بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    ياسر عبدالرحمن العطا: يجب مواجهة طموحات دول الشر والمرتزقة العرب في الشتات – شاهد الفيديو    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    وزارة الخارجية القطرية: نعرب عن قلقنا البالغ من زيادة التصعيد في محيط مدينة الفاشر    حقائق كاشفة عن السلوك الإيراني!    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زلات اللسان... الحقيقة المرعبة!
نشر في الراكوبة يوم 21 - 09 - 2012

يعيش معظمنا في خوف من التفوه ب{زلة فرويدية»، والكشف عن سر غامض نخفيه حتى عن أنفسنا. بالتأكيد، كثيرة هي الزلات الشفهية التي تصيب لاوعينا ولكن ليس بالطريقة التي تصورها فرويد.
كان تيد كينيدي يلقي كلمة حول التعليم ويبثها تلفزيون C-SPAN. كان عضو مجلس الشيوخ الأميركي الراحل يحرك يديه كثيرًا عندما يتحدث، وفي ذلك اليوم كانت إيماءاته كثيرة بشكل خاص، وكان صوته ينقل الشعور بحاجة ملحة تخفق لها القلوب. «مصلحتنا الوطنية»، قال، «يجب أن تشجع ...» رافعًا يديه في الهواء، «الثدي». (في الإنكليزية: بريست).
اندهش الجمهور، لكن لم تتسن له فرصة تذوق الزلة. فبدون تردد، كرر الخطيب الماهر كلامه لافظًا هذه المرة الكلمات الصح: «الأفضل والألمع». (في الإنكليزية: بيست آند برايتست).
يمكن القول بأن زلات اللسان لا مفر منها. فلكل 1000 كلمة منطوقة، نخطئ بواحدة أو اثنتين منها. وبالنظر إلى أن متوسط وتيرة الكلام هو 150 كلمة في الدقيقة، لا بد من أن تحدث زلة اللسان مرة كل سبع دقائق من الحديث المستمر. كل يوم، يخطئ معظمنا في حديثه بمعدل سبع إلى 22 زلة لفظية.
دعا سيغموند فرويد هذه الزلات خللاً إجرائياً في كتابه «علم النفس المرضي للحياة اليومية» الذي أصدره في عام 1901. وهو الذي ارتبط اسمه بصورة ثابتة بهذه الزلات، اعتبر أنها ضرورية في الكشف عن فكرة أو أمنية أو معتقد أو دافع تنتج كلها من اللاوعي. فكتب: «اكتشفت في الحالات كافة تقريبًا تأثيرًا مزعجًا من عنصر خارج عن الخطاب المقصود». «العنصر المزعج هو فكرة واحدة لاواعية، تبصر النور من خلال خطأ فاضح محدد».
يتم ذكر الزلة الفرويدية لشرح بعض التصرفات الغريبة والمحرجة. مثلاً، قال أحد منتقدي الرئيس باراك أوباما عندما نصب الجنود الأميركيون كمينًا لمؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقتل العام الماضي: «أوباما مات ولا أبالي».
وأعلن جورج بوش الابن مرة: «لمدة سبع سنوات ونصف السنة، عملت جنبًا إلى جنب مع الرئيس ريغان». «حققنا الانتصارات. ارتكبنا بعض الأخطاء. ولم يخل الأمر من بعض الجنس (بالإنكليزية: سيكس) ... آه ... النكسات (بالإنكليزية: سيتباكس)».
تحولات عرضية
من المرجح أن يكون فرويد قد أصرّ على أن قمع فكرة أو دافع في لاوعي بوش ظهر من خلال حديثه. وكان من الممكن أن يستقدم الطبيب النفسي الرئيس إلى عيادته ويسأله عن طفولته، وعن مشاعره حيال ريغان، وعن علاقته بزوجته – وقد يظهر في الإجابات تفسيرًا لهذه الزلة.
بعد أكثر من قرن على تعريف الزلة الفرويدية وبعد فترة طويلة على تكذيب أفكار فرويد، خصوصاً تلك التي تدور حول تعميم الدوافع الجنسية، ما زالت زلة فرويد تحمل قوة مذهلة لإرهاب الرجال والنساء العاديين. إنها تهدد بكشف المشاعر والدوافع والمشاكل التي تكمن حتى الآن في داخلنا ولا نعرف حتى أنها موجودة. إذا كان فرويد على حق، فإن كل واحد منا، في أي لحظة، يأوي قنبلة جاهزة للانفجار.
