واشنطن (رويترز) - خلال المناظرة التي جرت بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري في انتخابات الرئاسة ميت رومني والتي استغرقت 90 دقيقة يوم الثلاثاء تحدث الرئيس لفترة تزيد أربع دقائق عن خصمه لكن عندما انتهت المناظرة كان ما لم يقله أوباما هو الذي حدد طبيعة المناظرة وساعد على جعلها في صالح رومني. وفي مناظرة كانت خليطا للنقاط التي تم التطرق إليها في الحملات الانتخابية وتفاصيل مستفيضة عن السياسة لم تظهر النقاط التي ارتكزت عليها حملة أوباما لخفض نسب تأييد رومني خلال المناظرة. لم يشر أوباما الى عمل رومني في (بين كابيتال) شركة الاستثمار المباشر التي كان يعمل بها والتي كانت مهمتها إرسال آلاف الوظائف إلى الخارج والتي استندت إليها حملة أوباما باعتبار أن رومني يقضي على فرص العمل في الداخل. وقاوم أوباما انتقاد رومني بشأن عزوف الحاكم السابق لماساتشوستس عن الإعلان عن سجله الضريبي طوال عامين. ويتساءل الديمقراطيون عما إذا كان رومني الذي تقدر قيمة ثروته بنحو 250 مليون دولار يخفي شيئا بشأن شؤون الميزانية ولماذا يحتفظ بملايين الدولارات في حسابات خارج البلاد. لكن أكثر ما أثار الدهشة فيما يتعلق بما تجنب أوباما التحدث عنه هو عدم نطق عبارة ظلت تهيمن على الحملة الانتخابية خلال الوقت الأغلب من الاسبوعين الماضيين وهي عبارة "47 في المئة". وهذه هي نسبة الأمريكيين الذين تحدث عنهم رومني خلال مناسبة خاصة لجمع التبرعات والتي تم تصويرها بالفيديو سرا في مايو ايار عندما قال إنهم "ضحايا" ويعتمدون على اعانات الحكومة ومن غير المرجح أن ينتخبوه. وكان تسجيل الفيديو لما قاله رومني والذي ظهر الشهر الماضي علامة بارزة في الحملة الأنتخابية. وفي الأسبوع الماضي تحدث فريق أوباما عن إعلان يرد فيه ذكر لعبارة 47 في المئة التي تحدث عنها أوباما وذلك في سبع ولايات رئيسية بما في ذلك كولورادو التي استضافت مناظرة يوم الأربعاء. ويقول الكثير من الناخبين إن تصريحات رومني أعطتهم رؤية سلبية عن الحاكم السابق لماساتشوستس. وقال نحو ستة من كل عشرة في استطلاع أجرته رويترز/إبسوس والذي نشر الشهر الماضي إنهم شعروا بأن رومني وصف بشكل ظالم نحو نصف الأمريكيين بأنهم ضحايا. ومن تداعيات تسجيل الفيديو أن تقدم أوباما على رومني في استطلاعات الرأي التي أجريت في أنحاء البلاد زاد بنقاط محدودة. وفي الوقت ذاته حاول الجمهوريون الذين يشنون حملات انتخابية في سباقات محتدمة لمجلسي النواب والشيوخ في أنحاء البلاد أن ينأوا بأنفسهم عن تصريحات رومني. لذلك كان من المتوقع على نطاق واسع أن يذكر أوباما الناخبين بتسجيل الفيديو الذي صور لأوباما في مناظرة يوم الاربعاء التي كان من المتصور أن تجتذب نحو 60 مليون مشاهد. ومن ناحية لغة الجسد قالت جانين درايفر خبيرة لغة الجسد ومؤلفة كتاب (لن تستطيع أن تكذب علي) "فيما يتعلق بلغة الجسد فإن ميت رومني هو المتقدم." وأضافت درايفر أن رأس أوباما ظل مائلا للجانب بدلا من أن يكون مرتفعا للأعلى مما يظهر ثقة أقل في النفس في حين أن رأس رومني كان "قائما" وكانت عيناه تركزان إما على الرئيس أو على مدير المناظرة وقالت إن هذا تطور بالنسبة لرومني لأنه كان يميل دائما إلى أن يجول ببصره بين اتجاهات مختلفة. لكن أيا من الرجلين لم يرتكب هفوة في لغة الجسد تحسم المناظرة في صالح أي منهما وهي الأولى من بين ثلاث مناظرات بين المرشحين قبل انتخابات السادس من نوفمبر تشرين الثاني. غير أن أسلوب رومني دل على ثقة أكبر في النفس وقوة في حين أن أوباما لم يبد عليه الاهتمام الكافي. وقال مؤيدو رومني إن تحاشي اوباما للقضايا التي كان من الممكن أن تجبر رومني على اتخاذ وضع الدفاع ربما تظهر تحولا في استراتيجية من جانب فريق أوباما. وقال كيفين مادن كبير مستشاري رومني "ربما يكون مساعدو أوباما أصبحوا يشعرون بأن هذه الطريقة لم تعد تجدي." كما أن أوباما لم يشر أغلب الوقت إلى الإنجاز الذي قال نائبه جو بايدن إنه يجب أن يكون من بين الأسباب الرئيسية التي تدعو إلى إعادة انتخاب أوباما وهو المهمة الناجحة التي أسفرت عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن. ولدى اختتام المناظرة تجنب أوباما مرة أخرى التطرق لانتقاد رومني في نقاط محددة كانت من النقاط الرئيسية التي ارتكزت عليها حملته. وبدلا من ذلك أقر أوباما بأنه كانت هناك مجالات كان مقصرا بها خلال فترة الرئاسة. وقال أوباما "كما تعلمون قبل أربع سنوات قلت أنني لست رجلا كاملا وأنني لن أكون رئيسا كاملا... وربما يكون هذا وعد يعتقد الحاكم رومني أنني نفذته