وجد قرار الرئيس السوداني عمر البشير بفتح الحدود بين بلاده ودولة جنوب السودان ترحيبا كبيرا باعتباره سيفتح الباب لمزيد من التوافق التجاري والسياسي بين الدولتين. واتفق خبراء ومحللون على أن القرار "سيشكل جسرا حقيقيا للتواصل ووضع حد لمعاناة المواطنين في الحدود بين دولتي السودان". وكان الرئيس البشير أمر أمس الأحد بفتح حدود بلاده بالكامل أمام كل ما من شأنه معاونة مواطني دولة جنوب السودان. وشمل التوجيه -الذي جاء استجابة لاتفاق الدولتين في السابع والعشرين من الشهر الماضي- فتح كل المعابر البرية والبحرية والنهرية لإيصال أي شيء تطلبه دولة الجنوب. وتسبب إغلاق كافة الحدود مع جوبا في مواجهة ست ولايات جنوبية من أصل عشر أزمة طاحنة في كافة نواحي الحياة بسبب اعتمادها الرئيسي على السلع الاستهلاكية القادمة من السودان، حيث شهدت تلك الفترة ارتفاعا حادا في الأسعار وندرة في بعض المواد الغذائية والأدوية الطبية. مؤشرات إيجابية وبحسب وزير التجارة في دولة الجنوب قرنق دينق، فإن الوقت "لم يحن بعد للكشف عن إحصائية رسمية لحجم التبادل التجاري مع الخرطوم" . ورغم التأكيد على وجود بعض المشكلات الأمنية الحدودية، فإن الخبراء يرون أن تواصل المجموعات السكانية بين الدولتين سيقف حائلا دون تطورها إلى الأسوأ. وزير الإعلام بولاية غرب بحر الغزال الحدودية مع غرب وجنوب دارفور ديرك أويا ألفريد يرى أن قرار الرئيس السوداني بإعادة فتح الحدود البرية مع جنوب السودان يحمل العديد من المؤشرات الإيجابية التي تتعلق بتنفيذ اتفاق أديس أبابا للتعاون مع جوبا. وأشار إلى أن القرار يحمل العديد من الانعكاسات التي من شأنها أن تنعش أسواق ولايات جنوب السودان الحدودية "بما سيتوفر من سلع أساسية ومواد". بينما يرى وزير التجارة بجنوب السودان قرنق دينق أن الخرطوم هي المستفيدة من هذا القرار لكون أن جوبا لا تملك شركات ومصانع كبرى لتوريد مواد الغذاء أو البناء من دول أخرى، كما سيفتح الباب أمام الجنوب للانتعاش عبر الاستفادة من السلع الاستهلاكية السودانية. توقعات بالصمود أما الكاتب والمحلل السياسي محجوب محمد صالح فقد توقع صمود القرار أمام المشكلات التي تعاني منها المنطقة الحدودية بين الدولتين، مشيرا إلى تضرر التجارة البينية بسبب إغلاق الحدود في الفترة الماضية. وقال إن هناك مقترحا للغرفة السودانية بإقامة منطقة حرة في ميناء كوستي بولاية النيل الأبيض الحدودية قبل قرار الإغلاق. وأكد للجزيرة نت أن الدولة السودانية باتت مقتنعة بضرورة فتح الحدود مع دولة الجنوب "بجانب ما تعانيه من ضغوط خارجية في هذا الجانب"، لافتا إلى نجاح الموسم الزراعي السوداني "مما يعني توفر فائض من الحبوب التي يمكن أن يدفع بها للدولة الجنوبية". ومن جانبه يرى المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر أن واقع الحال فرض على الحكومة السودانية اتخاذ القرار المناسب "في الوقت المناسب"، واصفا الخطوة بالإيجابية. وقال للجزيرة نت إن المصالح الاقتصادية لدولتي السودان تجبرهما على التعاون في كثير من المجالات، مشيرا إلى وجود استحالة في امتناع أي طرف أو استغنائه عن الآخر. المصدر:الجزيرة