لكن حتى معاصر فرويد، العالم اللغوي رودولف ميرينغر، يحمل شرحًا أقل إثارة لزلات اللسان. إنها مجرد قشرة موز في مسار الجملة، أي تحولات عرضية في الوحدات اللغوية. بالنسبة إلى ميرينغر، الذي نشر مجموعتين من الحوادث اللفظية المؤسفة، الخطأ هو مجرد خطأ والموزة هي مجرد موزة. وفي حين أننا جميعًا نخشى خيانة أكثر الكلمات براءة لنا، يؤكد العلم اليوم رأي ميرينغر حول الأخطاء التي نرتكبها.
ركزت الأبحاث الحديثة على إنتاج الكلام، خصوصاً حول كيفية عمل الدماغ على ترجمة الأفكار إلى كلمات. يدعي العالم المعرفي غاري ديل، وأستاذ علم اللغة وعلم النفس في جامعة إلينوي في أوربانا، أن زلات اللسان تكشف في الواقع، عن قدرة الشخص على استخدام اللغة ومكوناتها.
في رأيه، تترابط المفاهيم، والكلمات، والأصوات في ثلاث شبكات في الدماغ، الدلالية، والمعجمية، والصوتية، وينشأ الكلام من تفاعلها. لكن بين الحين والآخر، تتداخل الشبكات التي تعمل من خلال عملية يسميها «التفعيل المنتشر». والنتيجة هي زلة اللسان. ويعتقد أن هذا أمر جيد، فنظام إنتاج اللغة الذي هو عرضة للخطأ يسمح ب{إنتاج جديد» للكلمات. إنه دليل ظاهر على المرونة اللغوية، التي تشكل دليلاً على براعة العقل البشري العظيمة.
تخيل أنك، تود أن تعبر عن كلمة معينة. يفعّل عقلك الشبكة الدلالية، التي تمثل معاني 30000 كلمة تقريبًا في مفرداتك. لاختيار الكلمة المحددة، تتحرك العقد العصبية التي تتصل بمفهوم الكلمة حتى يتم تحديد كلمة واحدة من خلال أقوى عملية تفعيل، ووضعها في إطار الجملة.
تحتاج الشبكة الصوتية بعدها إلى تفعيل جميع أصوات الكلمة المختارة، من خلال تجنب تداخل العقد التي تتنافس على الأصوات. ولتكون الكلمة صحيحة نحويًا في الجملة، تفعّل الشبكة المعجمية أيضًا العقد التي تمثل أجزاءً من خطاب في سلسلة الكلمة: الأسماء والأفعال والصفات، واللواحق، البادئات، وصيغ الأفعال أيضًا.
أحيانًا، يتم تفعيل العقد قبل الأوان للحصول على صوت يحدث لاحقًا في الجملة، ويتم استبدال الصوت اللاحق بالصوت الحالي. وتكون النتيجة زلة معروفة بأنها خطأ استباقي. يساعد التفعيل المنتشر على تفسير نوع آخر من الزلات: الخطأ الاستبقائي، تبقى فيه عقدة الصوت مفعلة لوقت طويل. عند تفعيل عقدة من الجملة قبل الأوان وتأخير الأخرى، يحدث ما يسمى بالتلعثم.
يمكن لعمليات التفعيل داخل الشبكات وبينها أن تتداخل، فتتقاطع العقد التي تمثل الأفكار، وبناء الجملة، والأصوات، ما ينتج التباسًا حول التفعيل الأقوى. عندما تشبه عقدة متنافسة العقدة الصحيحة، تكتسب أولوية أحيانًا وتستبدلها. بالتالي، تسيء استعمال الألفاظ مع المجموعات المماثلة: فنطلب قلمًا أصفر عندما نريد فعلاً قلمًا برتقاليًا، ونسمي صديقتنا باسم شقيقتها الكبرى. وكلما كررنا الكلمة، أصبح التفعيل أقوى.
رنين متشابه
يمكن أن يشجعنا تنافس العقد أيضًا على اختيار الكلمات التي تتشابه من حيث الرنين، فنقول بعبثية أسامة بدلاً من أوباما مثلاً. وعندما تتنافس العقد التي تمثل كلمات مختلفة، يمكن مزج الأصوات.
ليست الغالبية الساحقة من الزلات اللفظية أكثر من تفعيل غير صحيح للعقد في شبكة الكلام. كما هي الحال في أي نظام آخر، فتحدث الأخطاء وليس لكل خطأ بالضرورة معنى.
