!! لأن الكتابة أمانة وليست ترفيه أو عرض طارئ.. إنها مهمتنا (الوحيدة) من أجل الشعب فقط..!! النص: أكثر من 90 يوماً مضت على إيقاف صحيفة (التيار) عمداً دون جنحة واضحة.. أو كما يقول صاحبها الأستاذ عثمان ميرغني: (لا نعرف جريمتنا بالضبط ولذلك لا نستطيع الدفاع عن أنفسنا في عدم وجود جهة نسألها أو تهمة محددة..)..! وهذه الحالة ليست بغريبة في كنف نظام وجهاز أمني لا يتورع من سد منافذ الرزق في وجه ما يزيد عن (100) صحفي وعامل ومنتفع ظلت الصحيفة مورد عافيتهم..! فكان التضامن مع الزملاء يوم السبت 15سبتمبر الجاري هو دافعنا الأساسي لحضور ختام التوقيعات التي تنوي الصحيفة رفعها لرئيس الجمهورية، عسى أن يفك أسرها.! مما استدعى سؤالي في صيوان المناسبة: كيف يكون هذا الرئيس أعدل من جهاز الأمن؟؟!! ولا خوف على صاحب التيار الذي يوسوس البعض بأنه ليس بخاسر من الإيقاف..! لكن سنام القصيدة كما وضح من بعض قيادات الصحيفة الذين خاطبوا الحضور، هو إن التوقف أغلق عليهم أبواب الرحمة.. لقد لامس غدر السلطة الغاشمة (مصارين البيوت) وهي أعز ما يملكون...! وكانت المآخذ على بعض المتكلمين من أصحاب الوجعة (ناس التيار) رفضهم تحويل المناسبة بعيداً عن اللافتة المحددة لها، خصوصاً عقب الجهر الصادق من بعض المتحدثين بضرورة إسقاط النظام لينعم السودان بالحريات وحقوق الإنسان، ولعل الكلمة القوية التي قذفها الزميل عمار محمد آدم كان لها مفعول غير مستحب لدى قيادات الصحيفة، لكن الحضور استحسنوها وصفقوا لها.. فقد طالب عمار بطعن الفيل وليس الظل، بإعتبار جهاز الأمن خادم مطيع للسلطة المجرمة.. ولابد من التكاتف لإزاحة (الكابوس). * أما الزميل محمد الأسباط (المعتقل السابق) فقد مسح بإتحاد الصحفيين وجهاز الأمن الأرض (أو كما يحلو عندما نستحسن الكلام) وبحروف بليغة عرج نحو القوانين البغيضة المعروفة التي فصلها الأمن بالمقاس الدكتاتوري.. وقال إنه يتبرأ تماماً من انتهازية رئيس تحرير جريدة السوداني ضياء الدين بلال، ويرفض أن يكون شفيعاً له لدى جهاز الأمن (بكل مافيه من قيح)..! * وكانت موضوعية الزميل أحمد يونس حاضرة في ضرورة كسر الجمود بإنطلاقة قوية عبر الإسفير من قبل (التيار) والمتضامنين معها.. بينما أمن بعض المتحدثين على حاجة الصحافة إلى نقابة فولاذية تتجاوز وهن إتحاد الصحفيين الحالي برئاسة المتملق تيتاوي، والذي يعتبر ذراعاً حكومياً لا يتصدى لقضايا أهل المهنة.. بل لا يسعى في التراب بفعل سوى الخيبة والتكريس لضرب حقوق الإنسان وإهانة المعارضين..! * إن سياسة التجويع التي يتبعها الأمن مع الصحفيين (بلا محاكمة) يعوزها يقين وصمود يهزم شهوة (الرباطة)، ويحرجهم، دون أن يتراجع الكاتب عن شرف معتقداته وأفكاره ومعاداته للحال السياسي البهيم، الذي يعجز اللغة في التعبير الآن..! * أليس من سوء الأقدار أن ترفع التيار مظلمتها لصنم الظلم الأكبر عمر البشير (شقيق عبد الله وراجل وداد وامبراطور الفساد)؟! * كثيرون توقعوا أن يصل النظام المسعور قصاصاً من أقرب رؤساء التحرير إلى روحه.. ومنهم الأستاذ عثمان ميرغني الذي أدمت ظهره توقيعات قراء (الراكوبة) لزمان، ومهما استطال غيابه وحجبه سيجد بلا شك الآلاف يلصقونه بعربة النظام (الملوثة) مع كافة المبررات الموضوعية في ظاهر آرائه ومستتراتها..! فهل من متاب..؟! * عثمان وإن كان محسوباً على الفئة التي ضيعت السودان يقود مع البقية مؤسسة لطالما تضامنت بجهر مع الزملاء.. وأولهم شخصي الضعيف دون منّة.. ولا تتعلق محفزات الدفاع عن التيار بفرد، بقدر ماهي (هم عام) يتجاوز الأطر السطحية إلى كليات (الحقارة الجماعية) للصحفيين من قبل المؤتمر الوطني