وقع إدماج قطر التي لا تنطق بالفرنسية في منظمة الدول الفرنكوفونية، بصفة "دولة شريكة" ومن دون المرور بمرحلة "العضو المُراقب"، كما تقضي الاجراءات المتبعة عادة في المنظمة التي تختتم الأحد قمتها الرابعة عشرة في كينشاسا، أكبر مدن جمهورية الكونغو الديمقراطية، إحدى الدول الإفريقية الناشئة والواعدة. وأثار ضمّ قطر بهذه الطريقة الى المنظمة جدلا حادّا حول مشروعية القرار وابدى بعض المُشاركين في القمة خشيتهم من طموح هذا البلد في توسيع نفوذه في غرب افريقيا المسلم من خلال التوسع عبر تمويل مدارس دينية تأخذ في بعض الاحيان مكان المدارس الناطقة باللغة الفرنسية، بحسب مصدر قريب من وزارة الفرنكوفونية في فرنسا. وبحسب المصدر نفسه، "حصلت مفاوضات حادة جدا حول قطر، إلا ان الوفد القطري الذي ترأسه وزير الثقافة والفنون والتراث، حمد بن عبد العزيز الكواري، يُرافقه سفير قطر في باريس، محمد جهام الكواري قام بحملة ضغط فعالة للغاية لدى دول عدة خصوصا الدول الإفريقية". أوراق قطر المُربحة وكانت قطر قد تقدمت بطلب للانضمام إلى المنظمة الفرنكوفونية في شهر أبريل/ نيسان الماضى وركّزت خلال حملتها على استضافتها عددا كبيرا من الاجانب الفرنكوفونيين وتمويلها اذاعة عامة، "اوريكس اف ام"، تبث باللغة الفرنسية منذ ديسمبر/ كانون الأول 2010، بالتعاون مع اذاعة فرنسا الدولية. وهي أول إذاعة خليجية تبث بهذه اللغة 7 أيام على 7 وعلى مدار الساعة، وتُقدّمها على أنها "جسرا للتواصل بين الثقافات". وجاء إطلاق "اوريكس اف ام" في غمرة احتفالاتها بالعيد الوطني وبعد فوزها بشرف استضافة بطولة كاس العالم لكرة القدم لعام 2022. وكانت قطر قد أدمجت في سبتمبر/ أيلول الماضي اللغة الفرنسية كلغة اختيارية في ست مدارس قطرية لأول مرة وذلك ابتداء من المرحلة الثانوية ولمدة عامين حيث يتم تعليم المنهج من الصفر ولمدة ثلاث ساعات في الأسبوع. ويُقدّر عدد الناطقين باللغة الفرنسية في قطر التي يشكل الاجانب حوالي 80 في المئة من سكانها الذين يُقدّر عددهم ب 850،1 نسمة بحوالي 150.000 شخص، يُشكّل أعضاء الجاليات الأجنبية سواء من الفرنسيين أو من أبناء المغرب العربي أو الجاليات الأفريقية الأغلبية السّاحقة منهم. ويُعتبر بعض أعضاء العائلة الحاكمة القطرية من عُشّاق اللغة الفرنسية التي يتقنها بعض الدبلوماسيين مثل السفير القطري في باريس. قطر تتكلم "بيزنس" وعلّقت إذاعة فرنسا الدولية بالقول أن "أسبابا اقتصادية تكمن وراء سعي قطر للإنضمام إلى منظمة الدول الفرنكوفونية، تتمثّل في بسط نفوذها على الأسواق الإفريقية النّاشئة" والواعدة. وكانت صحيفة لوفيغارو، المقربة من حزب "الاتحاد من اجل حركة شعبية" الحاكم سابقا في فرنسا، قد أفادت بأن شبكة قنوات الجزيرة، المملوكة للعائلة الحاكمة في قطر، تستعد لبسط نفوذها على القارة السمراء، بإطلاق نهاية العام الجاري قناة إخبارية ناطقة باللغة الفرنسية تبث من العاصمة السنغالية داكار. وأضافت الصحيفة أن "الجزيرة قررت تركيز اهتمامها على القارة الإفريقية بعد غزوها للعالم العربي وإطلاقها لقناة إخبارية ناطقة باللغة الانكليزية ولمحطات بالتركية وأخرى خاصة بدول البلقان". وقد بدأت قطر بالفعل تُخطّط للاستثمار في بعض الدول الإفريقية، خاصة في قطاع الزراعة، ل"ضمان أمنها الغذائي في المستقبل، خاصة من القمح والثروة الحيوانية". فبعد أن قامت "حصاد للأغذية المحدودة"، الذراع الاستثماري الزراعي لهيئة الاستثمار القطرية، بشراء آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية الخصبة في أستراليا ل"ضمان أمنها الغذائي في المستقبل، خاصة من القمح والثروة الحيوانية"، تتطلّع الآن للاستثمار في الأراضي الزراعية في شرق أوروبا وآسيا وإفريقيا. وأورد أحد المواقع الإعلامية المغربية خبر "إقحام" قطر في المُنظّمة الفرنكوفونية تحت عنوان "أصبحت قطر فرنكوفونية بفضل البترودولار".