دعا المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي إلى تشكيل حكومة انتقالية لحل أزمات السودان وجلب الاستقرار للبلاد في ظل التحديات التى تواجهها في قضايا الاستفتاء ودارفور وترسيم الحدود. وأشارت الأمانة السياسية للحزب في بيان تلقت (الأهرام اليوم) نسخة منه إلى عدم رغبة المؤتمر الوطني في تهيئة المناخ السياسي للاستفتاء في ظل تصريحات القيادات الحكومية التي تتوعد الجنوبيين بفقدانهم حق المواطنة عند وقوع الانفصال. في موازاة ذلك وجهت الحركة الشعبية نداءً إلى من أسمتهم بالديمقراطيين الوطنيين لتشكيل جبهة عريضة لترسيخ وتمكين العلاقة بين الشعبين في الجنوب والشمال وحذرت من مغبة إثارة النعرات القبلية والكراهية. وذكرت الأمانة السياسية للمؤتمر الشعبي في بيانها أن الأوضاع السياسية التي تمر بها بلادنا هي جراء سوء المسلك السياسي للحكومة والتي نجم عنها الإخلال بالعقود والعهود التي وقعت لمعالجة الأزمة السياسية الراهنة مما أوجد عدم الثقة بين مكونات الوطن السياسية وفتح الباب للمجتمع الدولي والإقليمي للتدخل في الشأن السوداني. وأشار البيان الى أن اتفاقية السلام قامت مع الجنوب على ذات الخلفية المتعلقة بضعف الإرادة والثقة السياسية وكانت فرصة للحل النهائي للأزمة ولكن الحكومة حولت الاتفاقية إلى نقمة تسببت في الوضع الراهن حيث أهملت المفوضيات المختصة بالإصلاح في الوظيفة العامة والقضاء والمصالحات وتعديل القوانين المخالفة للدستور. كما أشار البيان إلى أزمة دارفور التي تعطلت مسارات التفاوض فيها - بحسب العبارات- واستبدل الحوار إلى إستراتيجية لا علاقة لها بالحل السياسي للأزمة الذي يعتمد على حقوق الإقليم السياسية والقانونية في ملاحقة المجرمين. وذكر بيان المؤتمر الشعبي “نحن على ثقة تامة بأن الحل السوداني هو الأفضل وأن الوحدة هي الأصل، والحل يكمن في قيام حكومة انتقالية تتولى زمام هذه القضايا الأساسية". ومن العاصمة البريطانية لندن شنت الحركة الشعبية لتحرير السودان هجوماً عنيفاً على المؤتمر الوطني وحذرت من مغبة إثارة النعرات القبلية والكراهية بين الشماليين والجنوبيين في حالة اختيار شعب الجنوب الانفصال في الاستفتاء. وقال نائب الأمين العام للحركة الشعبية مسؤول قطاعها في الشمال وعضو مكتبها السياسي ياسر عرمان إن قضايا الوحدة والانفصال لا تحتاج إلى التلاعب والشحن ، مشيراً الى أن الاستفتاء يدور في منطقة إستراتيجية للسودان للسلام الدائم، وقال إن القضية تحتاج إلى التفاهم والتراضي ، وأضاف “حديث رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر والدكتور كمال عبيد وزير الإعلام فوق أنه يتعارض مع الدستور الذي يتيح ويبيح ازداوجية الجنسية وفوق أنه يتعارض مع روح المواطنة الحقة فإنه يتعارض أيضاً مع دعوة المؤتمر الوطني برفع المصاحف على أسنة الرماح باسم الوحدة، فإنه يمس منطقة شديدة الحساسية في حاضر ومستقبل السودان وهي التعايش واحترام التنوع والتعدد". وحذر عرمان الذين يتحدثون عن الكراهية وإثارتها، مضيفا أن الاحصائيات تشير إلى أن تسعة ملايين من المنتمين للقبائل التي تقطن شمال السودان تعيش في حزام التمازج المحاذي للجنوب وأن أربعة ملايين من المواطنين الجنوبيين يسكنون الحزام نفسه.