مع ذلك، يبدو بعض الزلات مثيرًا للريبة بعد الكشف عنه، الأمر الذي يدفع إلى البحث المعمق. هل من الممكن أن الرغبة المكبوتة واللاوعية تفعّل العقد غير الصحيحة في شبكة الكلام؟
اعتمد فرويد على «تفسير مجموعة صغيرة من الزلات غير المثبتة» حسب ديل. وسأل: «ما هي الأدلة العلمية التي تؤكد أن الأفكار هي لاوعية ومكبوتة؟».
يتمثل التفسير الأكثر احتمالاً في الخلط مع كلمة فكّر فيها المتكلم في وقت قريب، أو سمعها، أو قرأها، أو قالها. يقول ديل: «من المرجح أن تدخل الكلمات التي تخطر على بالكم في الكلام». فعقد هذه الكلمات أو الأصوات التدخلية تتنافس مع العقد على العقدة الصحيحة، وتفوز أحيانًا العقدة الخطأ.
يمكن للعقل أن يجهز عن طريق التعرض في الوقت المناسب. ففي أثناء تناول الطعام مع زميل يلبس ساعة زرقاء، قد تستدعي النادل لطلب ملعقة ولكن تطلب ساعة لأنها لفتت انتباهك في تلك اللحظة. هذه الزلات لا تكون فرويدية، بمعنى أنها تمثل رغبات شريرة دفينة، على رغم أنها تفعل أمرًا استحوذ على اهتمامنا من دون أن نعلم.
يمكن للمرء أن يتصور أن تيدي كينيدي يفكر في كلمة الثدي أو يرى صدر امرأة خلال إلقاء خطابه. هذه الأخطاء الاستباقية تحدث في كل وقت من دون تأثير أي فكرة تدخلية.
المؤكد أن اللاوعي يؤدي دورًا في زلات اللسان، بحسب دانيال ويجنر، لكن ليس فقط في الطريقة التي حللها فرويد.
ويجنر طبيب نفسي في جامعة هارفارد، اشتهر بالطلب من المتطوعين عدم التفكير في الدب الأبيض، ثم التحدث عن أي أمر يدور في عقولهم. في مجرى الحديث الذي يلي ذلك، ظهر الدب الأبيض المحرّم في الحديث مرة واحدة في الدقيقة.
قاومي بكل الوسائل، الرغبة في الاعتراف بحبك إلى العاشق الجديد. كلما امتنعت عن التفكير بفكرة، زاد احتمال التفكير فيها، ما يؤدي غالبًا إلى التعبير عنها بالكلام. اطلبي من نفسك عدم التفكير في أمر ما قبل الذهاب إلى النوم، وسيظهر في أحلامك.
ويوضح ويجنر: «يفكر جزء من عقلنا اللاواعي دائمًا في أسوأ الأمور». «ها هو العفريت في الزاوية ينظر إلي». في حين أن فرويد يعتبر أن هذه الأفكار السوداء وغير المشروعة، تعبر عن هويتنا وطبيعتنا الحقيقية، يخالفه ويجنر الرأي. «فنحن أكثر تحضرًا من ذلك». يفكر اللاوعي في أسوأ السيناريوهات للاحتماء منها، وفي النهاية، لا يمكنك منع حدوث ما لم يتمكن جزء من الدماغ من تخيله، والتحقق للتأكد من أنه لا يحدث بالفعل.
تتمثل المشكلة في واقع أنه كلما أراد العقل الواعي (قشرة الفص الجبهي) قمع الفكرة، يجب على اللاوعي التحقق أكثر للتأكد من أننا لا نفكر فيها؛ لذلك نحن نفكر فيها أكثر. ويقول ويجنر: «نحاول فعل الصواب وعدم القيام بزلات محرجة»، وعادة ما يتغلب العقل الواعي. لكن أحياناً، يقوضنا العفريت، ونلاحظ أن كل فكرة حاولنا قمعها تظهر في عقولنا وتنسحب إلى لساننا.
تأثير خارج الخطاب
يتغذى العفريت من الكثافة والالهاء، بحسب مايكل موتلي، عالم النفس من جامعة كاليفورنيا ديفيس، الذي أمضى جزءًا كبيرًا من مسيرته يستنتج الزلات في بيئة معملية. من الصعب دراسة الزلات لأنها عفوية، لكن موتلي وجد طريقة لذلك.
