وأغنيات البنات قديماً كانت لاتخرج عن إتساع دائرة المتاح...والمتاح في ذلك الزمان كان هو (التخيل)...ولاشئ غيره...فلقاء الفتاة بمن تحب كان ضرباً من ضروب الخيال...والفتاة كانت تتزوج دون أن تعلم عن زوجها شيئاً غير انه (ود ناس وصلاي وقراي)...ولعل تلك الجزئية تحديداً والخاصة بمواصفات فارس الاحلام قديماً أفرزت عدداً من أغنيات البنات في مقدمتها (لاشراب سجار..لا لعاب قمار)...تلك الاغنيات التى كانت تصمم على جسد أخلاق العريس المرتقب...حتى بعد أن تطورت أغنيات البنات في ذلك الزمان لم تخرج عن تلك الدائرة المتاحة فكانت أكثر النصوص جراءة: (الليلة وين انا البي عصر مرورو). وهكذا ظلت أغنيات البنات تتناول (العاطفة) وفق المتاح وبالحرص على عدم القفز فوق كثير من العادات والتقاليد القديمة...أما اليوم فحدث ولاحرج، فقد اختلط مفهوم أغنيات البنات ب(الاغنيات الخادشة للحياء العام)، واللتان يجب ان نفرق بينهما وذلك حتى لايحدث إي (اشتباه)، فأغنيات البنات هي اغنيات وثقت لمرحلة مهمة من مسيرة الغناء النسوي في السودان، أما هذه الاغنيات التى نراها اليوم على الساحة فلا علاقة لها اطلاقاً بالمذكورة أعلاه. أغنيات اليوم التى تتبرج كلماتها على حناجر بعض مطربات (الحواري) هي اغنيات منزوعة (دسم الخجل)، ومليئة بالمستنقعات غير الأدبية أو (المحترمة) ان شئنا الدقة، والتى تخجل منها البيوت السودانية الاصيلة، وتحرص على الا تتسرب لداخلها...وبجانب ذلك فإن مجرد المقارنة معدومة تماماً مابين اغنيات البنات القديمة واغنيات اليوم، فقديماً كانت الفتاة تغني ل(رجل) يصونها ويراعي فيها شرع الله، أما اليوم فقد صارت الاغنيات تكتب ل(راجل المرا)...والفرق كبير بينهما لو تعلمون. (حكمة) الشاب سعد: أوكلت للشاب المثابر يوسف دوكة بالقسم، مهمة محاورة الفنان الشاب سعد، لكنه عاد لي وقال لي بالحرف أن الشاب سعد قال له: (آسف مابقدر اعمل معاك حوار أنا مابعرفك وأول مرة أسمع بيك)..!! وعندما يقول فنان (ناشئ) مثل سعد هذا الحديث، فماذا سيقول أستاذ الاجيال عبد الكريم الكابلي..؟...والله فعلاً (حكمة) ياسعد.! لعناية أحد الزملاء: لأننا لانعرف الاختباء خلف ظلال الرماد، ولا نعرف (التلون)، أو (التمرغ) في رمال الإذلال، ولأننا وضوح مثل شمس حارقة تذيب جليد (الكذب والنفاق) والبؤس، نخاطب من هنا أحد الزملاء من كتاب الصحافة الفنية (القُدامي) بالصحف السياسية...وندعوه لأن يبتعد عن التلميحات (المسيئة) التى بدأ في إرسالها عنا... ولأننا كذلك نحترم (الملح والملاح)..و(صحبة التسفار) اللذيذة...رأينا أن نبعث له بهذه (الرسالة الرقيقة) لكي يكف عن تلك التلميحات التى تمسنا وتمس مهنيتنا كصحافيين، ونكتفى في هذا المقال بهذه الرسالة التى اتمنى أن تصل إليه ب(سلاسة)، وأقسم قسماً (غليظاً) إن عاد مرة أخرى لتلميحاته (المسيئة) تلك...فلن يجد منا إلا وجهاً آخر ربما (لم يعرفه بعد)...ألا قد بلغت...اللهم فأشهد. شربكة أخيرة: لم نشأ إدراج إسم ذلك الزميل حفظاً للمودة التي جمعت مابيننا..ونتمنى ألا نفعل قريباً. السوداني