أكد رئيس تحرير صحيفة إيلاف السودانية خالد التيجاني، أن الوساطة الدولية تريد إنهاء النزاع المسلح بين شمال وجنوب السودان من خلال إجبار الطرفين على توقيع اتفاقية لإقامة منطقة منزوعة السلاح بين البلدين. وأضاف التيجاني خلال حواره لبرنامج "ما وراء الخبر" المذاع على قناة الجزيرة الفضائية أن الاتفاقية تمثل خطوة تاريخية لكلا البلدين، مناشدا كلاً من السودان وجنوب السودان تنفيذ الاتفاقية بكامل بنودها وبدون تأخير أو تباطؤ، ومؤكدا على أهمية أن يتدفق البترول وأن تستأنف التجارة عبر الحدود، الأمر الذي سيعود بالفائدة على اقتصاد الجانبين، وينتج عنه تحسن ملحوظ في حياة المواطنين. وشدد على أن الاتفاق على الترتيبات الأمنية سيساهم أيضًا في تحقيق الاستقرار في المنطقة الحدودية من خلال نشر بعثة المراقبة المشتركة. واعتبر أن هذه الاتفاقيات تعد إنجازًا كبيرًا، ولكن مع ذلك تظل هناك بعض القضايا العالقة التي تحتاج إلى حل، وفي مقدمتها الوضع النهائي لمنطقة آبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان. ودعا إلى التوصل لحل نهائي لهذا الجزء الهام وفقًا لتوصيات الاتحاد الأفريقي للسلام والأمن، معربا عن أمله في أن يتم التوصل إلى تسوية بخصوص الحدود المتنازع عليها. وعن انفصال الجنوب عن الشمال، أشار التيجاني إلى أن النخبة الجنوبية لم تبادر إلى دعوة الانفصال، فقد سعت منذ منتصف القرن الماضي لإيجاد دور لها وموقع في المشروع الوطني السوداني للدولة الموحدة على قدم المساواة مع النخب الشمالية التي آل إليها الحكم بعد الاستقلال، غير أن قصر النظر السياسي والافتقار إلى رؤية وطنية إستراتيجية، لم يجعلها تدرك طبيعة التعدد والتنوع العرقي والديني والثقافي والاجتماعي لمكونات البلاد، وعدم اعتباره مكوناً أصيلاً في بناء المشروع الوطني، الأمر الذي أدى إلى ظهور مشروع قومي مقابل تحت مسمى الانفصال. البلاد