في المختبر، استقبل موتلي بعض المشاركين، حيث التقت بهم امرأة ترتدي ملابس مثيرة كانت المساعدة في المختبر. يذكر موتلي: «كانت ترتدي قميصًا من دون كتفين وتنورة قصيرة صفراء اللون. جعلناها تجلس على كرسي حيث كانت ركبتيها في مستوى أعين الشبان». طلب موتلي من الجميع القراءة بصمت، وطلب منهم بشكل دوري قول زوج محدد من الكلمات بصوت عال.
ارتكب الرجال الذين جلسوا في غرفة مع المرأة زلات جنسية أكثر من المجموعة التي اجتمعت مع الأستاذ الشاب.
عندما استبدلت المرأة بحافز ذي نوع مختلف من الإثارة، الصدمة الكهربائية، ارتكب الأشخاص مزيداً من الزلات التي تشير إلى الكهرباء. بعبارة أخرى، كانت الزلات محددة بمصدر الالهاء.
«هذا هو المعنى الأقل دقة لزلة فرويد في وجود تأثير خارج الخطاب يسبب ارتكابنا للأخطاء اللفظية» بحسب موتلي. لكن، هل هذه كانت الدوافع الدفينة المكبوتة التي وصفها فرويد؟ لم تكن الزلات طوعية أو واعية، لكن هذا لا يعني أنه تم إخفاؤها أو قمعها عن عمد. يشير موتلي إلى أن الرجال كانوا في تمام الإدراك لإثارتهم في التجربة الجنسية: فقد اقترب بعضهم لاحقاً من المرأة وطلب مواعدتها.
يعتقد وويجنر أن الرجال حاولوا قمع الأفكار حول الجنس والصدمات، لكن أتت جهودهم بنتائج عكسية تمامًا كما لو طلب منهم عدم التفكير في الدب الأبيض.
يزيد شرطان خطر ارتكاب ما يُسمى زلة فرويد، بحسب ويجنر. يتمثل أحدهما في الفكرة التي يفضل المرء أن يقمعها، والآخر في الضغوطات، أو الإلهاء، أو ضغط الوقت، أو جدول أعمال عقلي منافس. إذا كنت ترغبين في تجنب قول أي شيء لصديقتك حول زيادة وزنها المذهل، لا تتحدثي معها في الوقت الذي تأكل فيه الآيس كريم فيما تتواجدان في أحد الشوارع المزدحمة. فالعبء النفسي يحتل العقل الواعي، ويترك اللاوعي من دون رادع، حرًا لإطلاق الأفكار غير اللائقة. بالتأكيد، تحدث الزلات تحت ظروف خالية من التوتر، لكن قليلة.
جهاز داخلي
نصيغ الزلات في أذهاننا في كل وقت، بحسب باحثين من جامعة غنت، لكننا أيضًا نملك جهازًا داخليًا فائق الحساسية، عادة ما يكتشفها ويصححها، خصوصًا الزلات المشكوك بها اجتماعيًا، قبل التعبير عنها. وضع باحثون بلجيكيون أقطابًا كهربائية على فروات رؤوس متطوعين وأخضعوهم لاختبار يعرضهم لأخطاء بذيئة. أظهر المشاركون انفجار نشاط كهربائي قويًا عند ارتكاب زلة تتعلق بالمحرمات، لكنهم أظهروا أيضًا رد فعل قوياً عند عدم ارتكاب أي زلة غير مشروعة. فقد تحولت أدمغتهم إلى العمل على التحايل على الفخ.
مع ذلك، ليست زلات اللسان هفوات لغوية فحسب. يمكن لعبارات الحشو التي نستعملها في كلامنا أيضًا أن تكشف عن غير قصد عما نفضل ألا نكشفه، بحسب جيمس بينيبايكر، رئيس علم النفس في جامعة تكساس.
ضمير الأنا الشخصي في حد ذاته، الضمير الذي عادة ما لا ننظر إليه على أنه عبارة حشو، لا يظهر ذلك. لكن كم مرة نستخدمه (أو لا نستخدمه). في المحادثة العادية، يستخدم المرء كلمة تحمل ضمير الأنا مرة في كل جملة، ما يزيد قليلاً على 6 في المئة من كل الكلمات المستخدمة. الأشخاص الذين يستخدمون الأنا أكثر من غيرهم هم من النساء لأنهن أكثر عرضة للتركيز على مشاعرهن من الرجال. يرتبط ضمير الأنا بقوة أيضًا مع الوضع الاجتماعي، وينطبق على الطبقات الدنيا أكثر من الطبقات العليا. ويوضح بينيبايكر، مؤلف كتاب {حياة الضمائر السرية}، أن الناس قد يولون المزيد من الاهتمام بأنفسهم عندما يخضعون للآخرين.
