أعلنت الفنانة هالة صدقي تأييدها للتظاهرات التي انطلقت أخيراً تعبيراً عن رفض الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم)، ورغم عدم مشاركتها فيها، فإنها دانت أعمال العنف التي رافقتها. هالة المحتجبة منذ فترة في إجازة مع عائلتها تتحدث إلى «الجريدة» عن مسلسل «عرفة البحر» الذي شاركت فيه وعرض في شهر رمضان الماضي، وتبدي خشيتها على الإبداع في ظل صعود التيارات الدينية إلى الحكم. لماذا لم تحضري لقاء الرئيس المصري الأخير مع الفنانين؟ لم أتلقَّ دعوة رسمية من الرئاسة، ولو وجهت إلي لاعتذرت لوجودي خارج القاهرة في موعد اللقاء، بالإضافة إلى أنني لا أحبذ الانخراط في السياسة أو اللقاءات السياسية، وسبق أن دُعيتُ للقاء الرئيس السابق حسني مبارك مرتين، فحضرت مرة واعتذرت عن الثانية. هل نفهم من كلامك أنك لا تحبين الانخراط في العمل السياسي؟ صحيح، لكن لا يمنع ذلك من أن تكون لي أرائي السياسية التي تعبر عني باعتباري مواطنة مصرية، كذلك الأفلام التي أقدمها أحياناً تكون لها صبغة سياسية وهذا طبيعي، كون الجانب السياسي أحد الأمور التي تطرحها الدراما سواء في السينما أو التلفزيون. هل ما زال لديك تخوف على حرية الإبداع؟ لا شيء واضحاً بعد، ليس في شأن حرية الإبداع فحسب بل بالنسبة إلى أمور الحياة كافة. لا أحد يمكن أن يتنبأ بما سيحدث غداً، ولا يجوز السماح بالمس بحرية الإبداع فهي خط أحمر. أتمنى أن يظل الرئيس على عهده بعدم المساس بها، حسبما وعد الفنانين في لقائه معهم. ألم تقلقي من الهجوم الذي تعرضت له زميلتك إلهام شاهين؟ ستأخذ إلهام حقها بالقانون، فيما أعطاها الجمهور والعاملون في الوسط الفني حقها المعنوي ووقفوا إلى جوارها وساندوها في أزمتها. أما الشق القانوني فسيُنظر به أمام القضاء، ولا أعتقد أنها ستتنازل عن الدعاوى القضائية التي أقامتها ضد الشيخ بدر. واقعة إلهام ليست الأولى فمنذ فترة نتعرّض كفنانين لإساءات، وأكبر دليل على ذلك ما حدث مع عادل إمام والسيناريست وحيد حامد والدعاوى القضائية التي أقيمت ضدهما، لكن في النهاية لدينا ثقة بقضاء مصر العادل كونه لن يسمح بتقييد حرية الإبداع. لم تشاركي في التظاهرات التي انطلقت أمام السفارة الأميركية في القاهرة ضد الفيلم المسيء للرسول مع أنك أيدتها. أقل ما يمكن أن يوصف به هذا الفيلم أنه عمل غير محترم على الإطلاق، وقد توحد الأقباط والمسلمون سوياً في التظاهرات السلمية، ولو كنت في القاهرة لشاركت معهم. لكني أرفض العنف الذي حدث، وتمنيت ألا تأخذ الأحداث هذا المسار، فالتظاهر السلمي حق مكفول للجميع، وكان يمكن التعبير عن الغضب بشكل أفضل، لكن لا أعرف من وقف وراء العنف. كان على الأزهر والكنيسة اتخاذ إجراءات أكثر حدة مع أي تطاول، وألا يكتفيا ببيانات الإدانة والشجب، خصوصاً أن فيلماً مسيئاً للسيد المسيح عرض منذ فترة أيضاً، ولم تُتخذ مواقف تسمح بالحدّ من ازدراء الأديان. عموماً، من يقدّم مثل هذه الأعمال هدفه شق وحدة الصف بين المسلمين والأقباط، لكننا لن نعطيه هذه الفرصة. ما سر اختفائك طوال الفترة الماضية؟ قررت تمضية إجازة طويلة مع عائلتي بعدما انتهيت من تصوير دوري في مسلسل «عرفة البحر» منتصف رمضان الماضي، إذ حرمني ضغط التصوير والمواعيد المتلاحقة من الاستمتاع بإجازة الصيف مع أسرتي، فقررنا الاستمتاع بإجازة في «آخر أيام الصيف». ما الذي جذبك إلى المسلسل؟ السيناريو لأنه يعيدني إلى التعاون مع الفنان نور الشريف بعد غياب سنوات، بالإضافة إلى أن شخصية زعفرانة التي جسدتها هي مثال للمرأة الشعبية البسيطة التي تعشق زوجها وتنفذ كلامه. استمتعت بالعمل مع المخرج أحمد مدحت الذي نجح في إخراج إطارات مميزة للصورة، لذا أتمنى التعاون معه مجدداً. هل أضفتِ تفاصيل إلى الشخصية أو طلبت تعديلها؟ طبيعة الدور هي التي تحدد إمكان إضافة التفاصيل من عدمه، وشخصية زعفرانة التي جسدتها لم تحمل هذه المساحة، فخلال جلسات العمل التي جمعتني مع المؤلف والمخرج قبل بداية التصوير وجدت أنها مكتوبة بإحكام ولا تحتاج إلى إضافة أي تفصيل، فقدمتها كما هي من دون تدخل مني. لماذا لم يحقق «عرفة البحر» النجاح المطلوب؟ بسبب العرض الحصري ومواعيده غير المناسبة، لكن العرض الثاني بعد رمضان حقق نسبة مشاهدة جيدة وأعتقد أنه سيحقق في العروض المقبلة نسبة مشاهدة أكبر، خصوصاً أنني تلقيت ردود فعل إيجابية للغاية من متابعيه. لكن ثمة أعمالاً حصرية أخرى حققت النجاح. يرجع ذلك إلى مواعيد عرضها والدعاية التي رافقتها، بالإضافة إلى أن الكمّ الكبير من الأعمال الدرامية خلال رمضان أدى إلى عدم القدرة على التركيز على عمل واحد، فأنا شخصياً لم أتابع أي مسلسل من البداية إلى النهاية، إلا أنني اخترت الأعمال التي سأشاهدها بعد رمضان عبر متابعات لحلقات منفردة. هل الخلافات بينك وبين التلفزيون المصري ما زالت موجودة؟ ليست خلافات. في الحقيقة، لم أتقاضَ أي أموال عن الجزء الثاني من السيت كوم «جوز ماما» على رغم أنه عُرض أكثر من مرة واستقطب إعلانات كثيرة، وحتى الآن لم تردّ الإدارة على اتصالاتي.