واجهزته.. وهم أي الصحفيين يستحقون هذا الإذلال الممعن في القسوة، لتشتتهم في أهوائهم الضيقة، رغم الجلائل التي تصنعها شبكة الصحفيين السودانيين في إزعاج السلطة (ودون معينات سوى الحرف).. أو كما قال عضو الشبكة النشط خالد أحمد: (السلطة تحترم الصوت العالي)..!! نعم هي تحترم الصوت العالي وكذلك المسلحين، لأنها (ناقصة عقل ودين).. فلو كانت تعي بطبيعة المجتمع السوداني وحاجته للحرية والعدل، لما أرسلت رقبائها الهبل (يصادرون يوقفون يفصلون) لرضاء كائنات النظام الفاسد المكابر، والذي لا يستطيع مواجهة قبحه في مرآة الواقع الكريه للغاية..!! * إن القراء من الخصوم والمتابعين لما يخطه عثمان ميرغني يفتقدونه، بإعتباره واجهة مهمة يستشفون منها ما يفيدهم في ميول الاحوال السياسية ومنعرجاتها.. بل حتى ما يغضبهم مفيد لرسم بورتريه الحال.. سيان الأمر طالما أن سلطة الحجاج جاثمة على الوطن وتستطيع قطع كافة (تيارات الرجاء) في الإصلاح والعدل وسد الفجوات المرعبة.. ولعل الملاحظة المهمة غياب كافة رؤساء التحرير عن حملة (عزاء التيار) مما أكد بأنهم مأمورين (ونحن نعيش في قلب الحظيرة) فهم كالأنعام بل أضل سبيلا..! لكن الأغرب أن يستقبل هاتفي محادثة غريبة عقب العزاء، من أشهر رقيب أمني عرفناه خلال ال 12سنة الماضية.. إنه (آ.ا) معروف لدى الزملاء، تم نقله مؤخراً من شعبة الإعلام بالجهاز حسب إفادات الشهود.. لكن المحادثة تنبئ بأنه ما زال قريباً..! ولنا معه حكايات في زمن الرقابة الثقيلة..! الضابط (الرقيب) تطفل على هاتفي.. وكأنه يود أن يوصل رسالة أخبث (وهو يعلم أنني وسط الزملاء عاري تماماً من الأسرار)..! لكن لماذا أنا بالذات؟؟ هذه أتركها للقارئ (حتى لا يمل). كان (آ.ا) غاضباً من حملة التضامن التي نفذها الصحفيين لصالح التيار.. ربما حسداً أو غرضاً.. وربما لم ينل الجهاز مبتغاه من التيار، وهو يتوهم بأنه (شريك) أو صاحب فضل، لأن بيده العصا التي كان يمكن استخدامها عندما تحولت الصحيفة بأقلام الزملاء الأعزاء إلى غرفة عمليات ضد الفساد..! ولا شك أن القارئ يفتقد (شمائل بت النور)..! * كانت المحادثة طويلة أكملتها تحت شجرة "ست البليلة" القريبة من (التيار) واستمع لها مجموعة كبيرة من الصحفيين والصحفيات، اذكر منهم المعتقلتين السابقتين (رشان أوشي) و(ليمياء شرفي). * قلت للمدعو "آ.ا": لماذا لا تقل لي أنت عن جريمة التيار لأخبر بها؟ فالشاهد أن أهل الصحيفة جميعهم متفقين حول عدم معرفة سبب الإيقاف الطويل.. وأياً كان فإن القضية بالنسبة لنا هي (قطع عيش الزملاء) والتعدي على الحريات.. ويمكن أن نضيف (الإبتزاز) في حال تأكدنا من (سلامة إدارة التيار)..! * فيا رئيس التحرير نرجو الإجابة على الرقم أدناه: 1 قال مسؤول جهاز الأمن (آ. ا) حرفياً: (عثمان ميرغني عارف مشكلتو وما داير يحلها.. راسو قوي).. هكذا بالضبط لفظ الجملة..! * لغة الكادر الفاعل أوحت لى بأن المتحدث من فصيلة (قطاع الطرق) رغم أنه كما يبدو يعرف شيئاً ولا يود قوله.. لكنني سأسأل عثمان ميرغني نيابة عن بعض الزملاء والقراء: (ليه ما داير تحل مشكلتك)؟ أو كما قال الرجل..! * سأظل متضامناً مع زملاء التيار حتى عودتها.. لكن السؤال أعلاه (جاد) ونرجو الإجابة عليه، لنستطيع التمييز بين الخيوط الرمادية والسوداء..! * أما السؤال المهم جداً: هل يستطيع العزيز عثمان ميرغني الكف عن لغة المغازلة للنظام بوجهه الإنتقامي والإجرامي، حين تعود التيار؟! * واختم بقولي: قضية الشعب الحقيقة ليست (الكتابة).. علينا التعامل مع جهاز الأمن ليس كخصم عادي للصحافة، بل كعدو لكافة الجماهير التي تلهث الآن في دروب وعرة من أجل العيش فقط.. فويل للورق..!!