ما يجعل الأنا مثيرة للاهتمام، بحسب بينيبايكر، هو أنها تملأ الكلام عندما يكون الشخص صادقًا، ويعكس نفسه، ولا يشعر بالأمان أحيانًا. أما غياب الأنا فيدل على شيء ما. ترداد كلمة أنا أمر مثالي للكشف عما إذا كان الشخص يحاول إخفاء شيء عن عمد، فالكاذب يتجنب الأنا.
يظهر الخداع في غيره من عناصر أسلوبية في الكلام، إذا عرفت ما الذي تبحث عنه. فجاك شافر يعرف ما يفعل. عميل التحقيقات الفيدرالي السابق يبحث عن كلمات مثل على ذلك، لذلك، بعد، عندما، فيما، في حين (ما يسمى جسور النص) لأنها تعبر الثغرات في المعلومات. ويرى شافر أن في هذه الحالة تحديدًا يمكن العثور على الكثير.
«يقول معظم الكاذبين الحقيقة حتى النقطة التي يريدون فيها إخفاء أمر ما، أو حجب المعلومات، ومن ثم يقولون الحقيقة مجددًا»، بحسب شافر الذي يتحدث عن طفل قال لوالديه: «كنت أجلس هناك، ثم جاء مارك وضربني». بصفته عميل التحقيقات الفيدرالي، يبحث شافر عن فجوة في المعلومات بين الجلوس والضرب. علاوة على ذلك، تشير كلمات النص إلى أن الطفل يريد تقليل حجم تصرفاته، وهو مؤشر آخر إلى الخداع. ماذا حدث في الحقيقة؟ كان الصبي قد سرق لعبة من مارك، فضربه الأخير انتقامًا منه.
وفقًا لشافر، الكذب من خلال حذف المعلومات أسهل طريقة للخداع، تعززها جسور النص. إذا كان للشخص دافع لتغطية أمر ما، ابحث عن استخدامه المتكرر لثم، بعد، ولذلك، فهو يحاول بذلك ربط القصة بشكل أنيق.
مع ذلك، تمثل الزلات الكلاسيكية، ألسنتنا المفكوكة القيود. ما هي الطريقة الأكثر ملاءمة لحلحلتها؟ عناصر كثيرة قد تمنع أجهزة المراقبة الداخلية من زيادة احتمالات ارتكاب زلة. تبعات الشيخوخة والتعب والتوتر تتصدر القائمة.
مايكل إيرارد، الأب الجديد المحروم من النوم، ومؤلف كتاب الزلات الأ... طاء اللفظية ومعناها»، وجد نفسه فجأة يسيء استعمال الألفاظ تمامًا، قائلاً الغداء عندما يعني وجبة الإفطار. يمكن للتحدث بسرعة أن يحفز أيضًا الزلات. وكلما زادت سرعة الكلام بحسب ديل، يزيد احتمال أن تكون عقد الكلمات السابقة لا تزال فاعلة فتكثر الأخطاء في الكلام.
تكلم ببطء وسترتكب زلات أقل عموماً، لكن ستكون عرضة للأخطاء الاستباقية لأن دماغك يملك الوقت للتدخل في الجملة في الوقت الخطأ. علاوة على ذلك، يعزز القيام بمهام متعددة ارتكاب الزلات لأنه يثقل الحمل العقلي، فينصح إيرارد بمحاولة إبعاد الأفكار الدخيلة أو الضوضاء الخلفية عند الكلام، فهي تدخل الكلمات وقد تفسد خطابك.
وإذا ارتكبت زلة لا مفر منها، يمكنك تقليل احتمال ملاحظتها من خلال عدم التوقف عندها والتكلم بطريقة مثيرة جدًا للاهتمام. فيولي المستمعون المزيد من التركيز إلى طريقة الكلام عندما يكون المحتوى غير ممل.
يأخذ موتلي مسارًا مختلفًا تمامًا: «لماذا ينبغي تجنب الزلات؟» القلق لا يساعد. لا يلاحظها معظم الناس على أي حال: لا نركز سوى على جزء ضئيل من الأخطاء اللفظية التي نرتكبها، ونادرًا ما يتذكر الناس ما سمعوه منذ أكثر من أسبوع. حتى لو حدث ولاحظ الآخرون زلاتك، فإن الغالبية العظمى منهم لا تكشف أي معلومات شخصية. قد تكون الدببة البيضاء لا تنسى، لكنها سلالة نادرة جدًا».
الجريدة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.